افتتح عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجامعة الصيفية لحزبه أمس الأول بدعوة الأساتذة والمحاضرين ومسيري الجلسات والورشات للتوصل إلى نتائج ذات دلالة من أجل صياغتها وإعدادها كتوصيات سترفع للمؤتمر التاسع المزمع عقده في مطلع العام القادم من أجل التكفل الجيد بفئة الشباب في المستقبل. وقال بلخادم في مستهل الخطاب الذي ألقاه على المشاركين في الجامعة الصيفية التي احتضنها مركب الأزرق الكبير بتيبازة أن الرغبة كبيرة في أن تكون هذه الفرصة سانحة لتوسيع أفق التذكير والحوار وتقريب وجهات النظر حول القضايا التي تهم جميع شرائح المجتمع، معتبرا إياها بمثابة الشراكة الحقيقية بين الحزب العتيد ونخبته الوطنية. وحول موضوع هذه السنة الذي أخذ شعار ''كلمة للشباب'' أضاف بلخادم أنه يأتي في سياق الأهمية الكبيرة التي يوليها الحزب لهذه الشريحة الهامة من المجتمع من أجل الاستماع إليهم وتقديم تصوراتهم والحلول التي يرونها مناسبة لمشاكلهم، لكنه قال في الوقت نفسه إنه لا ينبغي إهمال المقاربات المقدمة وحقائق وواقع وآثار السياسات العمومية المنتهجة والنتائج والمكتسبات المحققة في كل المجالات خاصة في منظومة التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين وقطاعات الشغل والرياضة والصحة والرعاية الاجتماعية وغيرها. في مقابل ذلك قال، ''إننا لانود التقليل أو تجاهل شتى المتاعب والصعوبات التي تعترض الشباب مثل البطالة، العنف، المخدرات، التهريب، الإرهاب وظاهرة الهجرة السرية وغيرها من الآفات الاجتماعية التي تهدد شبابنا بشتى الأخطار''. وفي هذا المنحى، كشف عبد العزيز بلخادم أمين عام الأفلان أن الجزائر تمتلك فرصا واعدة لا سيما وأن المدن والمجمعات الحضرية تتطلب إعادة هيكلة وتأهيل النسيج العمراني القديم والمهترىء بكل ما يعنيه ذلك من فرص تشغيل للشباب. وأبرز المتحدث ما يزخر به المخطط الخماسي الحالي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والذي يتضمن انتشار السكان نحو الهضاب العليا والجنوب في إطار تطوير المدن الحالية وإنشاء مؤسسات بشرية جديدة يوكل إنجازها لفئة الشباب، كما ذكر بما يوفره قطاع الفلاحة والغابات على ملايين الهكتارات التي تنتظر التثمين والاستثمار والاستغلال لاستيعابها من شباب الريف والقرى والمدن. ودعا بلخادم الشباب أن يتغلب على نزعة اليأس والقنوط ونزعة السلبية والاتكالية وأن يبادر للإسهام في بناء مستقبله، مستشهدا بالقول ''إن نيل المطالب لا يكون بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا''. وحث بلخادم على تجاوز سنوات الأزمة بتنمية الأمل في الشباب لا سيما من ولدوا بعد العام 2000 بالسياسات والسلوكات والمواقف والخطابات من أجل تقوية الثقة في النفس والوطن والدولة. وبلغة الأرقام قال إن الإحصائيات تشير إلى أن الشباب الجزائري الذي بلغ عام 2007 نحو 20 مليون قال إنه يبلغ في عام 2017 نحو 19 مليون، وسيعرف الاستقرار النسبي في هذا المستوى بحلول عام 2027 وهو ما يعني حسب بلخادم الأخذ بعنصر الشباب بعين الاعتبار. وفي هذا الصدد أعاد الرجل التذكير بالمنجزات التي ضمنها تدريس 1.2 مليون طالب جامعي سيصلوا إلى 9 مليون تلميذ في المنظومة التعليمية ووجود نحو 600 ألف في التكوين المهني وهي نتائج اعتبرها باهرة. ويختم الرجل حديثه بتهنئة الشباب والشعب الجزائري على الفوز الباهر الذي حققه الفريق الوطني لكرة القدم على نظيره المصري متمنيا له النجاح في المباريات القادمة قصد التأهل لكأس العالم.