تنتهي اليوم المهلة التي منحها ما يسمى'' تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي'' للسلطات البريطانية حول تنفيذ تهديدها بالقضاء على الرهينة البريطانية التي تم اختطافها رفقة خمسة غربيين آخرين في ديسمبر الماضي بمنطقة الساحل الصحراوي، وتم إطلاق سراح أربعة منهم في وقت سابق، ما لم يطلق سراح مستبيح دم الجزائريين ومفتي ''الجيا'' سنوات الأزمة الأمنية الإرهابي الأردني ''أبو قتادة'' المعتقل في السجون البريطانية بتهمة الإرهاب• وورد في بيان صدر يوم 26 أفريل منح القاعدة لندن مهلة عشرين يوما ابتداء من يوم نشر البيان لإطلاق سراح أبي قتادة، أو قتل الرهينة البريطانية في حالة ما لم تستجب للمطلب، وكان التنظيم الإرهابي ''القاعدة'' تبنى في وقت سابق على لسان مسؤوله الإعلامي صلاح أبو محمد في تسجيل صوتي اختطاف ثلاثة سياح أوروبيين، بريطانيان والآخر يحمل الجنسية السويسرية منذ ديسمبر من العام الماضي• وعرفت عمليات الاختطاف في الصحراء منذ مدة تسارعا كبيرا أرجعته مصادر مهتمة بالملف إلى الضربات الموجعة لمصالح الأمن التي أنهكت قيادة التنظيم الإرهابي في الشمال، لدرجة أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط صرح سنة 2002 بأنه ''على واشنطن أن تتعلم الكثير من الجزائر في مجال الحرب على الإرهاب''، ودفعت الجماعة السلفية للدعوة والقتال بقيادة التائب المدعو ''البارا'' إلى اتخاذ الصحراء قاعدة لنشاطها، وعملية الاختطاف وسيلة لإسماع صوتها وضمان استمراريتها، من خلال المطالبة بالفدية عقب كل عملية اختطاف، الذي بدأها ''البارا'' بتنفيذ أكبر عملية اختطاف عرفتها الصحراء ما بين 22 فيفري و23 مارس سنة 2003 من خلال خطف 32 سائحا غربيا، تم تحرير بعضهم من طرف القوات الأمنية فوق الأراضي الجزائرية، بينما هرب ''البارا'' بالبقية نحو الصحراء المالية، ودفعت الدول الغربية فدية لاسترجاعها قدرت آنذاك ب5 ملايين دولار، وتم الأمر ومعه إلقاء القبض على ''عمار صايفي'' المدعو ''البارا'' وأصبح الآن من التائبين• وتمت عملية اختطاف أخرى سنة 2008 تبناها تنظيم ما يسمى ''القاعدة في المغرب الإسلامي'' وهو الاسم الجديد ل''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' بعد إعلانها الانضمام لتنظيم ''أسامة بن لادن'' لإعادة مجدها الهمجي عبر باب العالمية، إلا أنه ضاع منها إلى الأبد، بعد انكشاف أمر تنظيم بن لادن في استغلال تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال للهروب من أفغانستان، وإيجاد مكان آمن لعناصره، وتم تحت إمرة القاعدة اختطاف دبلوماسيين نمساويين كانا في رحلة سياحية بتونس، وطالبت بدفع فدية وإطلاق سراح متشددين معتقلين بعد إعطاء مهلة محددة لذلك• واعتبرت مصادر متابعة للوضع أن سياسة الاختطافات تحولت إلى أعمال ''تجارية'' اتخذتها عصابات التهريب والمخدرات في الصحراء لكسب المزيد من المداخيل على حساب العناصر الجديدة لتنظيم القاعدة، التي قبلت التعامل بهذه الطريقة لإظهار قوتها، والضغط على الدول الغربية بقيادة واشنطن، في واحدة من ''الحيل'' التي أصبحت تنتهجها القاعدة بقيادة بن لادن في الصحراء الإفريقية• وأضافت مصادر مطلعة أن التهديد الذي مارسته عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لإطلاق سراح الإرهابي ''أبو قتادة'' المحتجز لدى بريطانيا، وانتهاء المهلة المحددة لذلك قد يجعل ظهور معطيات جديدة تفضح ما يدور في صحراء دول الساحل بين الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي•