''من أجل نهضة افريقيا'' هو الشعار الذي اختير للمهرجان الثقافي الإفريقي في الجزائر في طبعته الثانية، إذ يتأكد من خلال هذا الشعار حرص المهرجان في طبعته هذه على النهوض بثقافة السمراء. لكن السؤال الذي يطرح هنا ماذا ستشمل النهضة الثقافية التغيير في الشكل أم في المضمون أم في الهيكل الثقافي؟ وهل حقيقة ان هذا المهرجان سيحدث انقلابا ونهضة في الفكر الثقافي الافريقي أم ان الموضوع يقصد به كالعادة طرح مشاكل القطاع واقتراح حلول يبقى تحقيقها رهين الأوهام والعقليات المتحجرة؟ إن الوضع المزري الذي تعيشه افريقيا بات من المستحيل اصلاحه بمجرد عقد مهرجان او لقاء يجمع المثقفين الأفارقة على طاولة الحوار لمناقشة ما هو في اجندة الاجتماع، ثم الخروج بحلول وهمية تبقى قراراتها مجرد حبر على ورق. إن الزخم الثقافي الذي تمتلكه القارة السمراء في ظل غياب الدعم وقلة الامكانيات والوسائل الضرورية التي من شأنها وضع هذا الارث في موضعه الصحيح، هو ما يعكس حقيقة شاملة وواضحة هي الخانة التي تصنف فيها الثقافة في بلاد الافارقة، والتي أصبحت مرادفة للتهميش، حيث تعاني استبداد جهات مختلفة. وأقصد بقولي هذا القوة الاضطهادية التي تحاصر موروثنا الثقافي وإبداعاتنا وحضارتنا حيث تسعى إلى تحطيم كل شيء فينا. واستنادا لهذا الوضع فإنه يتحتم علينا اعادة طرح السؤال أي نهضة ثقافية هذه؟ النهوض بالثقافة في القارة السمراء لن يكون من مجرد شعار، وإنما لابد من تغيير وتغيير جذري يشمل كل الاسباب التي ساهمت في تدهور القارة.. وعليه فلنستيقظ من سباتنا الذي يوهمنا بأن الشمس ستغطى بالغربال في يوم من الأيام الآتية.