كرم أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المتفوقين في شهادة البكالوربا خلال حفل نظم بقصر الشعب بحضور كبار مسؤولي الدولة. وقد جرى حفل التكريم بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة وكذا أولياء التلاميذ. وتم بالمناسبة تسليم المتفوقين هدايا تمثلت في جهاز للإعلام الآلي لكل طالب وميداليات شرفية بالإضافة إلى رحلة إلى الخارج. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أكد وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد أن ''الفضل الكبير'' في نجاح هؤلاء التلاميذ يعود إلى رئيس الجمهورية الذي حمل على عاتقه -كما قال- ''مسؤولية التطوير والتحوير المدروس والإصلاح الشامل للمدرسة الجزائرية''. وأضاف أن هذا الإصلاح ''بدأ يعطي ثماره على أكثر من مستوى من خلال تطبيق سياسة تربوية متجددة تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة في بلادنا وفي مختلف القطاعات حتى يكون الإصلاح شاملا ومواكبا لكل ما يجري في العالم من مستجدات لها علاقة بعالم العلم والمعرفة''. واعتبر الوزير أن هذا النجاح هو أيضا ''ثمرة الجهود التي ما فتئت تبذلها الدولة الجزائرية لتجسيد مبدأ ديمقراطية التعليم على أرض الواقع''. وقد بلغ عدد المترشحين الناجحين في بكالوريا هذا العام 135 ألف ناجح أي بنسبة 45.04 بالمائة منهم 77.852 إناثا (57.67 بالمائة) والنسبة الباقية (42.33 بالمائة) للذكور. وفي هذا الصدد أوضح بن بوزيد أن هذه الأرقام ''تعكس المكانة البارزة للإناث في مجال الدراسة والتمدرس عدديا ونوعيا''. وقد نجح 35 متفوقا بتقدير جيد جدا منهم 10 متمدرسين و25 مترشحا حرا فيما بلغ عدد الناجحين بتقدير جيد 1729 و24.553 مترشح بتقدير قريب من الجيد. وقد أرجع الوزير هذه النتائج المحققة إلى ''الاهتمام بالمسألة البيداغوجية التي كانت المحور المركزي والمعلم البارز في عملية الإصلاح الشامل الذي شرع في تطبيقه منذ سنة 2003 والذي مس مختلف مكونات المنظومة التربوية''. وأشار إلى أن ''هذا الانجاز لم يقتصر على امتحان شهادة البكالوريا بل خص كذلك امتحان الانتقال إلى السنة الأولى متوسط حيث بلغن نسبة القبول للدورتين الأولى والاستدراكية معا نسبة 88.96 بالمائة وكذا السنة الأولى ثانوي التي بلغت نسبة القبول فيها 70.63 بالمائة'' وهي نسبة -مثلما أضاف- ''لم يشهدها النظام التربوي الجزائري منذ الاستقلال''. وأكد بن بوزيد أن ''العناية الخاصة لرئيس الجمهورية مكنتنا من تطوير المنشآت التربوية وتوسيع شبكتها عبر ربوع الوطن حيث انتقل عدد الثانويات خلال العشرية الأخيرة من ألف (1999-2000) الى 1800 ثانوية (2009-2010) وعدد المتوسطات من 2500 إلى 5000 وحدة وعدد المدارس الابتدائية من 15729 إلى .17995 كما أبرز الوزير ''التطور الهام'' الذي عرفه القطاع سواء في ''نوعية التأطير البيداغوجي أو في المستوى الدراسي المسموح به للتوظيف في مرحلة التعليم الأساسي بطوريه الابتدائي والمتوسط'' مشيرا الى أنه تم توظيف 100 ألف أستاذ حامل لشهادة الليسانس في التعليم الأساسي ''طبقا للنوعية والجودة في التأطير''. وأضاف الوزير أن النظام التربوي الجزائري عرف ''تطورا كميا هاما'' في تعداد الناجحين في شهادة البكالوريا مشيرا الى أن هذا ''التطور الكمي صاحبه تحسنا نوعيا للحائزين على شهادة البكالوريا تجلى في تزايد عدد الاستحقاقات من سنة لأخرى''. وقد عبرت المتفوقة وطنية إخلاص من ثانوية حمو بوتليليس بوهران عن بهجتها وكلها تأثر تغمرها الغبطة سيما وأنها فرصة التفوق قد سمحت لها بالتقاء التحدث إلى رئيس الدولة والإحساس وكأنها في حلم . وقالت التلميذة ''أريد أن يتوقف الزمن لكي استلذ لأطول مدة بمتعة هذه اللحظات الخالدة التي لا تنسي''. وأضافت '' لقد هنأني الرئيس و شجعني على المواظبة في هذا السبيل'' معتبرة نفسها '' ضمن نخبة المستقبل ''. وتطمح هذا المتفوقة الشابة ذات النظرة البريئة و وجهها الملائكي إلى مواصلة دراساتها في مجال الطب. و أردفت '' اخترت الطب لأنني أحب هذا الاختصاص الذي سيسمح لي بمساعدة الناس و تخفيف آلامهم''. و صرحت إخلاص التي تعد أصغر أفراد عائلتها المكونة من ثلاثة أطفال أن أختها الكبرى طالبة في السنة الثالثة طب مما يفسر اختيارها لهذه الشعبة. كما شكرت هذه المتفوقة والدتها و هي أستاذة سابقا و والدها المهندس في البتروكمياء. واعترفت إخلاص بأنها لم تكن تنتظر اعتلائها المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية مضيفة '' لقد كنت متأكدة من نيل شهادة البكالوريا لكنني فوجئت عندما علمت بأنني الأحسن على المستوى الوطني''. و من أمنيات إخلاص '' أن أكون قدوة و أن هذا النجاح سيكون بمثابة حافز للمترشحين الآخرين لشهادة البكالوريا'' مؤكدة أن جيرانها و معارفها في وهران يعتبرونها '' مفخرة '' عاصمة الغرب الجزائري.