كوروما من مواليد عام 1927 بوندياي في شمال ساحل العاج، اكتسب شهرته من روايتين له: ''في انتظار تصويت الحيوانات البرية'' التي تحصل بموجبها على جائزة انتر ,1998 و''الله ليس مجبراً'' فاز إثرها بجائزة رينودو الفرنسية .2000 مزج كوروما، (المعجب بسيلين)، بين السخرية والفضح، لإدانة الجروح التي خلفها الاستعمار، ومواجهة الدكتاتوريات الافريقية. وفي هذا الإطار خلف أربع روايات للراشدين (صدرت في دار سوي الفرنسية)، ومسرحية ''راوي الحقيقة''، وقرابة اثنتي عشرة رواية للأطفال منها ''ياكوبا صياد افريقي'' (غاليمار). كوروما الذي تحدر من سلالة من الصيادين المحاربين، وجندي قديم في الجيش الفرنسي، بقي مغموراً في ظل الحرب. وكوروما يعني: المحارب، وقد تربى، على إيقاعات الأغاني القتالية لجده، في مسقط رأسه قرية توغوبالا. في ,1950 وقد اهتزت المستعمرات تحت ضربات الحركات الاستقلالية، كان كوروما يدرس الرياضيات باماكو (مالي) ''كان موضوع الاستقلال يهزنا، وقد اعتقلت بتهمة التحريض. وقد أرادت السلطات الفرنسية، باعتباري جندياً من الرعايا الفرنسيين، أن ترسلني للمشاركة في قمع حركات الاحتجاج في ساحل العاج، فرفضت ونفيت إلى الأندرشين''. وقد أنهى كوروما دراساته العلمية في باريس وليون، حيث تزوج من فرنسية، قبل أن يعود إلى ساحل العاج. وعندما استقل ساحل العاج في ,1960 وضعت السلطات الفرنسية فيليكس هوبوييه بونيي في السلطة. وكانت تلك بدايات الأوهام ''التي دغدغت كوروما'' وحملته على كتابة روايته الأولى ''شمس الاستقلال''. ونتيجة مؤامرات عدة حاكها رئيس البلاد، أودع الكاتب السجن أسابيع عدة وكوروما من المتعمقين بثقافته التقليدية، على عكس مثقفين افريقيين آخرين درسوا في الجامعات الغربية. فلغته تبتكر بحرية تامة مستخدماً الأساليب الزاخرة بها لغته المالينيكية، فمن رائعة سيلين ''رحلة إلى أقصى الليل'' حفظ أن اللغة الفرنسية لغة حية وليست متناً متجمداً في المنحى الأكاديمي، وتوفي الكاتب كوروما في ليون عن 76 عاماً