نفى سفير الصحراء الغربية بالجزائر عبد القادر الطالب عمر وجود أي تعامل للصحراء الغربية مع حزب الله، متحديا وزير الخارجية المغربي بأن يأتي بدلائل على ادعاءاته "الكاذبة". وأوضح الطالب في اتصال بيومية "الحوار"، وفي سؤالنا حول الاتهامات المغربية الأخيرة للصحراء الغربية، قائلا: نتأسف لهذه الادعاءات التي أطلقها المغرب والتي بنى على أساسها قطع علاقاته مع إيران، فلا يوجد أي علاقة ولا أي مدربين ولا تسليح من حزب الله للجيش الصحراوي، ونحن نتحدى وزير الخارجية المغر بي أن يأتي بدليل على ما يدعيه، والذي يقول إنه يمتلكه". وأضاف سفير الصحراء الغربية بالجزائر أن "هذه الخطوة تأتي في ظرفية معينة، بعد القرار الذي أصدره مجلس الأمن بخصوص قضيتنا والتي بمقتضاها تطالب الطرفين بالدخول في مفاوضات دون أي شروط، وبما أن المغرب ليس لديه إرادة فهو يحاول أن يعرقل الأمور بمثل هذه الخطوات". وتابع ذات المتحدث في السياق نفسه: هذا الادعاء الجديد هو مجرد خطوة انتهازية يقوم بها المغرب للتموقع ضمن المتغيرات ويهدف من ورائها إلى محاولة الاحتماء من وقعِ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، خاصة ما يتعلق منه بموعد 6 أشهر استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع تحت رعاية الأممالمتحدة". وعن خطواتهم القادمة أبرز عبد القادر الطالب عمر أن "الاستعداد للمفاوضات قائم من جهتنا ونحن مستعدون أيضا وملتزمون باتفاقية وقف إطلاق النار، والمجتمع الدولي شاهد على ذلك، وبالتالي الكرة في مرمى المغرب".
التوتر يعود بعد تحسن العلاقات الثنائية منذ 2016 عاد التوتر ليسود بين المغرب وإيران، بعد أن تحسنت العلاقات الثنائية منذ سنة 2016، حيث أعلن المغرب ودون سابق إنذار عن قطع علاقته بإيران مساء يوم الثلاثاء، وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بعدما طالب القائم بأعمال السفارة الإيرانية في الرباط بمغادرة المغرب، وذلك مباشرة لدى عودته من إيران برفقة السفير المغربي، وأوضح الوزير المغربي أن سبب هذا القرار هو اتهام الرباط لحزب الله اللبناني بمساندة جبهة بوليساريو وتدريب قياديين في الجبهة بدعم ماليإيراني مباشر، وهو ما اعتبرته الرباط تهديدا لأمن واستقرار المغرب. وقال بوريطة في لقاء صحفي بالرباط إن إيران وحليفتها اللبنانية، جماعة حزب الله الشيعية، تدعمان البوليساريو بتدريب وتسليح مقاتليها عن طريق السفارة الإيرانية في الجزائر لتكوين قيادة عسكرية، وتدريب عناصر من الجبهة على الحرب، فضلا عن مدها بالأسلحة لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو). وأوضح أن المغرب يملك أدلة ومعطيات وتواريخ تظهر تورط عنصر واحد على الأقل بالسفارة الإيرانيةبالجزائر في تنظيم كل هذه العمليات على مدى عامين على الأقل. وكشف أن هذه العلاقة بدأت عام 2016 حين تشكلت لجنة لدعم الشعب الصحراوي في لبنان برعاية حزب الله، تبعها "زيارة وفد عسكري من حزب الله إلى تندوف" في إشارة إلى مخيمات جبهة البوليساريو في الجزائر.
المغرب يسعى إلى مغازلة الخليج عبر إعلانه عن مقاطعة إيران فيما تبقى الجزائر متحفظة في الرد على هذه المزاعم، قلل أساتذة ومحللون سياسيون جزائريون من شأن هذا الموقف المغربي من إيران بسبب مبرراته الواهية، خاصة أن المغرب يسعى جاهدا إلى تصنيف جبهة البوليساريو على أساس أنها منظمة إرهابية ويسعى إلى كسب دعم الحلفاء واستمالتهم، وفي هذا السياق صرح الدكتور سليمان لعراجي للحوار قائلا "المسألة ليست متعلقة بقضية دبلوماسيية بين المغرب وايران بل المغرب يبحث عن مبررات في ما يتعلق بإعادة ربح حلفاء داعمين له في ملف الصحراء الغربية، فالمسألة لا يراد منها قطع العلاقات مع إيران بقدر ما هو سلوك تكتيكي لتدارك فشل المغرب خاصة في القرارات الأخيرة والصفعات التي تلقاها من قبل الأممالمتحدة ومحكمة العدل الاوروبية فيما تعلق بإلغاء اتفاقية "الصيد"، أو حتى في مسألة وضع تمديد مهمة المينورسو – تنظيم استفتاء في منطقة الصحراء الغربية من طرف بعثة الأممالمتحدة- أو حتى بالقوة الأممية الموجودة في منطقة الكاركرات وما إلى ذلك"، مضيفا أن حجج المغرب واهية وأن الضغط المفروض على المغرب جعله يبحث عن منافذ بديلة للحفاظ على ماء وجهه في ملف الصحراء الغربية.
تأييد خليجي للمقاطعة هذا وقد أعربت كل من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عن وقوفها مع المغرب ضد الجانب الإيراني، وتدخلات طهران المزعزعة لأمن واستقرار المغرب. حيث أكد وزير الخارجية السعودي في تغريدة على حسابه في تويتر، عادل الجبير، إن إيران تعمل على زعزعة أمن الدول العربية والإسلامية من خلال إشعال الفتن الطائفية وتدخلها في شؤونهم الداخلية ودعمها للإرهاب. من جهة أخرى عبرت الإمارات العربية المتحدة عن دعمها للمغرب ضد التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لها، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، "نقف مع المغرب في حرصها على قضاياها الوطنية وضد التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية". إلى ذلك، أعلنت مملكة البحرين، دعمها لقرار المملكة المغربية قطع علاقاتها مع إيران، مؤكدة أن طهران تقوم بتوفير الدعم والتمويل لأعداء المملكة المغربية وأعداء الأمة العربية بما يفرض موقفا عربيًا وتحركًا جماعيا للتصدي لكل أشكال التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية وإيقاف محاولاتها الرامية لنشر العنف والفوضى وتهديد الأمن القومي العربي. ويرى الدكتور لعراجي أن التأييد الخليجي لهذه المقاطعة نابع من الشق المرتبط بإيران فقط، مضيفا ان ردة فعل السعودية والإمارات، تثمن الموقف المغربي مع ايران باعتبار ايران تدخل اليوم في استراتيجية دعم انتشار المد الشيعي في المنطقة العربية، وبالتالي فإن المغرب يغازل قوى إقليمية معينة في المنطقة في محاولة منه للزج بها في قضية الصحراء الغربية لتدارك الضغوط المفروضة عليه من قبل الاممالمتحدة، والمبعوث الأممي الجديد، ولتدارك أيضا الصفعات التي تلقاها من قبل المحكمة الأوروبية".
حزب الله ينفي تورطه وسفارة إيرانبالجزائر ترد وقد نفى حزب الله اللبناني في بيان اتهام المغرب له بدعم وتدريب جبهة البوليساريو جملة وتفصيلا، وجاء في البيان "من المؤسف أن يلجأ المغرب -بفعل ضغوط أميركية وإسرائيلية وسعودية- لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة"، لافتا إلى أنه "كان حريا بالخارجية المغربية أن تبحث عن حجة أكثر إقناعا لقطع علاقاتها مع إيران". وأضاف البيان "من المؤسف أن يلجأ المغرب بفعل ضغوط أمريكية وإسرائيلية وسعودية لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة، ويرى أنه كان حرياً بالخارجية المغربية أن تبحث عن حجة أكثر إقناعا لقطع علاقاتها مع إيران". من جهة أخرى قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي إن "ادعاءات المغرب حول علاقات أحد الدبلوماسيين الايرانيين مع جبهة البوليساريو غير صحيحة وخلاف الواقع، مضيفا أن بلاده تعلن بصراحة أن من أهم أسس سياسات إيران الخارجية مع باقي دول العالم هو الاحترام الكبير لسيادتها وأمنها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية". كما نفت سفارة إيرانبالجزائر مزاعم المغرب لطهران بدعم "جبهة البوليساريو وأكدت السفارة في بيان نشرته على موقعها "نفيها القاطع للادعاءات المغربية عن علاقة السفارة بنشاطات "جبهة البوليساريو"، مؤكدة "التزامها بممارسة دورها القانوني والطبيعي في توطيد وتعميق العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين إيرانوالجزائر". فيما لم تظهر الجزائر أية ردة فعل في هذا الشأن وفي هذا السياق يقول الدكتور احمد ميزاب إن المسألة لا تحتاج رد فعل من الجزائر لأن الجزائر لا ناقة لها ولا جمل في هذه المسألة رغم محاولات المغرب اقحام اسم الجزائر في قضيته مع الصحراء الغربية، ولكن في سياق هذا التحرك المغربي يتضح لنا أن هنالك تقاطع مصالح مع من يحاولون تشكيل محور المواجهة مع ايران وكذلك سعي المغرب للتخلص من إلزامية الجلوس على طاولة المفاوضات والذي يعد بالنسبة للمغرب وصولا إلى مرحلة الخضوع الى تقرير مصير الشعب الصحراوي. وبالتالي سعي المغرب الى مثل هذه الحجج الواهية، لكنني اعتبرها خطوة تصعيدية ليست بالسهلة ستجر المنطقة في نفق مظلم بالإضافة الى ان محاولة ربط جبهة البولساريو بحزب الله ومسألة التجنيد والتدريب والتسليح وغير ذلك من الامور هي مسائل خطيرة جدا، فبالتالي المغرب يسير نحو ارتكاب مجموعة من الأخطاء سوف تكلفه غاليا" حسب ذات المتحدث.
هذه علاقتها بإيران ورفضت الجمهورية العربية الصحراوية اتهامات المغرب لإيران و"حزب الله" بدعمها عسكريا خلال العامين الماضيين، وقال الوزير الصحراوي البشير مصطفى السيد في حوار مع وكالة "سبوتنيك"، إن "اتهامات المغرب لإيران وحزب الله بدعم جبهة البوليساريو عسكريا أبعد ما يكون عن الحقيقة لأن الصحراويين يملكون جميع الأسلحة والصواريخ المتطورة بين أيديهم منذ سنوات". وأضاف السيد، وهو أحد أهم قادة البوليساريو ويشغل الآن منصب وزير الداخلية، أن "مبررات المغرب، التي ساقها لتبرير قطع علاقاته بإيران غير مقنعة وكان عليه البحث عن أسباب حقيقية"، لافتا إلى أن "الوقت كاف لفهم الجواب الصحيح لقرار المغرب، الذي يعيش أصعب الأوضاع على كافة الأصعدة نتيجة الإفلاس والصعوبات السياسية والاجتماعية ويريد إلهاء شعبه بحرب خارج حدوده". وأكد المسؤول الصحراوي أن البوليساريو تسعى إلى علاقات قوية ومتينة مع إيران وحزب الله، قائلا "لدينا سفارة في طهران لكنها مغلقة دون طاقم ونحن نبحث تطوير علاقاتنا بإيران وفي كل مرة كان المغرب يقف في وجه مساعينا لذلك كما حصل في الهند وصربيا حين استطاع المغرب أن يؤثر ويفسد خططا بإرجاع العلاقات". وأضاف "كما نريد شراكة قوية مع حزب الله، وقد ذهبنا إلى بيروت مرارا وطلبنا لقاء قيادة حزب الله لكن لم نوفق". نجاة دودان/ رؤوف. ح