محمد داود أستاذ الأدب المقارن بكلية الآداب واللغات والفنون بجامعة وهران وباحث مشارك في مركز الأبحاث الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ورئيس قسم البحث العلمي، مشرف على مجموعة من الأبحاث العلمية، التقته ''الحوار'' بمنتدى ''لكل قارئ كتاب'' بالمركز الثقافي عيسى مسعودي فكان معه هذا الحديث الذي دار حول مجال البحث العلمي وآفاقه في الجزائر. بداية ما هي مهمة المركز الوطني لأبحاث الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية؟ - بدأ هذا المركز منذ تأسيسه سنة 1985 كوحدة بحث في الأنثروبولوجيا في علوم الثقافية والاجتماعية وهوتابع لجامعة وهران، وبفضل بعض المجهودات التي قدمتها ثلة من الأساتذة في قسم العلوم الاجتماعية الذين سهروا على النهوض به، وجعله كشريك اجتماعي لا يمكن الاستغناء عنه، ومع حلول سنة 1992 تحول إلى مؤسسة عمومية ذات طابع علمي وتكنولوجي تتميز بطابع خاص واستقلالية مالية وهو يعمل تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ويتكون من 147 باحث 30 منهم دائم، ويضم أربعة محاور بحث وهي : التاريخ والذاكرة، ومدن وأقاليم، المخيال والممارسات التعبيرية، ومحور خاص بالتنظيم الاجتماعي، يصدر أربع مجلات في السنة بمعدل مجلة كل أربعة أشهر وتسمى ب'' اللسانيات'' وقد سطر المركز برنامجا ثريا ساري المفعول إلى غاية 2010 كما يعمل أيضا على إصدار عدة كتب ومؤلفات وكراسات تحوي في مضامينها أبحاثا في مختلف العلوم الاجتماعية والثقافية. ما هي الشروط المطلوبة للالتحاق بالمركز؟ - لقبول العضوية وضع المركز مجموعة شروط موضوعية وذاتية أهمها أن يكون المنخرط الجديد الذي يريد أن يكون باحثا أكاديميا متحصلا على شهادة جامعية عليا أقلها شهادة الماجستير، وأن تكون له كفاءة مهنية وسيرة ذاتية غنية كأن يكون قد حاضر في الملتقيات والنوادي العلمية بعدها يخضع لإمتحان كتابي أوشفهي ثم تقرر اللجنة قبوله أو رفضه حسب الشروط المتوفرة فيه والمحددة سلفا في دفتر شروط المركز. على أي أساس يتم قبول البحوث العلمية في هذا المركز؟ - هي أفكار يقترحها أساتذة باحثون في جميع حقول العلم والمعرفة، ترفع إلى المجلس العلمي، ولهذا الأخير الحرية التامة في الرفض أو التحفظ على البحوث المقدمة ويكون ذلك بعد عملية غربلة وانتقاء الأفكار الجادة والمهمةو والتي تخدم مجال البحث العلمي وفق شروط علمية وتقنية دقيقة تكون محددة سلفا في دفتر الشروط التي أعدها المركز، والمشاريع المقدمة دائما تنتهي بتقارير ميدانية. كيف يتم تقييم إستراتيجية البحث العلمي في الجزائر؟ - إن الدولة وفرت كل الإمكانات لإرساء قاعدة بحث مبنية على أسس مالية وقانونية، وفتحت حقولا معرفية وضعتها في متناول الباحثين الجزائريين. وفيما يخص عملية تمويل المشاريع؟ - هذا الجانب بدأ ضعيفا، ولأن البحث هوالذي ينير طريق الشعوب فقد سعت الدولة الجزائرية إلى تشجيع وتدعيم عملية البحث حيث وفرت لهذا الغرض غلافا ماليا ضخما قدر ب 100 مليار دينار موجه أساسا لتمويل وتدعيم الأبحاث العلمية وترقيته ضمن المخطط 2012-2008 وذلك لتوسيع دائرة المعارف لدى الباحثين، وتسهيل مهمة سفرهم إلى البلدان الأخرى للإطلاع على ما وصلت إليه العلوم الحديثة، وأظنها بداية موفقة لتحقيق نهضة علمية في القريب العاجل في الجزائر تمكنها من مسايرة الركب الحضاري للقرن الواحد والعشرين. هل ثمة اتصال بين مراكز البحث العلمي والجامعة الجزائرية؟ - للجامعة دور مهم في عملية البحث العلمي، فالجامعات الجزائرية والحمد لله تتوفر على العديد من مخابر البحث العلمية في كافة فروع البحث، سواء تعلق الأمر بالعلوم الاجتماعية والعلوم الدقيقة، ففي جامعة وهران مثلا يوجد أزيد من 60 مخبر بحث، إضافة إلى ذلك فهي تنظم ملتقيات وندوات علمية محلية ودولية، وبالنظر إلى أرض الواقع نجد أن ثمة نتائج مرضية حققها باحثون جزائريون، لكننا ننتظر المزيد لأن طريق البحث طويل ويحتاج إلى تروي وتوخي الحيطة والحذر، كلنا يعرف تاريخ الجامعة الجزائرية الذي بدأ من العدم، إذن نحن نقطف ثمار الجامعة الفتية التي لم يمر وقت طويل على إنشائها.