الخلع حق من حقوق المرأة الذي منحته لها الشريعة الإسلامية، وحسب ما جاء فى الأحاديث النبوية الشريفة على اختلاف رواياتها فعَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: ((أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلا دِينٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الإِسْلامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً)). فكان هذا أول حالات الخلع. قانون الأسرة وقبل تعديله كان يجيز للمرأة أن تخالع نفسها من زوجها على مال يتفق عليه ولكن بعد تعديل القانون فى 2005 أبقى على نفس الحق ولكن مع تكريس فكرة ألا وهي "دون موافقة الزوج" فقد نصت المادة 54 بعد تعديلها على " أنه "يجوز للزوجة دون موافقة الزوج، أن تخلع نفسها بمقابل مالي، وإذا لم يتفق الزوجان على المقابل المالي للخلع يحكم القاضي بما لا يتجاوز قيمة صداق المثل وقت صدور الحكم" وهذا الأمر فى حد ذاته تشجيع على الخلع وهذا على عكس بعض قوانين الدول العربية فعلى سبيل المثال تنص مدونة الأسرة المغربية في مادتها "115" بالقول: للزوجين أن يتراضياعلى الطلاق بالخلع طبقا لأحكام المادة 114أعلاه وهنا نلاحظ الفرق بين كلمة "أن يتراضايا" وكلمة "دون موافقته". إن الخلع في الجزائر بلغ درجات عالية من التلاعب بالأسرة وبتماسكها وأصبح وسيلة هدم أكثر منه حلا لمشكل في مجتمع مازال يفتقر إلى الوعي والفهم الصحيح للدين ولقيم الأسرة، فرئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان فى إحدى تصريحاته لبعض وسائل الإعلام دق ناقوس الخطر بشأن ارتفاع حالات الخلع في الجزائر التي بلغت حسب ما صرح به أكثر من 6 آلاف قضية سنوية، قائلا: "نتابع باهتمام ظاهرة الطلاق في الجزائر التي تتعدى ست حالات طلاق في كل ساعة، بمعدل أكثر من 60.000 حالة سنويا، مما يؤكد بأن هذه الظاهرة من شأنها أن تضر بالأسرة واستقرارها وبالمجتمع خلال الأعوام القليلة القادمة. إن معالجة مشاكل الأسرة والتقليل من حالات التفكك والقيام بإصلاح أسر يقتضي فهم جوهر الأشياء ويحتاج إلى الوعي الأسري وإلى نشر الفهم الصحيح لمثل هاته المعاني كما هو الأمر بالنسبة لاستعمال هذا الحق ألا وهو حق الخلع وكيفيات تطبيقه واستعماله ومتى يكون وفي أي الحالات يلجأ إليه وماذا يترتب عنه من جانب الأسرة، فهذا الحق اليوم أصبح يساء فهمه واستعماله وأصبح أحيانا من المضحكات المبكيات نظرا لبعض الأسباب التافهة التي تؤدي للجوء إليه، فالخلع الأصل فيه ان نافذة إنقاذ يلجأ إليه عند الضرورات وعند استنفاد كل الطرق الأخرى أو يكون لأسباب نفسية قاهرة يصعب التصريح بها من طرف المرأة. فلننقذ مجتمعنا بالتوعية والإيضاح والبيان وغرس الفهم الصحيح من الدين والقيم الأسرية.