زووم على بلدية باش جراح.. تنمية بالتقسيط المريح تعد بلدية باش جراح واحدة من أقدم وأهم بلديات الجزائر العاصمة، لكنها من بين “أتعس” البلديات مثلما قال بعض سكانها، بسبب غياب المشاريع التنموية، حيث لا عائلات قاطنة ببيوت قصديرية رحلت إلى بيوت لائقة، ولا طرقات مهترئة عبدت، ولا فرص عمل للشباب وغيرها من المشاكل المطروحة من قبل السكان منذ سنوات، لم تحرك ساكن لا المسؤولين الحاليين ولا السابقين، وعليه متى تأخذ باش جراح حظها من التنمية؟ الجزائر: مليكة ينون “التهميش والحرمان والتخاذل عن أداء المهام من قبل مسؤولينا السابقين والحاليين”، هذا ما اتفق عليه سكان بلدية باش جراح على حد قولهم ل”الحوار”، منتقدين بشدة رئيس البلدية الذي، بحسبهم، خيب آمالهم ولم يكن في المستوى المطلوب ولم يكن عند وعوده التي قطعها معهم.
طرقات مهترئة واختناق مروري على مدار السنة لم تكن جولتنا الميدانية لبلدية باش جراح سهلة مثلما توقعنا بسبب التدهور الكبير لبعض طرقات الأحياء والشوارع وكذا الاختناق المروري الفظيع، حيث أنه من الصعب جدا عبورها بسهولة ودون أن تبقى لساعات طويلة تنتظر مع سيارتك أو داخل الحافلة دورك للمرور بسبب اهتراء الطرقات وضيقها وكثرة حركة السيارات. وحسب السكان، فإن وسط المدينة وبعض الأروقة التي تغيب عنها التهيئة العمرانية والسوق الفوضوية المحاذية لمركز حمزة زادت من عرقلة حركة مرور السيارات وكثيرا وبشكل يومي يسجل اختناق في الطرقات وبالمقابل تذمر السائقين لمركباتهم، متسائلين عن دور البلدية في القضاء على هذا الازدحام المروري الذي تعيشه منذ سنوات. وأبدى المواطنون على رأسهم سائقو السيارات استياءهم من الاختناق والاكتظاظ المروري الذي تشهده البلدية مطالبين المسؤول بحل المشكل قبل أن تتأزم الأمور اكثر.
أحياء تغرق في النفايات ونحن نتجول بين أزقة وشوارع البلدية، لفتت انتباهنا أكوام النفايات المترامية في كل مكان بشكل عشوائي أثار استياء القاطنين الذين وجهوا أصابع الاتهام إلى مؤسسة النظافة ومصالح البلدية، بأنهما لا يخدمان مصلحة المواطن وغير آبهين بصحتهم وصحة البيئة. وأكد عدد من محدثينا أن انتشار النفايات في كل بلدية باش جراح نتاج غياب الوعي لدى بعض المواطنين الذين يقومون بالرمي العشوائي لنفاياتهم من دون مراعاة أوقات مرور الشاحنات المخصصة لذات الغرض أو أماكنها، لكن في الوقت نفسه، سببه غياب دور البلدية لردع مثل هذه التصرفات السلبية بقوانين تغرمهم، معربين عن أملهم في أن تقوم السلطات المحلية بأخذ انشغالهم ومطلبهم المتمثل في توفير محيط نظيف في أحياء وشوارع البلدية على مأخذ الجد
التجارة الفوضوية تحكم قبضتها أمام مركز حمزة يبدو أن غياب المساحات التجارية المخصصة لتقنين نشاط التجار، قد دفع بالعديد منهم إلى عرض سلعهم بطريقة غير قانونية أمام مركز حمزة. الزائر لبلدية باش جراح لا محالة يصطدم بالعدد بالسوق الفوضوية الموازية لسوق حمزة، ما يطرح الكثير من التساؤل حول دور البلدية في إزالة مثل هذه الأسواق الفوضوية. وأكد بعض التجار أن سوق البلدية بات في وضع كارثي غير صالح للاستغلال، حيث انتشرت فيه النفايات بشكل جد غريب حتى أن الروائح الكريهة باتت تنبعث منها، فضلا عن اهتراء أرضيتها، متسائلين عن دور البلدية في تنظيف هذه السوق وفي إعادة استغلالها لفائدة التجار الفوضويين وإعادة النظام للبلدية بعدما تحولت إلى سوق كبيرة للتجارة الفوضوية.
سكان القصدير ينتظرون الترحيل وينتظر سكان البيوت القصديرية على أحر من الجمر ترحيلهم إلى سكنات لائقة وإخراجهم من بيوت يقطنون بها منذ سنوات والتي تفتقد إلى كل الشروط الحياتية، حيث لا غاز طبيعي ولا كهرباء أمام انقطاعها المتواصل، والأمر الذي زاد الطين بلة – حسب السكان- تلك الوعود التي قطعها مسؤولو البلدية بترحيلهم منذ سنة 2001، وهو ما لم يحدث على الإطلاق بل بقي مجرد كلام عابر، مثلما قال أحد السكان، ليضيف بلهجة غاضبة " كل يوم يقولون إننا سنرحّل غير أن هذا ما لم يحدث، لقد سئمنا إرأفوا لحالنا يا مسؤولون". إلى ذلك يطالب سكان البيوت القصديرية، والي العاصمة، زوخ، بالتعجيل في انتشالهم من بيوت في وضعية كارثية.