سعيد: تطوير اللغرتميات هو الحل قرار: منصة التواصل الاجتماعي فضاء ترويجي لنشاطه التجاري خننو: ضرورة حماية الاقتصاد عبر شبكات التواصل الاجتماعي نصيرة سيد علي حذر المختصون في شؤون الأمن في مجاله السيبراني، في تصريحهم ل “الحوار”، من نشر الملفات الشخصية وتلك المتعلقة بالمعلومات وأسرار المهنة المتعلقة بالمؤسسات وأجهزة الدولة على الفضاء الأزرق، نظرا للأخطار التي يواجهونها من طرف محترفي الجريمة السيبرانية.
على الدولة إبراز البعد السيبراني الاستراتيجي في مخططاتها الأمنية وفي السياق، أوضح الدكتور عمار سعيد مختص في العلوم السياسية في لقائه مع “الحوار” أن الإشكالية المتعلقة بتأمين المواقع والكم الرقمي الذي يكتسي طابعا سياسيا بما فيه المعطيات المتعلقة بالجانب الحيوي للدولة وكذا تلك التي تخص الأفراد، يتطلب أكثر من ذي قبل حماية وذلك على اعتبار أن ظهور مجال جديد والذي اصطلح على تسميته بالفضاء الالكتروني، وأمام الزخم الكبير وإقبال الكثير على استعمال هذا الفضاء والتواصل من خلال الأرضيات المتاحة، على غرار منصات التواصل الاجتماعي على اختلافها، فالمضامين يقول عمار تحتاج إلى تأمين، ويتطلب أيضا مهارات وتقنيات وهندسة الكترونية وإعلام آلي وكذا العقيدة الأمنية، ويتعين على كل دولة ليس الجزائر فقط أن تبرز البعد السيبراني الاستراتيجي في مخططاتها الأمنية حتى يتسنى لها حماية وإضفاء الطابع السيادي في فضائها السيبراني الإقليمي، بالرغم من أن مفهوم السيادة والإقليم شهد خلخلة من السيماتيكي أو المعنوي على اعتبار ظهور الفضاء السيبراني أدى إلى ثورة حتى من حيث ضرورة مراجعة وتعديل المنظومة القانونية على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، والدليل على ذلك اتفاقية بودابست وكذا الاتفاقية العربية ومكافحة الجريمة السيرانية وأيضا اتفاقيات الاتحاد الإفريقي لتأمين وحماية البيانات الخاصة عبر الفضاء السيبراني.
تطوير اللغرتميات هو الحل وفيما يتعلق بالحماية الإلكترونية، قال عمار سعيد “يحتاج حتما إلى تطوير ما يسمى بالأسلحة السبرانية على غرار الرياضيات واللغرتميات والخوارزميات والبرامج المعلوماتية هي التي تعتبر الفيصل في القول فيما أن الدولة لها كفاءات وقدرات في مجال حماية البيانات من عدمها”. ومن أجل تأمين المعطيات داخل هذه الأرضيات، أفاد عمار سعيد، أنه يتعين الأخذ في الحسبان الجانب الوقائي، ويكون ذلك حسبه من خلال تنظيم حملات تحسيسية لفائدة مستعملي مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وكذا ضرورة توخي الحذر من خلال عدم إدراج أي معطى أو أي بيان يكتسي طابعا خاصا والتي تتصل بالحياة الخاصة بالأشخاص، وكذلك بالنسبة للفواعل الآخرين خاصة الدوائر الوزارية، وحتى الرصيد الرقمي يتعين أساسا قبل ذلك إقرار اللجوء الى الحل المعلوماتي والتفكير في الحل الأمني المعلوماتي وذلك بتوفير البرامج التي تمكن من ذلك.
لا تفشي معلوماتك عبر المنصات الإلكترونية من جهته، قال الدكتور يونس قرار مستشار في تكنولوجية الإعلام والاتصال إن العالم اليوم يعيش ثورة رقمية على أعلى مستوى، أحدثت ثورة في الإنسانية، وإذا كانت المعلومة قبل عشرين سنة تأخذ قيمتها عندما يتم تخزينها من طرف شخص ما ويقوم الأخير بعملية المفاوضة قبل تقديمها لجهة معينة، أما الآن فقد تغير الوضع، وأضحى الشخص هو صاحب المعلومة وتكتسي قيمتها عندما يشرك فيها الجميع، وينشرها عبر شبكة التواصل الاجتماعي ويطلب من الأصدقاء نشرها على نطاق واسع، وليكن في علم الجميع أنه بقدر ما تداول الفيديوهات والمعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقدر ما تقل قيمتها، ووزنها، وللأسف الشديد أن هذه الطريقة تستخدمها كل القطاعات ما يسمى بالإدارة الالكترونية والتجارة الالكترونية، وهذه الأخيرة قد أضحت المتاجر الإلكترونية مثل “علي بابا” الذي وضع منصة له في الفضاء الأزرق ووضع له أرضية تسمح لزبائنه الحاليين والمحتملين الاطلاع على منتجاته، من خلال عمليات ترويجية لنشاطه التجاري، مما سمح له الوصول إلى رقم أعمال تجاوز 30 مليار دولار سنويا، ومع كل هذه الإيجابيات الرائعة يقول قرار أضحى الجميع يلتصق بهاتفه وبجهازه المحمول ولا يستطيعون التخلص من جاذبية الأنترنت، توجد بعض السلبيات التي لابد من الإشارة إليها والمتعلقة بالتطبيقات السلبية التي أثبتت آثارها الوخيمة على صحة وتربية وثقافة الفرد وعلى المجتمع وعلى مؤسسات وأجهزة الدولة، وعليه يجدر بنا إلى تأمين أنفسنا في العالم الافتراضي حتى لا نتعرض إلى مساومات قد تفضي بنا إلى مشكلات تستدعي القلق.
التهديدات السيبرانية تعد المسار الثالث التي تواجه الأمن القومي أوضح الدكتور خننو فاتح أستاذ المدرسة العليا للعلوم السياسية، أن التهديدات السيبرانية تعد المسار الثالث التي تواجه الأمن القومي، بعد التحدي الصلب العسكري والمجتمعي والانساني، ولهذا يشكل هذا الموضوع لدى الدراسين للإستراتيجية والأمن، وعليه فالدولة الجزائرية اليوم تسعى إلى إنتاج آليات وأنظمة إلكترونية وتكنولوجية لمواجهة هذه التهديدات والمعارك الجديدة، واليوم يقول فاتح سوف تدار على مستوى الفضاء الأزرق وعلى مستوى الإعلام والاتصال، وليست كتلك المعارك التي نراها في واقعنا المادي، وعلى الدولة أن تطور مجموعة من السياسات التي ترافق التحولات الجيوستراتيجية في المجال السيبراني، وحماية الاقتصاد الذي يجري نشاطه على شبكات التواصل الاجتماعي.