كشف عطا الله منعم شهيد سفير باكستان لدى الجزائر أنه "لا يوجد بلد آخر يرغب في السلام في أفغانستان أكثر من باكستان" وفي حوار مع جريدة "الحوار" أكد السفير أن بلاده تنتظر معرفة الطريقة التي تحكم بها طالبان قبل تحديد موقفها من الاعتراف بحكومتها، وتطرق السفير خلال الحوار الذي جمعنا به في مقر السفارة بحيدرة إلى معاناة بلده من الحرب في أفغانستان، وكذا عن العلاقة بين طالبان أفغانستان وطالبان باكستان، وعن اللاجئين الأفغان في باكستان. حاوره / نورالدين ختال.
* ما هي تأثيرات الوضع في أفغانستان على باكستان ؟ ■ تأثرت باكستان كثيرا، وخسرت أكثر من 80 ألف ضحية بالإضافة إلى خسائر اقتصادية فاقت 150 مليار دولار، كما عانى شعب أفغانستان معاناة شديدة بسبب أكثر من أربعة عقود من الصراع في البلاد، وتعد بلادنا بعد أفغانستان الأكثر تضررا من هذا الصراع الطويل، لسنوات طويلة أخبرت حكومة باكستان التحالف الدولي أن هذه الإستراتيجية لن تنجح، وقتها كنا الوحيدين الذين نقلوا لحلفائنا حقيقة الوضع على الأرض، وساهم الفساد السياسي وسوء الإدارة في عودة طالبان.
* هل هناك أمل لتحقيق السلام في أفغانستان ؟ ■ يعد السلام في أفغانستان أمرا بالغ الأهمية، وبلادنا بذلت كل جهد ممكن لتسهيل عملية السلام في هذا البلد الجار، ذلك أنه لا يوجد بلد آخر يرغب في السلام في أفغانستان أكثر من باكستان، هذا السلام الذي يمكن أن يتحقق من خلال الانتقال السلمي للسلطة وانخراط المجتمع الدولي لتحقيق سلام واستقرار دائمين في البلاد.
* هناك من يقول أن طالبان جعلت من باكستان ملاذا أمنا ؟ ■ لا تحتاج طالبان إلى "ملاذ آمن" في باكستان لأنها كانت تسيطر على أجزاء كبيرة من أفغانستان.
* هل تغيرت طالبان؟ ■ كانت تصريحات طالبان إيجابية مقارنة بالماضي ولكن علينا أن نرى كيف تتطور الأمور. تقول طالبان إنها ستحافظ على الحقوق الأساسية. يجب على المجتمع الدولي الانتظار وإعطاءها بعض المساحة لمعرفة ما إذا كانت ستستمر في دعم ما كانت تقوله، في باكستان نتوقع أن يكون النظام القادم مختلفا عن نظام 1996، لكن طالبان عليهم بإشراك كل العرقيات الأفغانية في الحوار السياسي، كما نأمل أن تلتزم بعمل المرأة وحقوق باقي الأقليات وحقوق الإنسان والتعليم ومكافحة الإرهاب.
* هل ستعترف باكستان بحكومة طالبان ؟ ■ فيما يتعلق بالاعتراف بحكومة طالبان، نواصل تقييم الوضع. باكستان تعمل مع المجتمع الدولي. مهما كان القرار الذي نتخذه، سنفعل ذلك بالتشاور مع الدول الشريكة. لا يزال يتعين علينا أن نرى الشكل الذي تتخذه الحكومة في كابول، عندها فقط يمكننا اتخاذ قرار.
* ألا تتخوف باكستان من تعاون محتمل بين طالبان أفغانستان وطالبان باكستان ؟ ■ أعلنت طالبان أفغانستان أنها لن تدعم طالبان باكستان، نأمل أن يحصل ذلك، لأن طالبان باكستان مصنفة لدينا على أنها منظمة إرهابية.
* هل يمكن لباكستان أن تؤثر على طالبان من خلال العلاقات العائلية ؟ ■ في باكستان يوجد عدد من الأفغان المقيمين، بالإضافة إلى حوالي 3 ملايين لاجئي، وكثير من الأفغان لديهم عوائل في باكستان، وبعضهم ولد في مخيمات اللاجئين، والبعض الآخر متزوج في باكستان، لكن ليس لدينا تأثير يجعلنا نملي إرادتنا عليهم، بلادنا كانت دائما على حريصة على السلام، قبل سنوات دعونا أمريكا وطالبان إلى الحوار وهذا ما تحقق من خلال عملية السلام في الدوحة القطرية.
* كلمة أخيرة سعادة السفير. ■ أفغانستان أمام تحد كبير هو التأسيس لحكومة مستقرة، نمنى لهم النجاح كبلد مر بحروب لمدة 40 سنة، ندعم العملية السلمية، ونتمنى أن يساهم المجتمع الدولي بتحقيق سلم واستقرار في هذا البلد الجار.