أعداء الإسلام يريدون أن يجعلوا الدين تابعا للهوى خصوم الإسلام يستغلّون موضوع المرأة لهدم معالم الدين العلمانيون يجهلون ويتجاهلون حقيقة الإسلام على المسلمين اليوم حُكَامًا ومحكومين أن يقفوا صفًّا واحدًا مُتراصًّا في وجه المشاريع الهدّامة ربيع المسلمين الذي نتطلّع إليه هو ربيع القلوب حاوره: س. ج تطرق شيخ زاوية الهامل محمد المأمون القاسمي في لقائه مع “الحوار” إلى العديد من القضايا التي لها صلة بأمور الدين، مشيرا إلى تلك المحاولات التي يريد من ورائها خصوم الدين الإسلامي غرسها في المجتمعات الإسلامية لهدم قيمه ومعالمه الدينية، مذكرا في هذا السياق بتلك التجربة التي عرفتها تونس الشقيقة وغيرها من الدول الإسلامية المستهدفة من طرف أعداء الإسلام، موضحا أهم الطرق التي يستغلها هؤلاء لهدم مجتمعات هذه الدول المستهدفة، داعيا في ذات الصدد أهل الأمر والمحكومين في نفس الوقت إلى الوقوف كرجل واحد للتصدي لهذه المخططات التغريبية الهدامة، كما تحدث شيخ الزاوية القاسمية عن مواضيع أخرى ذات أهمية بالغة في الحياة اليومية للمجتمعات الإسلامية. * تحدثتَ في خطبة عيد الأضحى عن المشاريع التغريبية وخطرها على المجتمعات الإسلامية، فهل ترى أنّ لها آثارًا سّيئة قد تحدثها في المجتمع الجزائري؟ – المشروع التغريبي خطره بيّن، وضَرره لا ريب فيه، المشروع التغريبيّ لا يتجاهل مشاعر الجماهير واختياراتها فحسب، ولكنه يُشكّل تحدّيا لشخصيتنا الوطنية، وخصائصنا الذاتية، وهوّيتنا الثقافية والاجتماعية. فدعاة التغريب في مجتمعات المسلمين يروّجون لمشاريع يسوّقها الغرب، ويعملون، دون هوادة لكي تظلّ مجتمعاتهم تحت الهيمنة الثقافية والحضارية للنموذج الغربي، وتبقى الرؤية الحضارية فيها محكومة بالإطار الغربي، يريدون أن ينشأ في الأمّة جيل مهجّن مقهور، لا يحفل بدينه، ولا يقيم وزنا لثوابت أمّته. وهؤلاء المنهزمون أمام الحضارة المادية الطاغية يُخيّلُ إليهم أنّ السبب فيما أصاب أمّتنا من ضعف وتأخّر، كان نتيجة حتمية لتمسّكها بدينها وثوابتها وخصائصها الذاتية. تلكم هي دعاوى المستلبين والمستغربين. وقد أصبحت تظهر في خطط موكّليهم من أعداء الدين، السافرين منهم والمقنّعين. وإذا كانت مشاريعهم في الماضي غير معلنة، يعدّونها في جَنح الظلام، ويسعون لتنفيذها في غفلة من الأمة، فإنهم اليوم لا يرون بأسا ولا حرجا في إعلانها للناس، وبثّها في قنوات الإعلام، بل ويقدّمونها نصوص قوانين ليشرّعها البرلمان. والمؤسف في مجتمعاتنا الإسلامية ما نرى عليه كثيرًا من المنتسبين إلى هذا الدين، فهم ينظرون حولهم إلى المكائد السافرة، والخطط المنظمّة المتلاحقة، التي تستهدف هدم الدين، وتحريف مبادئه، وتقويض أركانه، وهم في غفلة لاهون وفي غمرة ساهون. * لعلّك تقصد ما شهدته البلاد التونسية في المدّة الأخيرة من طرح مشاريع تثير الجدل؟ – أجل لقد رأينا في هذا البلد المسلم الجار، حاكما ذهب أبعد مما تجرّأ عليه سلفه منذ عقود، وكِلاهُما تطاول على الله، واستهتر بتعاليم دينه، واستخفّ بأحكام شريعته. وقَدْ شاهد العالم هذا المتجرّئ على الله، وهو يشهدُ على نفسه، ويصرّح بتنكّره للإسلام، ورفضه الاحتكام إلى شرع الله. وقال في استخفاف بالقرآن، إنّ دولته ليس لها علاقة بما وصفه “بحكاية الدين، ولا بحكاية آيات القرآن”. وهذا ما تناقلته عنه قنوات الإعلام. وأضاف قائلا: إنّ دولته مدنية، يحكمها القانون. والقول إنّ مرجعيتها دينية خطأ، بل خطأ فاحش. وكان، قبل ذلك، قد أمر بتشكيل لجنة أسند رئاستها إلى امرأة مسترجلة، وفوّض إليها إعداد مشروع غايته تعطيل شرع الله وإشاعة الفاحشة في المسلمين ومن ثمّ الإجهاز على ما تبقّى من أخلاق المسلمين. فكانت بحقّ لجنة سيئة الذكر سيئة الأثر أنجزت عملها السّوء، وعرضت على الناس حصيلتها النكراء، وقدّمت لحاكم الديار مشروع الخزي والعار في جُرأة على الله عظيمة، ومسعى آثم، تبنّاه أشباه الرجال، رائداته نساء مُستهترات، تجرّدن من ثياب الحياء، وتحلّلن من قيد الأخلاق؛ ثمّ تجرّأن على تقديم أفكار ضالّة، لتصاغ في نصّ قانوني، يراد منه تعطيل أحكام الميراث، فضلا عن التشريع للشذوذ والانحراف. إنها حرب على الله، يُعلنها أعداء الله، يحبّون أن تشيع الفاحشة في عباد الله، ويريدون أن يظهر في المسلمين كلّ ألوان الفساد والخنا والرذائل، ويُجاهر فيهم بالمنكر وكبائر الإثم والفواحش. يريدون أن يستبيح الناس كلّ ما حرّمه الدين، وينهى عنه ربّ العالمين. وممّا شاهده العالم، في خضمّ هذا الحراك، خروج الجماهير التونسية، في مسيرات شعبية، نصرة لدين الله، أعلنت فيها تمسّكها بتعاليم الدين الحنيف، والتزامها بأحكام الشرع الحكيم، ورفضها كلّ زيغ وانحراف عن الدين. وقد أكدّ هذا الموقف الشعبي الرافض لمشروع القيادة غير الراشدة المفتي الأسبق لتونس الشيخ حمدة سعيد، وجاء هذا الرفض واضحا وصارما في بيان أساتذة جامعة الزيتونة. ثمّ نقل إلينا الإعلام أنّ اللجنة المأجورة تطالب بمنع الشعب من التظاهر وتدعو حاكم البلاد إلى مصادرة حقّ الشعب التونسي في التعبير عن تعلّقه بدينه، وتمسّكه بثوابت أمّته. هكذا هو شأن أعداء الإسلام، تجدهم يعملون ليل نهار لتحريف هذا الدين، وتسخيره للأهواء والرغبات، وإخضاعه للحياة، بدل إخضاع الحياة للهدى الذي تستقيم به الحياة. خصوم الإسلام، كلّما غلبتهم الأهواء واستبدّت بهم الشهوات، كلما فتنتهم زهرة الحياة الدنيا، وراج عندهم باطل أو عمّت بلوى، تراهم يتجرّأون على الله، يريدون أن يجعلوا الدين تابعا للهوى، لا أن يكون الهوى عندهم خاضعا للدين. إنهم لا يبحثون عن حلول لمشكلات تدعو إليها ضرورة بيّنة ملحّة أو مصلحة عامة معتبرة، بل لأنّ الهوى عندهم يريد، ولأنّ الشهوات فيهم تتحكّم وتزيد، ولأنّ القيم تنحسر لديهم والخشية من الله تنعدم أو تغيب. لقد استعبدتهم الدنيا وأصبح إلههم هواهم، وشريعتهم شهواتهم. * أشارتم إلى دور المرأة في الحراك الذي تشهده المجتمعات المسلمة، ونودّ لو تعطينا مزيدًا من البيان.؟ – المرأة اليوم، في ظلّ الحضارة الغالبة، يستغلّها أعداء الدين لهدم تعاليم الدين، وأقصد هنا المرأة التي تتهدّم فيها الفضيلة، وتنعدم لديها القيم والأخلاق، فتكونَ مطيّة الشيطان وأداته الخطيرة. خصوم الإسلام يستغلّون موضوع المرأة لأنها ذات الأثر والخطر، يستخدمها الشياطين الماكرون في خبث ودهاء، يغرّرون بها، ويدفعون بها إلى المهالك، ويسلكون بها أسوأ المسالك، إنّهم يلقون بها إلى التهلكة وإلى أسفل الدركات، بدعوى الحرية والمساواة، وما هي سوى حريات مغشوشة تحمل شعارها اليوم جمعيات نسوية، يستعملها أعداء الأمّة لتنفيذ مشاريعهم التغريبية في المجتمعات الإسلامية. هكذا هي حال المرأة المستلبة ومصيرها البئيس، فهي باسم الحرية المسمومة تكشّفت وتحلّلت، وأسرفت في تحرّرها واستهترت، فلم يسعد بها البيت، ولم يصلح بها المجتمع، ولم تسعد هي نفسها بهذا الانطلاق الجارف، والتهتّك الكاشف، بل شقيت وأخفقت جرّاء ما اقترفت وأسرفت. ودعني في هذا السياق أذكّر بهدي الإسلام الذي جاء ليضعَ الناسَ على ميزان الحقّ والطريق المستقيم. فإذا كانت مواريث الجاهلية قد وضعت المرأة في مواضع المهانة والاستصغار، فإنّ مسالك الحضارة المادية المعاصرة جعلتها مصيدة لكلّ الدنايا والآثام. أمّا هدي الإسلام فقد أعطى كلّ ذي حقٍّ حقّه، وحفظ لكلّ نصيبه وحظّه. إنه مسلك وسط ومنهج عدل. فالنساء شقائق الرجال، كما جاء في الحديث النبوي الشريف. والله تعالى يقول: {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ} النساء/32. إنّ ما يشهده البلد الجار ليس منّا ببعيد. ونحن، إذ نلفت الأنظار إلى هذا الخطر الداهم، فلأنّنا نخشى أن تسري إلينا العدوى، وفي بلادنا أقلية مستغربة ناشزة، ولكنّها في واقعنا نافذة. وقد تكون امتدادًا لمثيلاتها في الجارة الشرقية. فما يجري في تونس قد يكون موضوع اختبار، وقد يُراد لهذه المحاولة أن تُقرَّر، ويراد للتجربة أن تستقرَّ وتُمرّر، ثم تنتقل خُطوة خُطوة من قُطر إلى قُطر. نحن نخشى أن تظهر في بلادنا هذه الانحرافات، لا سمح الله، ثم يدعو إلى تقنينها المتحلّلون والمتحلّلات بذريعة حماية الحقوق والحريات. ما الذي يمنع من ظهور هذه الأفكار الضالة والمشاريع الهدّامة، والجرأة على تقديمها للمجتمع والدولة، لتكون قانونا يشرّع للشذوذ والانحراف تأسّيا بالمجتمعات المنحلّة المائعة وانصياعا لإملاءات الاستكبار العالمي، وتنفيذًا لمشاريعه وخططه الماكرة.؟! * كيف تنظرون إلى من ينتسبون إلى الإسلام ويتجاهلون أحكاما صريحة في القرآن؟ – في حجة الوداع، وفي يوم عرفة، أنزل الله على عباده المؤمنين أنّه أكمل لهم الدين، فلن يحتاجوا بعد كتابه إلى تشريع، ولن يحتاجوا بعد منهجه إلى تنظيم. لن يضلّوا ما استقاموا على طريقته وهداه. ولا يرضى لهم أن يأخذوا منه شطرا ويتركوا شطرا، أو يؤمنوا ببعض آياته، ويكفروا ببقية الآيات. وفي ذلك يقول الله جلّ وعلا في كتاب محفوظ سيظلّ يُقرأ ويُتلى {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة/85. إنه كتاب الله، خيرُ ما به نعتصمْ، وخيرُ ما إليه نعود ولِنهجه نتّبع. نستنير به في حياتنا، ونستلهمه حلولا لمشكلاتنا ونتّبعه طريقا مستقيما عندما تختلط السبل حولنا. ولكنّنا، إذا ضللنا أو انحرفنا، وأعرضنا عن منهج ديننا، وتركنا كتاب ربّنا، وسنّة نبيّنا، سلّط الله علينا من يَسُومُنا سوء ما اقترفنا. إنّ الأمة، إنما أُخذت من فئة ينتسبون إلى الإسلام، يظنون أنّ الدين مجرّد علاقة بين العبد وربه، ولا شأن له بالحياة. هذا ما يقوله العلمانيون، ويردده الجاهلون، لحقيقة الإسلام، هم يجهلون أو يتجاهلون أنّ الإسلام دين ودنيا. هو دين ودولة، ونظام اجتماعيّ متكامل، يحيط بحياة الفرد والمجتمع من كل جوانبها. هذه عقيدة أهل الإيمان، لا يحملهم على ذلك إرغام ولا إكراه، ولا يخامرهم فيه ريب ولا اشتباه. فنحن المسلمين، قد رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، ورضينا بالقرآن إمامًا وحكما، وبسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. نحن نؤمن بالإسلام، عقيدة وشريعة ومنهج حياة. ونؤمن بأنّ هذا هو الدين القيّم الذي يجب أن نحيا به ونحيا عليه، ونلقى الله عليه. ومن واجبنا أن نغار عليه، ونذود عنه سهام المفترين، وأن نحذر فيه مكر الماكرين، وتضليل المخادعين. * تَحدَّثتَ أيضا عن أولياء الأمور وواجباتهم في حماية القيم والأخلاق، ومحاربة الانحرافات وعوامل الفساد. فكيف تنظر إلى مسؤولياتهم في هذا المجال؟ – على أولياء أمور المسلمين أن يذكروا على الدوام، مهما تتبدّل الظروف، أو تتغيّر الأحوال، أنّ شعوبنا روحها الإسلام، وقوام حياتها الإسلام. ويجب أن تسودها قيم الإسلام، وتحكمها تعاليم الإسلام. الشعوب المسلمة، كما أنّها متمسّكة بدينها، تحبّ أن ترى صورتها في ولاة أمورها، تريد أن تراهم مثلها يعتزّون بانتمائهم إلى الإسلام، ويتمسّكون مثلها بمبادئ الإسلام، ويلتزمون معها بتطبيق تعاليم الإسلام. فما عزّة أمّتنا إلاّ بهذا الدين، وإذا ابْتَغَتِ العزّةَ في غيره أذلّها الله. كما قال الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه. إنّ صيحات الاستنكار تتعالى، من هنا وهناك، تحذّر من الزيغ والإلحاد وانحلال الأخلاق، وتندّد بمظاهر الفسوق والفجور الذي يلاحق المجتمع، بمختلف أشكاله، وكلّ ألوانه وأنواعه بلا وازع من دين، ولا رادع من سلطان. وإنّ الذين يتعيّن عليهم إيقاف هذا الزحف الهائل من الفساد والانحراف، بمختلف أشكاله، هم أولياء الأمور، فإنّ الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. على ولاة الأمر في المجتمعات المسلمة، أن يضربوا بشدّة وحزم على أيدي المستهترين بقيم الأمة، والعابثين بأخلاقها المميّزة. عليهم أن يعملوا، دون هوادة، لتنقية المجتمع من أشواك الجاهلين، وتطهير البيئة الاجتماعية والثقافية والإعلامية من كلّ ما يتنافى مع أخلاق الإسلام، ويتعارض مع تعاليمه وقيمه وآدابه. عليهم أن يحفظوا للمجتمع المسلم خلق الحياء، فالحياء قيد اجتماعي، وإذا ما انفكّ هذا القيد، انفكّت معه بقية القيود. إنه خلق الإسلام. كما جاء في الحديث النبوي الشريف “لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء”. إنّ أولياء الأمور، إذا لم يأخذوا المواقف الحازمة، في مواجهة الأخطار المحدقة، فإنه يوشك أن يفوت الأوان. إنّ ما نلاحظه في مجتمعاتنا المسلمة أنّ المسؤولين عن مصائرها الأخلاقية والاجتماعية لا ينتبهون إلى الضرر، إلاّ بعد استفحال الخطر، ولا يبحثون عن العلاج والدواء، إلاّ بعد تحكّم العلّة وانتشار الداء. ونحن ندرك، بلا ريب، أنّه لا خير في الفكرة بعد أوانها، ولا جدوى للرأي الذي لا يعالج المشكلة في إبانها. على المسلمين اليوم، حُكَامًا ومحكومين، أن يقفوا صفًّا واحدًا مُتراصًّا في وجه المشاريع الهدّامة، ويعملوا لإسقاطها، وإفشال خططها. عليهم أن يعملوا لإيقاف التمزيق الفكري، والاستلاب الثقافي، ويوحّدوا جهودهم من أجل مقاومة الانهزام والاغتراب، في مجالات الثقافة والإعلام، وفي مناهج التربية والتعليم، وفي مجال المؤسّسة الأسرية المستهدفة من المخطّطات الرامية إلى تفكيك المجتمع المسلم، وطمس خصائصه المميّزة. * في ختام هذا الحوار، نريد منك أن تبيّن للقرّاء ما تعنيه بربيع المسلمين. وما لذي يعنيه لنا هذا الربيع؟ – ربيع المسلمين الذي نتطلّع إليه هو ربيع القلوب، هي الحياة الروحية التي تحيا بها القلوب، وتصلح في ظلّها الأحوال وتستقيم الأمور. نحن المسلمين نحتاج إلى الربيع الذي يربط الإنسان بربه، ويُرسخ الإيمان في قلبه. والإنسان أينما كان بحاجة إلى البعد الروحي ليحقّق توازنه وانسجامه. البشرية كلها بحاجة إلى هذه الحياة الربانية المتوازنة، لتخرج من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة؛ فتتحرّر من عبودية الدنيا، وترتقي إلى عبودية الله. ﴿ومن يعتصم بالله، فقد هدي إلى صراط مستقيم﴾.