إجراء يجعل من فيروس كورونا ينتحر في الطبيعة الجزائريون يستجبون لنداء حالة الطوارئ الصحية
نصيرة سيد علي استجابة الشعب الجزائري نداء الطوارئ الصحية الذي فرضته الدولة الجزائرية، كمحطة وقائية واحترازية من فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 قبل ان يقضي على الأخضر واليابس والعمل على خنقه في الطبيعة بعيدا عن أجساد البشر. إجراء سوي تبعته أعمال تطوعية خارقة بادر بها الشعب الجزائري أفرادا وجمعيات، من مختلف الهيئات والمختصين من أجل تكثيف الجهود وتكوين هيئة مشتركة أساسها العمل التشارك للقضاء على هذا العدو الخفي، وكانت شبكة التواصل الاجتماعي المتعددة منصة اجتمع حولها هؤلاء للتكاثف وتشابك الأيدي لتشكيل قوة رادعة لهذا الوباء الفتاك الذي يتهدد المجتمع الإنساني.
#“شد_دارك” ساهمت في تحسيس المواطن من أخطار الفيروس “هاشتاg شد دارك”، عبارة تداولها نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي للمشاركة في عملية التحسيس من أخطار انتقال فيروس كورونا المتجدد كوفيد 19 أثناء عملية الاكتظاظ، حيث عرفت العبارة التوعوية هذه انتشارا واسعا من خلال عملية إعادة النشر حتى تصل إلى أقاصي الفضاء الأزرق ، وتفاعل معها رواد الشبكة العنكبوتية، وبالتالي المطالبة بإنزال ميداني وتقديم ما يمكن عمله، لتعم الفائدة على الجميع. أشخاص دون مأوى أيضا وجب حمايتهم شكلت الصور للمستضعفين في الأرض، شفقة الرأي العام الجزائري، حيث تسارع العديد من المتطوعين إلى شراء سائل المطهر ومنشفات التعقيم وقطع من الصابون وتوزيعها على الأشخاص بدون مأوى، الذين يفترشون الأرض ويتغطون بالسماء، مبادرة دعا إليها أصحاب النفوس الراقية والفكر المرجح من أبناء الشعب الجزائري الذي عودنا بمواقفه النبيلة عند كل أزمة، وكانت شبكة التوصل الاجتماعي بمثابة وسيلة مهمة لتوزيع الأعباء والمهام الذي تضمنه جدول أعمالها. جمعيات نشيطة أدلت بدلها في بئر المساندة أطلقت الكثير من الجمعيات على اختلاف أنشطتها وتوجهاتها عبر صفحاتها الالكترونية مبادرات من شأنها تقديم المساعدات من أجل فرض منطق المساندة الفعلية وخروجها إلى الشارع الجزائري، وإعطاء يد المساعدة لكل راغب حسب أدواتها والوسائل التي تتوفر عليها.
البطاطا..الخبز…سوائل صحية…نقل المرضى بالمجان تطوع عدد كبير من الشباب لمد يد المساعدة في هذا الظرف الحرج الذي يمر به العالم عامة والجزائر بخاصة، جراء فيروس كورونا الذي يحصد الأرواح يوميا، حيث ونظرا للإجراءات الوقائية التي فرضتها الدولة على الشعب الجزائري وإلزامهم بالمكوث في بيتهم كحجر صحي ووقائي من الإصابة بهذا الوباء، ولم يبق هؤلاء الشباب مكتوفي الأيدي، بل ذهبوا لابتكار طرق سليمة لتقديم ما يلزم المواطن من حاجيات وعجز عن توفيرها إما لندرتها أو لغلائها الفاحش، شباب عرضوا خدماتهم لمن يريد المساعدة من خلال حساباتهم الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويعرضون خدماتهم من نقل نساء الحوامل، ونقل الأدوية التي يحتاجها المرضى العاديين الذين هم رهن الحجر الصحي في بيوتهم تلبية لنداء وزارة الصحة، كما تم توزيع مادة البطاطا ومواد التنظيف والتعقيم مجانا، كما تطوع الخبازون في عديد الولايات بيع الخبز بأقل سعره العادي وبالمجان للمحتاجين
وسائل النقل العمومي والخواص استجابت للوقف المؤقت لبت وسائل النقل الداخلية المختلفة العمومية منها والخاصة، من حافلات وشبكة سكك الحديدية، وشبكة النقل الهوائي، وسيارات طاكسي، نداء الوقف الفوري عن الحركة ونقل المستافرين عبر المحطات الولائية والوطنية، مراعاة للظرف القهري لحفظ الصحة العمومية، وترك فيروس كورونا ينتحر في الطبيعة بعيدا عن أجساد البشرية.
شوارع 48 ولاية خالية على عروشها المتجول في شوارع الرئيسة عبر المدن الكبرى في كامل أرجاء الوطن، يجدها خالية على عروشها، وهو تعبير ينم عن درجة الوعي العظيمة الذي تحلى به الشعب الجزائري، وإيمانا بما أقرته الجهات المعنية التي ترى في إعلان حالة الطوارئ وإرغام الشعب على المكوث داخل أسوار بيوته منعا للعدوى من فيروس كورونا و ووضع حد لانتشاره.
تشكيل خلية أزمة لوضح الحد لجشع التجار كشف مصطفى روباين رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات الاقتصادية و الحرف ل ” الحوار” أن هيئته وبالتعاون مع 43 جمعية وطنية و 107 جمعية محلية، عن تشكل خلية أزمة فور تسجيلها لتجاوزات بعض التجار الجشعين الذين استغلوا الوضع وألهبوا أسعار المواد الاستهلاكية ذات الاستهلاك الواسع، وتقوم هذه الخلية يقول روباين على متابعة الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالبلديات عبر الوطن، وتسجيل النقائص للمواد الغذائية واللحوم البيضاء والحمراء، في ال 48 ولاية، الهدف منها تمويل المراكز والمحال التجارية التي تعاني من نقص التموين بسبب موجة الخوف من ندرة المواد الاستهلاكية بسبب توسع مسار الاشاعات التي تقول أن هياكل تابعة لوزارة التجارة شرعت في مراسلة وزارة التجارة تعلمها ضرورة إصدار قرار غلق الفضاءات التجارية، ومن جملة المنتجات التي تكفلت بها هذه الخلية بتوفيرها الباقوليات، الخضر الفواكه، زيت سكر زبدة، مواد تنظيف، البطاطا، السميد وغيرها من المواد التي يحتاجها المواطن، كما تم حسبه إطلاق مبادرة تسعى إلى تقديم مساعدات في الصحة، حيث تم تجنيد مجموعة من الأطباء المتطوعين للفحص المجاني في المناطق الريفية، خاصة في مدينة البليدة ناهيك عن عملية تسقيف بعض المواد الاستهلاكية والعمل على توفير كل السلع في السوق تفاديا للندرة ووضع الحد لعملية احتكار السلعة والمضاربة بها، كما تقوم خلية الأزمة المشكلة على تدعيم الشريحة الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة وإيصال مواد استهلاكية بمعية بعض ذوي القلوب الرحيمة، فضلا عن ذلك يضيف روباين عن عملية التوعوية والتحسيس من فيروس كورونا عبر شبكة التواصل الاجتماعي دعما للخدمة العمومية ومن خلالها يضيف روباين استطعنا تحديد نقاط الظل التي تعاني الأزمة.
شرطة ..درك…حماية مدنية… شباب متطوع يصنعون الحدث خصصت أسلاك الأمن الوطني من شرطة ودرك والحماية المدنية، دوريات على مدار 24 على 24 موصولة دون انقطاع تجوب أوساط الشوارع والأحياء لمنع تجمعات المواطنين تفاديا لعدوى بفيروس كورونا الذي استفحل العالم أجمع، ولم يستثني هذا البعبع الذي يتهدد الكيان العالمي الضعيف والقوي ومن كل الطبقات الاجتماعية، كما استنّ بهذه السنّة الحميدة شباب متطوع الذي استخدم سياراته الخاصة ويجوب أرجاء المدن والقرى وحث المواطنين الدخول إلى ديارهم وعدم مواجهة هذا العدو الخفي الذي يتربص بهم دون أن يروه مجسدا أمامهم. بلدية الجزائر الوسطى تواكب الحدث مبادرة لا يمكن وصفها إلا بالجيدة، هي تلك التي قام بها رئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش، حيث جند فريق متكامل من أجل فرض الاجراءات الوقائية والحماية للصحة العامة، من خلال تخصيص صهاريج مزودة بمياه مطهرة لتعقيم شوارع إقليمه، عبر أركانه، كما تم إنشاء أماكن مزودة بالمياه الصالحة مزودة بمواد التعقيم لغسل الأيدي وسط الجزائر العاصمة خدمة للشبكة العمومية، وهو سلوك حضارية نرجو تعميمه على باقي بلديات 1541 المنتشرة عبر الوطن.
شباب أصحاء تطوعوا خدمة لمن وضع في الحجر الصحي ومن مظاهر السلوك الحضاري، ذلك الذي ظهر به بعض الشباب الأصحاء، الذي تعهدوا وأخذوا على عاتقهم مهمة التكفل بالأشخاص الذين وضعوا في إطار الحجر الصحي، وطالبوا حجر أنفسهم مع هؤلاء المجوزين في محجر صحي، قصد مد لهم يد المساعدة والنظر في احتياجاتهم وتلبية مطالبهم، سلوك لن تجد له نظير في العالم، وهو ما يؤكد مرة أخرى عن استمرار الشباب الجزائري في إعطاء دروسا في الإنسانية للتغلب على هذا الظرف العصيب.
دكاترة مختصون ينشرون الوعي عبر حساباتهم من أجل إرساء سياسة الوعي المجتمعي، وترسيخ آليات الحس المدني، قام العديد من المختصين في علم النفس، والاجتماع عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي بنشر مقاطع لفيديوهات يشرحون خلالها طبيعة فيروس كورونا وكيفية الاحتراس منه، وكيفية التعامل وتوخي الحذر منه، وفي هذا الإطار قال الأخصائي في علم النفس الدكتور أحمد قوراية في تصريحه ل ” الحوار” علينا شرح مفاهيم الحفاظ على ضبط النفس أولا لتقبل هذه الوضعية المستجدة على المجتمع الانساني كافة، ونعطي للناس جرعة أمل لمواصلة العيش دون منغصات، لأننا لسنا فقط من مسته الأزمة الصحية، ونعلمهم كيفية التعامل مع هذا الوباء بعيدا عن ترويع المتلقي وتخويفه، ونؤكد له ضرورة حبس نفسه وعائلته حماية لصحته وصحة المحيط الذي يتواجد في خضمه، لما للتوعية من أهمية كبرى باعتبارها يضيف المتحدث ذاته مطلب إنساني وسلوك قويم ومن سمات الحضارة.