كشف أول أمس وزير الداخلية الموريتاني محمد ولد أرزيزيم أن منفذ العملية الانتحارية التي شهدتها العاصمة نواقشط، والتي أدت إلى إصابة فرنسيين اثنين وموريتانية بجروح طفيفة، هو موريتاني جندته جماعات إرهابية، وقد تلقى تدريبا في معسكرات المثلث الصحراوي الواقع بين الجزائر موريتانيا ومالي. وقال ولد أريزيم في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية حول الهجوم الانتحاري الذي نفذ السبت قرب السفارة الفرنسية في نواقشوط، إنه قد ''تم تحديد هوية الشخص المعني. وتم إدراج اسمه في ملفات القيادة العامة للأمن''، مضيفا أن منفذ هذا الهجوم هو ''شاب مولود في نواقشوط، لم يسبق أن حصلنا على معلومات حوله يمكن أن تشير إلى تطرفه. علمنا أنه كان يتدرب في المعسكرات في الصحراء الكبرى الواقعة بين موريتانيا ومالي والجزائر''. وأكد وزير الداخلية الموريتاني أن منفذ العملية الانتحارية قد تم تجنيده من طرف جماعات إرهابية، إلا أنه بين أنه غير متأكد إن كانت عملية تجنيده قد تمت على أيدي التنظيم الإرهابي الذي يسمي نفسه ''القاعدة في بلاد المغرب''، كما اعتبر الوزير في تعليقه على الهجوم الذي وقع السبت الماضي أن هذا النوع من العمليات ''جديد كليا في موريتانيا''. وبخصوص إيقاف العديد من الأشخاص بعد الحادث، قال ولد أريزيم ''لست على علم بتوقيفات'' تتصل بهذا الاعتداء، غير أنه أكد أن المحققين ''يحرزون تقدما''، مردفا بالقول ''إننا أوقفنا هذا الشهر العديد من الأشخاص الذين كانوا يريدون القيام بأعمال مماثلة''. وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أجرى يوم الاثنين الماضي اتصالا هاتفيا مع نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، حيث أشار بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أن الرجلين ''عازمان'' على ''محاربة الشبكات الإرهابية في موريتانيا''، معبران في الوقت ذاته عن ''استنكارهما الشديد للهجوم الإرهابي'' الذي استهدف شرطيين في السفارة الفرنسية. ويشار إلى أن منطقة الساحل الإفريقي قد صارت في السنوات الأخيرة، خاصة بدول موريتانيا ومالي والنيجر، إلى مكان لنشاط الجماعات الإرهابية التي لجأت إليها بعد التضييق التي تلاقيه بدول شمال إفريقيا، والذي حتم عليها الجنوح نحو مناطق الصحراء الإفريقية، حيث انتهجته سياسة استهداف الرعايا الأجانب من خلال خطفهم ،أو قتلهم، في محاولة منها للحصول على صدى إعلامي تريد أن تدعي من خلاله أنها مازالت موجودة في الميدان.