تخفيضات في سعر الكتب من 10 إلى 40 بالمائة، هي المبادرة التي جاءت بها دار النشر"ألفا" ابتداء من الغد وإلى غاية 15 من شهر سبتمبر القادم بهدف تشجيع القراءة في فصل الصيف وهذا تحت شعار"جاء الصيف، اقرأوا". وبهذه المناسبة، نظّمت دار النشر "ألفا" أمس، بالمكتبة الوطنية ندوة صحفية، نشّطها مديرها لزهاري لبتر، المكتبي سيد علي صخري، الكاتب عبد الرحمن زكاد، الإعلامي فضيل بومالة والمدير الفرعي للكتاب بوزارة الثقافة السيد قانة ياسر عرفات. وقال السيد لبتر أنّ الاستمتاع بالراحة والاستجمام في فصل الصيف لا يتناقض مع التلذّذ بالقراءة والمطالعة ولهذا قرّرت دار "ألفا" تخفيض سعر جميع كتبها في كلّ مكتبات الوطن من 10إلى 40 بالمائة حتى يتمكّن القارئ الجزائري من اقتناء الكتب وقراءتها في هذا الفصل، مضيفا أنّ تشجيع المقروئية هي من بين مهام الناشر الجزائري الذي يجب عليه أن يتّخذ عدّة خطوات في هذا المجال من بينها البيع في الفضاءات العمومية، تنظيم تظاهرات خاصة بالكتب والالتقاء وجها وجه بالقارئ والتعرّف على حاجاته. من جهته، توقّف فضيل بومالة عند نقطة جدّ حساسة أسماها "عقدة الأجنبي" ألا وهي ندرة استعانة الطالب والمثقف الجزائريين بالمراجع الجزائرية واهتمامه فقط بما يصدر في الخارج لاعتقاده أنّ كلّ ما ينتج عند الآخر بالضرورة جيّد وهو ما يراه المتحدّث غير صحيح، مستطردا في قوله بظهور بما يسمى "المحرم الثقافي" أي أخذ ظاهرة القراءة في الفضاءات العمومية كالحافلة والشاطئ بالأمر غير الطبيعي كما أنّ المثقفين بدورهم هجروا المطالعة. بالمقابل، نوّه المتحدّث الذي أسّس مؤخرا دار نشر"عقول" بمبادرة "ألفا" مؤكّدا في السياق نفسه حاجة الثقافة لأبنائها المثقفين بالدرجة الأولى وأنه لا يمكن بناء مجتمع من دون فكر متحّرر بالعلم والثقافة لأنّه حسبه لا بديل عن الثقافة التي هي خلاص العالم. من جانبه، أشار المكتبي سيد علي صخري إلى ظاهرة عدم اهتمام الناشرين الجزائريين بتحديد طبيعة الكتب التي تقرأ في كلّ فصل، مضيفا أنّ الكتب التي تطالع في الصيف لا يمكن أن تكون في الغالب كتبا فلسفية وأدبية بل تكون كتب روايات، قصص بوليسية ودواوين شعر مثلا، بينما حذّر الكاتب زكاد من تزايد صعوبة الواقع الصعب الذي تعيشه دور النشر والمكتبات الجزائرية مطالبا في السياق نفسه بضرورة إيجاد إطار معيّن يخصّ عمل هذه المؤسسات، واستأنف في قوله أنّ دور النشر مطالبة بالتعريف بمنتوجها عن طريق الإشهار والإعلام وهذا أمام قلة احترافية العمل التي تتخبط فيها، أمّا السيد قانة فقد عبّر عن آماله في أن تتّبع دور النشر الأخرى خطوة دار"ألفا" في تشجيع المقروئية وهذا في أرجاء الوطن كلّه.