لا تزال بلدية برج البحري، شرق العاصمة، تسجل عدة نقائص أثرت على الإطار المعيشي للسكان، خاصة ما تعلق منها بشبكة الصرف الصحي، تهيئة الطرقات، انتشار البيوت الفوضوية والاختناق المروري، وهي النقاط السوداء التي يطالب موطنو المنطقة بتسويتها وإعادة الوجه اللائق لهذه المنطقة الساحلية السياحية، خاصة ببعض شواطئها التي صارت مصبا للنفايات الصلبة، مثلما وقفت عليه ”المساء” في استطلاعها. الزائر لبلدية برج البحري، يلاحظ تلك ”الفيلات الكولونيالية” القديمة والجميلة المتراصة على طول الشريط الساحلي، والمشاريع السكنية الكثيرة التي تنمو كالطفيلات، لكن وراء ذلك المنظر الجميل من المشاريع الضخمة ونسمة البحر المنعشة تختبئ نقائص كبيرة في مختلف الأحياء، حيث وقفت ”المساء” خلال زيارتها للمنطقة، على طرقات مهترئة، غياب قنوات الصرف الصحي وانسداد البعض منها، انتشار البيوت القصديرية وسط الأحياء الراقية واختناق الحركة المرورية في مدخل البلدية إلى غاية مخرجها.
تجمعات حضرية غارقة في مستنقعات المياه الملوثة تشكل قنوات الصرف الصحي واهتراء الطرقات نقطة سوداء ببلدية برج البحري، حيث يشتكي السكان في العديد من الأحياء الراقية التي زارتها ”المساء”، مثل حي إحدان، كوسيدار والابتدائي، من انسداد قنوات التطهير، مما يسبب مع حلول فصل الشتاء حدوث فيضانات وتسربات المياه الملوثة إلى البيوت، حيث أوضح لنا بعض المواطنين بحي إحدان أن السلطات لا تبالي بهذا المشكل القائم منذ سنوات عديدة، وتكتفي بتكليف شركة ”سيال” التي لاحظنا خلال زيارتنا أنها قامت بتسييج مكان التسرب في وسط الطريق على أساس أن الأشغال جارية، لكن الحفر موجودة والقنوات لا تزال مسدودة، وفي بعض الأحياء غائبة تماما، أما بحي كوسيدار، فذكر لنا المواطنون أن تهيئة الطرقات تبقى مطلبا مسجلا لدى السلطات المحلية منذ سنوات، حيث تتحول المنطقة إلى برك من المياه تشوه صورة الحي وتعرقل من حركة المرور.
الصفيح يشوه وجه المنطقة السياحية وجهتنا الثانية كانت حي الجزائر الشاطىء، وأول ما شد انتباهنا تلك المشاريع السكنية الضخمة التي يجري إنجازها، وبالمقابل، توجد بيوت قصديرية تشكل ديكورا منفرا بالحي، وحسب شهادات السكان، فقد ازداد عددها مقارنة بالسنوات الماضية، بدل إزالتها، حسبما هو مقرر في برنامج رئيس الجمهورية، حيث أعرب سكان هذا الحي في حديثهم إلى ”المساء” عن عدم رضاهم عن الصورة السيئة التي شكلتها بيوت الصفيح الموجودة وسط هذا الحي الراقي، بالمقابل، أكد سكان الحي القصديري أنهم بحاجة إلى الترحيل في أقرب وقت للعيش في ظروف لائقة، حيث طالب أحدهم بنصيب قاطني القصدير من هذه المشاريع السكنية الضخمة وتجسيد وعود الترحيل.
التجارة الفوضوية ديكور يومي في غياب الأسواق المنظمة أما بالشارع الرئيسي لبلدية برج البحري، فلاحظنا انتشار التجارة الفوضوية حتى أمام مقر البلدية، مما يجعلنا نتساءل عن دور السلطات المحلية التي ترى الأمر بأعينها وتتكتم عن الأمر، رغم القرار الصادر بإزالة كل الأسواق الفوضوية والقضاء على التجارة الموازية، ولكن عند اقترابنا من بعض الباعة الفوضويين، أكدوا لنا أن غياب السوق الجوارية بالبلدية جعلهم ينشطون خارج الإطار القانوني، رغم المراسلات العديدة التي قام بها التجار لتسوية وضعيتهم، حيث أشار أحدهم إلى أنهم ينشطون بهذه الطريقة منذ سنوات، في غياب سوق جوارية، وحتى السوق المغطاة الموجودة بقلب البلدية يسكنها مواطنون منذ سنوات، في حين أوضحت إحدى السيدات التي كانت تشتري حاجياتها من خضر وفواكه، أن السلطات المحلية لا تبالي بانشغالات السكان، متسائلة؛ من أين نشتري حاجياتنا لولا وجود الباعة في الطريق؟.
الاختناق المروري نقطة سوداء بالبلدية ونحن نغادر بلدية برج البحري، استغرقنا قرابة الساعة في الزحمة المرورية الموجودة على مستوى حي قهوة الشرقي الذي يعد من أهم النقاط السوداء، والزائر لهذه المنطقة يلاحظ الأشغال الكثيرة الموجودة في الطريق، منها أشغال الترامواي التي طالت ولم تنته منذ مدة، يقول المواطنون، إضافة إلى اهتراء الطريق الذي يزيد من عرقلة حركة المرور، حيث أوضح لنا بعض سائقي الحافلات أنهم يجدون أنفسهم في وضعية حرجة جراء المرور الصعب، سواء في الفترة الصباحية أو المسائية، الأمر أي جعل المواطنين يطالبون السلطات المحلية بتعجيل إنهاء المشاريع من جهة، وتصليح الطرقات من جهة أخرى، مع القضاء على الزحمة الموجودة بقهوة الشرقي.