أفاد مصطفى فاروق قسنطيني أنه في حال تقرر رسميا اعتماد مشروع العفو الشامل، فإنه سيخضع لنصوص قانونية وسيمر عبر استفتاء الشعبي. وأبرز رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، على هامش الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس بمنتدى المجاهد، أن الاستفتاء الشعبي هو من سيكرس مبدأ العفو على حاملي السلاح الذين حسبه، لا يتعدى عددهم ال,400 مؤكدا في السياق ذاته أنه إذا رضي الشعب بالعفو وإذا نزل المسلحون من الجبال فإنهم سيعودون إلى حياتهم الطبيعية، كما سيتم تقديم تعويضات مادية لكل ضحايا المأساة الوطنية. ولم يفوت قسنطيني كعادته في ذات الندوة الصحفية، فرصة الإشادة بما حققه مشروع الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بعودة الأمن والسلم، وتغليب مشاعر الأخوة على مشاعر العداوة، على اعتبار الجزائر كانت تعيش في عزلة في سنوات الإرهاب، بينما عرفت انفراجا وتوجها جديدا بعد مجيء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي تبنى مشروعي الوئام المدني والمصالحة الوطنية ما أرجع للجزائر مكانتها وهيبتها الدولية. وفي اعتقاد رئيس اللجنة فإن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، قد ساهم أيضا وبقسط كبير في تحسين واقع حقوق الإنسان في الجزائر، ومنحنا فرصة التطلع نحو مشاريع تنموية وتجسيدها على أرض الواقع، منها المشاريع السكنية التي عمدت إليها الحكومة، وكذا القضاء على البطالة، على أنه مثلما أكد، فإنه ضروري أن تكثف الجهات المسؤولة جهودها وتسعى لتحسين الوضع الاجتماعي، والعمل على التقليل من حدة ظاهرة ''الحرقة'' التي تحولت حسبه، إلى معضلة حقيقية. هذا وأبدى رئيس اللجنة الاستشارية لحماية حقوق الإنسان، استغرابه لعدم دعوته من طرف الجهات الفرنسية للمشاركة في المنتدى المنظم ''حول ضحايا التجارب النووية''، ملفتا إلى أنه لو تمت دعوته لاستطاع نقل مطالب الضحايا الجزائريين، لكن للأسف كما قال ''لم توجه لنا أي دعوة، وأنا أستغرب الأمر مع أن الجزائريين أول ضحايا هذه التجارب النووية''. إلى ذلك تهجم قسنطيني على أمريكا والدول التي تبعتها بالانسحاب من المؤتمر الدولي التي عقد بجنيف حول ''التمييز العنصري''، معتبرا ما وقع تعنتا واستمرارية في تكريس مبدأ العنصرية في العالم، وتحيزا واضحا وفاضحا لإسرائيل والتواطؤ معها في تقتيل الفلسطينيين. وقال قسنطيني: ''للأسف أمريكا تحمي إسرائيل، وهذا ما سمح لإسرائيل بوضع الرأي العام الدولي في جيبها''، ليضيف ''أمريكا تحاسب كل عربي أو مسلم أراد الرد على إسرائيل''. وذكر في هذا المقام، أنه قد شارك مؤخرا يجنيف، في مؤتمر دولي ''حول حقوق الإنسان''، إلا أنهم كعرب وكمسلمين فشلوا في إدراج ضمن القضايا المناقشة قضية غزة وللأسف الشديد مثلما نقل قسنطيني ''من العرب من شاركوا في تدوين توصيات المؤتمر مع أنه لا يتحدث عن غزة''.