ضاعفت عناصر الجيش المالي من ملاحقاتها للجماعات الإرهابية النشطة بالصحراء الإفريقية، سعيا منها لإنقاذ الرهينة البريطاني المهدد بالقتل من طرف الإرهابيين في 15 ماي القادم إن لم تستجب لندن لمطلبها المتمثل في إطلاق رأس الفكر التكفيري المحتجز لديها الأردني أبي قتادة . وذكرت وكالة رويترز البريطانية نقلا عن مصدر عسكري مالي رفض الكشف عن اسمه، أن الجيش المالي قد نشر أول أمس السبت ثلاث وحدات قتالية ببلدة كيدال الشمالية، لملاحقة قافلة رجال مسلحين تم رصدهم في المنطقة القريبة من حدودها مع الجزائر والنيجر، مضيفة أن مصدرها قد قال ''إننا في انتظار ما ستسفر عنه العملية''، وانه لا يعلم إن كانوا ينتمون إلى عناصر التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أم أنهم من جماعة أخرى، غير انه يرجح أن يكونوا من جماعة الدعوة والقتال. وان كانت الوكالة ذاتها قد قالت انه لم يتضح بعد إن كانت العملية التي يقودها الجيش المالي تنذر بهجوم أوسع، إلا أنها نقلت تأكيدات من سمته بمصدر عسكري كبير في النيجر الذي اعلمها أنه تجري الاستعدادات لجهود مشتركة، في حين قال المسؤول المالي ''يتعلق هذا الأمر بهجوم على مشكلة مشتركة وهي تحديدا وجود إرهابيين ... في هذه المنطقة الشاسعة.''، وذلك دون أن يحدد موعد بدء العملية ، إلا انه أضاف أن قائد جيش النيجر الجنرال موموني بوريما سافر في الآونة الأخيرة إلى الجزائر لبحث التخطيط مع المسؤولين هناك، ومعلوم أن بوريما قد استقبل في الجزائر من طرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح. واظهر المصدر المالي رغبة بلاده في الحصول على دعم عسكري من الجزائر حيث قال ''الجزائر قدمت مساعدات عسكرية إلى النيجر ونحن نود أن تفعل نفس الشيء معنا''، مشيرا إلى أن موريتانيا قد تشترك أيضا في أي حملة مشتركة، ويشار فيما يتعلق بهذا الجانب أن الجزائر ومالي قد اتفقتا سابقا في إطار الوساطة الجزائرية المتعلق بالنزاع بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق على تنسيق الجهود بين جيشا البلدين. وبينت الوكالة ذاته أن الحملة الأمنية التي تقودها عناصر الأمن الوطنية المشتركة قد أجبرت الجماعات الإرهابية على نقل عملياتها الإجرامية إلى الصحراء الإفريقية. ويرجح أن يكون تحرك الجيش المالي يهدف بالأساس إلى إنقاذ الرعية البريطاني الذي يزال رهينة لدى الجماعات الإرهابية، التي هددت بإعدامه إن لم تستجب لندن لمطلبها المتمثل في إطلاق صراح منظر التكفير والإرهاب الأردني أبي قتادة . وتجدر الإشارة إلى أن الجماعات الإرهابية كانت قد أعلنت خطفها لدبلوماسيين كنديين اثنين وأربعة سياح أوروبيين في الأشهر الخمسة الماضية، وأفرج عن الدبلوماسيين وعن اثنين من السياح في مالي الشهر الماضي وهما سويسري وألمانية، والرهينتان الباقيتان هما بريطاني وسويسري.