عرفت كيف تترجم إنسانيتها وتجعل مما تعلمته على مدى مشوارها الدراسي والعملي نقطة انطلاق لمد يد العون الى فئة ليست كباقي الفئات، فئة يعتبرها الكثيرون قاصرة، لكن السيدة بعزيز بلقاسم فريدة لا تشاطر هؤلاء رأيهم وتعتبر أن الأطفال المعاقين ذهنيا كغيرهم من الأطفال يستحقون أن يحيوا حياتهم كما يريدون، ولا نملك إلا أن نوفر لهم ما يساعدهم على ذلك. تحذو السيدة بعزيز بلقاسم فريدة مديرة المركز الطبي البداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بالرويبة، إرادة عالية في جعل المركز مدرسة حقيقة يستطيع فيها الطفل المعاق ذهنيا أن يتعلم كيف يندمج مع المجتمع عن طريق تقديم دروس تعليمية خاصة بهذه الفئة تحت إشراف أساتذة وأطباء مختصين. وتسهر السيدة بعزيز على تسيير المركز بطريقة منظمة بحكم تجربتها الطويلة في التعامل مع فئة الأطفال المعاقين التي امتدت على مدار 22 سنة، فالسيدة بعزيز أخصائية نفسانية في الطب العيادي شغلت عدة مناصب في مراكز مختصة في مساعدة الأطفال، منها مركز المساعدة النفسية للأطفال المصابين بالربو ثم مركز الأطفال المعاقين حركيا والأطفال المصابين بقصور حركي دماغي، كما شغلت منصب مديرة المركز الوطني لتكوين المعاقين بخميستي وتشغل حاليا إدارة المركز الطبي البداغوجي للرويبة. تقول السيدة بعزيز إن عملها في مجال التكفل بالأطفال المعاقين زادها اصرارا على مساعدة هذه الفئة التي يحمل الكثير منا أفكارا خاطئة عنها وإعطائها الحق في الحياة كغيرها من فئات المجتمع الأخرى. وتقوم السيدة بعزيز ببذل الكثير من المجهودات من أجل توفير مناخ ملائم لتعليم الأطفال المعاقين ذهنيا ومساعدتهم على الاندماج داخل المجتمع عن طريق إشراكهم في العديد من النشاطات التربوية والتثقيفية مع غيرهم من الأطفال لتمكينهم من التأقلم مع الوسط الخارجي للمركز وكذا تعويدهم على مشاركة الآخرين نشاطاتهم المختلفة. تمكنت السيدة بعزيز بتميز من إنشاء قسم اعتبر الأول على المستوى الوطني يهتم بتدريس الأطفال المعاقين ذهنيا الأقل من 6 سنوات يبدأ تقديم الدروس التحضيرية للأطفال في سن الرابعة، وقد نجحت تجربتها نجاحا مميزا شجع وزارة التضامن الوطني على تعميم الفكرة على جميع المراكز الوطنية، بالإضافة الى مشاركتها في إعداد التحقيقات الوطنية التي تقوم بانجازها وزارة التضامن الوطني بغرض النهوض بفئة المعاقين ودراسة جميع المشاكل وإزالة العقبات التي تقف في طريق تقدم وتطوير الخدمات التي تحتاج إليها فئة المعاقين بشكل عام. ومن خلال تجولنا في أروقة المركز لاحظنا مدى الحب الذي يكنه أطفال المركز الى السيدة بعزيز، فهي أم الجميع الساهرة على رعايتهم وتلبية احتياجاتهم، تتنقل بخفة بين جموع الأطفال الذين يلتفون حولها. عمل السيدة بعزيز أعطاها فرصة لإبراز إنسانيتها من خلال تفانيها في خدمة هذه الشريحة من المجتمع ''التي لم نعطها، كما تقول السيدة بعزيز، حقها ويجب علينا العمل أكثر لتوفير مناخ ملائم لنشأة هؤلاء الأطفال وتعليمهم طرقا تساعدهم على الاندماج شيئا فشيئا في المجتمع، فبإمكان المعاق اليوم أن يتعلم حرفة مثله مثل أي إنسان عادي حسب قدراته والإمكانيات التي يتمتع بها، فالمعاق، وبحكم تجربتي الطويلة معه، يملك إرادة عالية يجب استغلالها لاندماجه في المجتمع''. تفكير السيد بعزيز وعملها منصبان دائما على إيجاد طرق جديدة وناجحة للتكفل الجيد بفئة المعاقين خاصة الأطفال منهم، ومن أجل خدمتهم بذلت السيدة بعزيز فريدة جهودا على مدار أكثر من عشرين سنة خدمة لفئة تستحق منا الاحترام والتقدير.