وجدت المركزية النقابية نفسها وحيدة في مواجهة غضب عمالي جارف جراء قرار الحكومة تعديل نظام التقاعد وجعل القرار محل تزكية أحادية فقط ممثلة في الاتحاد العام للعمال الجزائريين من دون بقية الشركاء الاجتماعيين من النقابات المستقلة، في وقت وجدت فيه النقابات المستقلة التفافا عماليا منقطع النظير بسبب موقفها الرافض جملة وتفصيلا للتعديلات التي مست منظومة التقاعد. وفي السياق، استدعى الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد كافة فدراليات الاتحاد العشرين ومسؤوليها جميعا إلى اجتماع طارئ سيعقد صبيحة اليوم بدار الشعب بأول ماي، حيث أفادت مصادر من بيت التحاد العام للعمال الجزائريين بأن تكتما كبيرا يسود بخصوص جدول أعمال الاجتماع والهدف منه. ومما تسرب من بيت سيدي السعيد ل"الشروق" فإن الاجتماع سيكون بمثابة حقن جاهزة من الأمين العام للفدراليات ومسؤوليها بضرورة تهدئة الأوضاع في مختلف الفئات العمالية بخصوص ملف التقاعد الذي يواجه رفضا منقطع النظير من الطبقة الشغيلة، خصوصا في ظل بروز بوادر احتجاجات من داخل بيت المركزية النقابية نفسيها، على غرار المنقطة الصناعية برويبة وحاسي مسعود وحاسي الرمل. أما الشق الثاني من هدف الاجتماع حسب ذات المصادر فهو التصدي لتكتل النقابات المستقلة التي أعلن عن تشكيله قبل أيام رفضا للتعديلات التي مست منظومة التقاعد، حيث سيكون الاجتماع كمقدمة لسلسة من النشاطات لمختلف الفدراليات، كرد على ما ستقوم به النقابات المستقلة في ملف التقاعد، وإعلان الدعم للحكومة في مسعاها لتعديل منظمة التقاعد. ويسود غضب وسخط عمالي واسع وفي مختلف الشرائح العمالية بسبب سياسة المركزية النقابية التي أصبحت محل اتهام من العمال بأنها متحالفة ضد مصالحهم، حيث كانت محل خذلان لهم في محطات هامة على غرار مراجعة المادة 87 مكرر وقضية القرض السندي الذي تريد فرضه بالقوة على العمال، وملف التقاعد الذي زكت تعديلاته من دون أدنى مشاورة للعمال، ودفعت بالبعض إلى إطلاق حملة على الفايسبوك ضد الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد انتشرت في أيام قليلة كالنار في الهشيم وحملت شعار "سيدي السعيد لا يمثلني".