بعد محاكمة امتدت ليومين كاملين، فصلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في قضية تركت آثارا في نفوس حاضريها لما فيها من بشاعة، فالمتهمون توبعوا بجناية تكوين جمعية أشرار والسرقة والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، حيث أقدموا على قتل أكثر من ستة أشخاص بطرق بشعة بعد تنفيذ خطتهم الوحشية مع جميع الضحايا، بادعاء أحدهم شراء مركبة الضحية، وبعد التفاهم يصطحبه إلى منزله ببراقي لتسليمه المال، وتكون بقية العصابة قد سبقته للمكان، وعند الوصول يدعوا المتهم فريسته لتناول فنجان قهوة، وما إن تطأ رجله باب المنزل حتى يجد نفسه أمام عصابة تقتله وتنكل به، ومن ثمة ترمي جثته في مكان بعيد عن المنزل الذي استأجر خصيصا لهذا الغرض، وتتصرف بعدها بمركبته ببيعها وتتقاسم ثمنها فيما بينهم، ليدان أربعة منهم بالإعدام، فيما قضت المحكمة بعقوبات تراوحت بين 20 و10 سنوات للبقية. وقائع القضية التي اقشعرت لها أبدان الحاضرين بما فيهم أهالي الضحايا الذين لم تتوقف دموعهم طيلة المحاكمة على فقدان أبنائهم الذين راحوا ضحية جرائم قتل أقل ما يقال عنها بشعة، تعود إلى 24 أفريل 2005 عندما تلقت عناصر الأمن ببراقي مكالمة من مجهول مفادها وجود أشخاص مشبوهين يحومون حول شاحنة متوقفة بالقرب من إكمالية بحوش الميهوب ببراقي، وكانوا على متن سيارة من نوع ''رونو كليو'' رمادية اللون، إلا أن عناصر الأمن لم تتمكن من القبض عليهم في ذلك اليوم، وفي اليوم الموالي أرسلت مصالح الأمن الولائي نشرة بحث حول شاحنة مسروقة وصاحبها وجد ميتا، وتبعا لهذا تمكن عناصر الأمن من التعرف على رقم تسجيل السيارة التي كان على متنها الأشخاص المشبوهين -المبلغ عنهم- وتبين أنها ملك شركة لكراء السيارات بحسين داي استأجرها المتهم (س.مالك) خلال الفترات من 20 إلى 23 أفريل ,2005 ثم من 25 إلى 27 أفريل من نفس السنة، وتم توقيف السيارة المذكورة على مستوى الحاجز الأمني بسيدي أرزين، والتي كان يقودها المتهم (س.حبيب)، وأثناء تفتيش السيارة وصاحبها تم العثور على جهاز هاتف نقال، واتضح أنه للمرحوم (ز.الخير) مالك الشاحنة الذي وجد مقتولا حيث ثبت من الملف وإجراءات التحقيق على مختلف مراحله أن كلا من المتهمين (س.مالك)، (ر.كمال) المدعو ''الوناس'' و(ش.فريد) الملقب بفريد من القبة و(غ.إبراهيم) الملقب إبراهيم السطايفي و(ز.مراد) اتفقوا بعد لقاء جمعهم ببراقي يوم 24 أفريل 2005 صباحا على الاعتداء على صاحب شاحنة من نوع سوناكوم خضراء اللون، وتقاسموا الأدوار فيما بينهم، إذ قام كمال باستدراج الضحية الخير إلى حوش الميهوب ببراقي بعد أن اتفق معه على نقل شحنة سكر له من حوش الميهوب إلى القبة، فانتقل معه الضحية إلى المسكن المستأجر من طرف المتهم إبراهيم، وفي الحي عرض عليه الدخول إلى المنزل المذكور لشرب القهوة في انتظار عملية الشحن، فاستجاب الضحية لكرم المتهم المخدوع ودخل معه المنزل، ليتفاجأ بوجود أشخاص بداخله وهم باقي المتهمين المذكورين الذين كان دورهم يتمثل في انتظار المدعو كمال والضحية في المنزل، وقد تفطن الضحية للمكيدة فحاول الدفاع عن نفسه باستعمال قارورة غاز لكن بدون جدوى، إذ كان المتهم (ز.رضوان) أسرع منه أين باغته بعدة طعنات أردته قتيلا، وهذا حسب تصريح مالك وكان قبلها قد صرح بأن كمال هو القاتل أما الجثة فقد تخلصوا منها برميها بمنطقة لبعازيز عارية واستولوا على الشاحنة وباعوها، وهذا الاعتداء سبقه اعتداء مماثل يتعلق الأمر بالمرحوم (ب.بوعلام)، أين تنقل المتهمون إلى سوق السيارات بتيجلابين متظاهرين بشراء سيارة، وعندما اتفق المتهم إبراهيم مع الضحية أخبره أنه سيسلمه المال في منزله ببراقي، وكان بقية المتهمين قد تنقلوا قبله إلى المنزل، وبنفس الطريقة قتلوا الضحية ورموا جثته بمحاذاة الطريق السريع بالرغاية، كما اعتدى المتهمون على صاحب سيارة من نوع شوفرولي بالبليدة في 5 أفريل 2005 كما اعتدوا على شرطي وقتلوه وسلبوا منه سلاحه أثناء عودتهم من سطيف عندما علموا أن الضحية يقصد بومرداس لمزاولة عمله واعتدوا على صاحب سيارة من نوع ''رونو''19 ببرج الكيفان، أين قتلوه بأبشع طريقة، واعتدوا على شاحنة بمبرد على الطريق السريع، بالإضافة إلى الاعتداء على صاحب سيارة أجرة بنواحي محطة الحافلات بخروبة. ممثل الحق العام التمس عقوبات تراوحت بين الإعدام و20 و15 سنة سجنا نافذا، وبعد المداولات قضت المحكمة بالأحكام المذكورة أعلاه.