هذه المرأة لا تكتب.. إنها تنحت بالكلمات مكان الدهشة والإبهار.. وتصور مشاهد كما لم يصورها أحد توني موريسون هذه الروائية الأمريكية الكبيرة من يقرأ لها ويقوده الحظ لمعرفتها والغوص في عالم إبداعاتها.. سيجد نفسه أنه لا يقرأ.. سيرى نفسه كيف يتحول من قارئ إلى إحدى شخوص أحد أعمالها البالغة في مجملها حد الروعة والخلخلة . بالنسبة إليها هي تكتب وفقط.. تعيش حيوات شخوصها.. وتتلبس لحظتهم أكثر منهم.. ولعل هذا ما أوصلها إلى الكمال الإبداعي الذي أخذت لها به جائزة نوبل عن روايتها '' الجاز''. ومن يساوره فضوله للإطلاع على هذه الرواية أنصحه أن يشد حزامه جيدا إلى كرسي لأنه حتما سيتعرض الى هزات إعجاب وصدمات ذهول في كثرة من فقرات هذا النص الرائع العاج بالومضات والتيمات التي تجعله في حال لا مثيل لها من اللذة والفكر الوعي بهذيان الإنسان الزنجي في فترة حالكة من تاريخ البشرية.. فيوليت الشخصية الأولى في الرواية تخوض رحلة البحث عن عشيقة زوجها التي قتلها من فرط حبه لها ، وإذا بالطريق ملأى بأشياء لم تتوقعها وبرجال لم ترهم من قبل.. "" إذن لماذا يبدو على الرجال يوم الخميس أنهم يعانون؟ ربما ذلك من إيقاع الأسبوع المصطنع ..هناك شيء زائف بخصوص دورة الأيام السبعة لا يبدي الإنسان اهتماما إليه.. الثلاثيات مفضلة أو الثنائيات أو الرباعيات.. أو أي شيء إلا دورة السبعة التي ينبغي تحطيمها في الأجساد البشرية بعدها استراحة الخميس لا تقاوم، التوقعات غير المكبوحة مع الحاجات اللدنة لنهاية الأسبوع تصبح باطلة يوم الخميس.. يتطلع الناس إلى نهايات الأسبوع لأجل الارتباطات المراجعات والانفصالات.. رغم أن كثيرا من تلك الأنشطة تصاحبها رضوض وربما بقع دم .. توني موريسون لها عدة روايات فضلا عن جائزة نوبل تحصلت الكاتبة وهي معروفة بنزعتها التحريرية وحازت ايضا على جوائز اخرى منها جائزة بولتزر عن رواية ''المحبوب'' ورواية ''الجنة".سخرت قلمها للدفاع عن قيم العدالة والحق في الحياة الكريمة التي افتقدها سود أمريكا لردح من الزمن.