يبدو أن الغليان الحاصل داخل الجبهة الاجتماعية قد أفرز عدة صراعات على مستوى الساحة العمالية أبرزها ما حدث داخل الاتحاد العام للعمال الجزائريين من حراك للإطاحة بالأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد، هذا الأخير الذي هاجم مؤخرا خصمه محمد الطيب حمارنية ووصفه بناكر الخير والمعروف على اعتبار أفضاله كثيرة عليه، متهما النقابات المستقلة بالفوضى وخدمة أجندات أجنبية، ناهيك عن قوله بأن "لوجيتيا" لا تحتاج إلى الخروج إلى الشارع والتظاهر من أجل تحقيق مكاسب عمالية، وفي هذا رد خصم سيدي السعيد نافيا كل إدعاءاته الأخيرة كما أكد التكتل النقابي المستقل على لسان ممثليه أن "لوجيتيا" قد أصبح عملها ظاهرا في الميدان ولا يخفى على أحد. على صعيد مماثل، قال زعيم ما بات يعرف بتصحيحية "لوجيتيا" الطيب حمارنية أن كل ادعاءات خصمه في المنظمة عبد المجيد سيدي السعيد لا أساس لها من الصحة، مضيفا بالقول "كان يجب أن يعيد النظر في بعض سياساته التي لا تفيد النضال العمالي ولا الاتحاد العام للعمال الجزائريين". وفي ذات السياق عاد حمارنية إلى حادثة استقالته قائلا "إنه أقدم على هذه الخطوة رفضا لكل التجاوزات التي حدثت ومنها تعامل الأمين العام الحالي مع منظمة الباترونا". وأفاد ذات المتحدث قائلا "إن اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للعمال الجزائريين التي عقدت ليست قانونية لأن الاستدعاءات وصلت للأعضاء ثلاثة أيام قبل الانعقاد وهو خرق واضح –حسبه- لما تنص عليه المراسيم التي ينص عليها القانون الداخلي للوجيتيا، والتي تؤكد على أن الاستدعاء يجب أن يصل الأعضاء قبل أكثر من شهر وبرفقة جدول الأعمال وهو ما لم يفعله سيدي السعيد حسب ذات المتحدث. في حين قال ممثل التكتل النقابي المستقل إلياس مرابط، إن التصريحات الأخيرة لعبد المجيد سيدي السعيد تشبه المسلسلات المكسيكية التي لا تنتهي، داعيا إياه إلى الخروج من قوقعة المؤتمرات التي تعقد في أفخم الفنادق والنزول إلى الميدان من أجل الاقتراب أكثر من الفئات العمالية والفئات الهشة. هذا وأكد مرابط في حديث ل"الحوار" أن الدور التي باتت تلعبه النقابات المستقلة اليوم في الحفاظ على مكتسبات العمال أصبح لا يخفى على أحد ولذا من غير المعقول اتهامها بخدمة أجندات أجنبية. هذا وأفاد مرابط أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين اليوم يحتوي على عديد الكفاءات الشابة والكوادر التي بإمكانها تحمل المسؤولية وتصحيح مسار هذه المنظمة التاريخية التي ارتبط اسمها بنضالات الشعب الجزائري إبان الاستعمار الفرنسي مضيفا بالقول "حان الوقت لتشبيب لوجيتيا" وإعطائها نفسا جديدا. بدوره، أكد المكلف بالإعلام على مستو ى نقابة "الكنابست" مسعود بوديبة في اتصال هاتفي مع "الحوار" أن تصريحات الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد غير مفهومة خصوصا وأنها تأتي في سياق أثبتت النقابات المستقلة جدارتها وأحقيتها بتمثيل العمال ونيل الاعتراف كممثل شرعي له مكانته. مولود صياد