أشار رشيد بن مالك في لدى افتتاحه للملتقى الدولي الذي تمحور حول ''البحث السيميائي المعاصر الواقع والآفاق'' الذي نظمه مركز البحث العلمي و التقني لتطوير اللغة العربية أمس بفندق الأمير بشراقة، إلى أن هذا الملتقى عبارة عن وقفة لتقييم و معاينة للوضعية الراهنة للدرس السيميائي في الثقافتين العربية والغربية، مؤكدا أن الدراسات السيميائية حظيت باهتمام خاص من قبل المؤسسات الأكاديمية في العالم العربي. وقد جاء هذا الاعتراف يقول بن مالك نتيجة الأعمال القيمة التي قدمها رواد هذا العلم في الربع الأخير من القرن العشرين، مضيفا أن السيميائية مجال متسع الأرجاء يعسر الإلمام به، بفعل تعدد الممارسات السيميائية تبعا للمراحل التاريخية، و لتنوع موضوعات البحث، وكذا حجم الإنجازات المتحصل عليها في مجال النظرية والتطبيق، إلى جانب بروز تيارات فكرية مختلفة تستمد مبادئها من فروع علمية متنوعة مثل الفلسفة والمنطق واللسانيات وعلم الاتصال والدراسات الثقافية والأدبية والفنية ... وأضاف بن مالك أن هيئته رعت التراكم المعرفي الذي حققته الدراسات السيميائية منذ نشأتها و التطورات المنهجية التي عرفتها طيلة مسارها، والنتائج التي توصل إليها كبار الباحثين في هذا الميدان و تلاميذهم من بعدهم. وأن المركز حسب بن مالك قد أولى عناية خاصة للدرس السيميائي، وجعله من بين انشغالاته الراهنة، بغية المساهمة قدر المستطاع في تطوير اللغة العربية، حيث أسس المركز لهذا الغرض استنادا لذات المتحدث نواة بحثية تعنى بترجمة الدراسات السيميائية الغربية إلى اللغة العربية، وشرع في إنجاز عدد من المشاريع البحثية في هذا المجال. كما سهر المركز على تخصيص دورية بحوث سيميائية، لنشر نماذج من هذه الترجمات والبحوث. من جهته أعطى الدكتور سعيد بنكراد من المملكة المغربية من خلال مداخلته الموسومة ب ''ممكنات النص: التناظر والتداول''، شرحا مفصلا لمفهوم الصحيح لمصطلح السيميائية، حيث قال بشأنها إنها عبارة عن جملة من التساؤلات حول المعنى و أنها دراسة للسلوك الإنساني باعتباره حالة ثقافية و منتجة للمعاني مضيفا أن هذا السلوك في غياب قصدية صريحة أو ضمنية، لا يمكن له أن يكون دالا أي مدركا باعتباره يحيل على معنى. وأن القصدية على حد تعبير بنكراد هي أساس كل القضايا المعرفية التي عبرت عن نفسها من خلال مجموعة من المفاهيم الخاصة من حيث الوجود والمادة والتداول و السيرورة .