كشفت وثيقة مقدمة من بريد الجزائر أن استعمال بطاقة الدفع الإلكتروني يعرف احتشاما معتبرا منذ بداية العمل بهذا المنتوج النقدي، مبرزة أن عدد الزبائن الذين يقبلون على استعمالها لا يتجاوز الثلث ممن تسلموها، وهذا لأسباب عديدة ترجع أساسا إلى عدم ثقة الزبون بالتكنولوجية التي تم إدخالها على مستوى مكاتب البريد بعدما تعود على استخدام الصك. وأوضحت الوثيقة التي تلقت ''الحوار'' نسخة منها، أن عملية توزيع بطاقة السحب بلغت معدل يقدر ب 47 بالمئة، أي حوالي 5 ملايين زبون من بين 11 مليون زبون لدى بريد الجزائر، على أن تبقى العملية متواصلة إلى غاية استلام آخر زبون لهذه البطاقة. وحسب النسب الذي قدمها المصدر، فإن 31 بالمئة فقط ممن تسلموا البطاقة المقدر عددهم ب 5 ملايين زبون يقومون باستعمالها، أي مليون و550 ألف زبون فقط، مما يضع مؤسسة بريد الجزائر في تحد كبير لإقناع المواطنين باستخدام البطاقة قبل أن تتخلى نهائيا عن إصدار الصكوك عند الانتهاء من عملية توزيع البطاقات على زبائنها، وتتوقع مؤسسة بريد الجزائر في هذا الإطار، القيام بعمليات تحسيس أكثر فعالية، بإطلاق حملة إعلامية ضخمة تستهدف حاملي البطاقة، فضلا عن الإجراءات التي ستتخذ بهدف التكفل أكثر بزبائنها كالإعلام والتوجيه، فضلا عن تحسين نوعية الخدمة الدولية. من جهة أخرى، أعلن وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام الاتصال عن توقيع اتفاقية بمثابة عقد نجاعة بين بريد الجزائر والدولة الممثلة بوزارته تقضي بتكفل الدولة بالبرنامج الخماسي القادم لمجمع بريد الجزائر، وهذا بإدخال خدمات جديدة على القطاع لتحسين جودة العمل مع المواطن، مشيرا إلى أنه سيتم وضع 300 مركز رائد للدفع الإلكتروني على المستوى الوطني لتسهيل أداء العمال وتطوير الخدمات. وأضاف بصالح في تصريح للصحافة أمس عقب إشرافه على افتتاح ملتقى حول إدخال خدمات على البريد لتحسين جودة العمل مع المواطن، أن مؤسسة بريد الجزائر ستشرع في توسيع شبكة بريد الجزائر لتحسين خدمات التوزيع، أين سيوضع 10 آلاف مركز للدفع الإلكتروني، وستنطلق مع بداية شهر جوان بربط 400 نقطة على مستوى السوق إلكترونيا. وأوضح المسؤول الأول على قطاع البريد، أن الاتفاقية ترمي إلى مرافقة مجمع بريد الجزائر بإدخال عديد الخدمات، سيتم من خلالها تفعيل كافة الآليات المتعلقة بالبريد خلال البرنامج المقبل، على غرار إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال على الشبابيك البريدية ، فضلا عن تعميم استخدام الأنترنت في المكاتب البريدية عبر التراب الوطني، فضلا عن استعمال أجهزة وآليات جديدة لتحسين أداء العمال والنهوض بالموارد البشرية. يشار إلى أنّ الإصلاحات المنتهجة التي أدخلت على القطاع مكّنت من رفع رقم أعمال مؤسسة بريد الجزائر لسنة 2008 إلى أكثر من 25 مليار دينار، وتوسيع شبكتها البريدية لتبلغ 3310 مكتب، بينما لامس مبلغ الأموال المتداولة 24 مليار دينار بالنسبة لنشاط سنة 2008 بينما لم تتجاوز 11 مليار مع بداية الإصلاحات.