رمضانيات مهاجر الغربة..طريق النجاح بقلم : رياض بن وادن أشرت في المقال السابق بأن الغربة توفر فرصا كبيرة للنجاح لمن يريد ذلك..هناك سُلمًا من يحسن استعماله وصعوده يحقق به نسبة كبيرة من طموحاته..فهناك منظومة راسخة من يحسن التعامل معها ويصبر عليها سيصل حتمًا إلى هدفه المنشود. وهذا الذي لا يدركه بعض المغتربين بل العديد منهم..فالغربة بالنسبة إليهم هي فقط من أجل الحصول على المال وتعويض ما ضاع من سنوات..ولهذا تجدهم عندما يحصلون على أول عمل يواصلون فيه مدى الحياة..ولا ينتبهون إلى تحسين وضعهم مثل ممارسة تكوين معين من أجل الحصول على فرص في عمل أفضل..فكثيرًا ما يكون العمل الأول الذي يزاوله المغترب في سنواته الأولى عمل غير مستقر..مرهق ويؤدي إلى تعب سريع بعد سنوات قليلة. في السويد الإحصائيات تقول بأن الإيرانيين يحتلون المرتبة الأولى بين المهاجرين من حيث سعيهم لتطوير أنفسهم والكفاح من أجل دخول الجامعة للحصول على شهادة في طب الأسنان أو في الطب بشكل عام..أما المهاجرون من دول شمال إفريقيا ففي المراتب الأخيرة من حيث تطوير أنفسهم وتحسين مستواهم!!. كانت دائما نصائحي للشباب المهاجر من الجزائر بعد حصولهم على أوراق الإقامة هو الصبر قليلا والتضحية والسعي للحصول على شهادة في تخصص ما، حتى يواصلوا حياتهم بشكل جيد وأن لا يتمسكوا فقط بما يعرض عليهم من عمل في لحظة حماسة..فمن يريد حقًا أن يعيش مرتاحًا وتكون له وظيفة مستقرة شكلًا ومضمونًا عليه التضحية وصعود السلم بكل ثقة، ومن يستطع العمل والدراسة في نفس الوقت فذلك أحسن، خاصة وأن الدولة لها إمكانيات كبيرة تشجع على هذا، ومتوفر فيها تخصصات عديدة ومختلفة. ومن القصص المشجعة حقا..قصة شاب جزائري بعد حصوله على أوراق الإقامة، نصحته بأن يطور من نفسه ويبحث عن تكوين حتى يغير عمله القديم كمنظف في إحدى المكاتب والمراكز التجارية..تحمس كثيرا للفكرة، وهاتفي بعد مدة بأنه يريد المشاركة في تكوين حتى يصبح مختص في التبريد الصناعي..وكان ينقصه دروسًا مكثفة في الكهرباء الصناعية حتى يستطيع المشاركة..كنت ألتقي به يوميًا بعد الشغل لمدة معينة لأشرح له أساسيات قوانين الكهرباء..بعدها استطاع المشاركة في مسابقة للالتحاق بهذا التكوين..فكان له ذلك، وهو الآن يعمل في شركة كبيرة لصناعة المثلجات كتقني أجهزة التبريد..بعده تلقيت العديد من الاتصالات من شباب لا أعرفهم يريدون توجيهات في سوق العمل وأي تكوين يختارونه. الغربة كما قلت، تحتاج إلى ذكاء وإلى سلوك إيجابي وصبر..ففرص النجاح فيها متوفرة لمن يجتهد..ولهذا فالنجاح ضروري جدا، سواء لمستقبل المهاجر أو لأسرته أو لدولته، والدولة الذكية هي التي تعتمد على أبنائها في أي بلد كانوا وفي أي نقطة على سطح هذه البسيطة وجدوا من أجل الاستفادة من خبراتهم وأفكارهم.