تعرض مقر السفارة الاسرائيلية في العاصمة الموريتانية نواقشوط، أمس، لهجوم مسلح استعملت فيه القنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة دون أن يخلف قتلى·وقالت مصادر أمنية موريتانية أن الهجوم الذي نفذه مسلحون مجهولون خلف اصابة ثلاثة فرنسيين بجروح، اثنين من بينهم أصيبا بعيارات نارية· وأضاف محققون أن الفرنسيين أصيبوا بجروح عندما كانوا يهمون بمغادرة ملهى ليلي على مقربة من مقر السفارة الاسرائيلية وأن حراس مقر البعثة ردوا على المهاجمين الذين تمكنوا من الفرار·وقال أحد الشهود ممن تابعوا أطوار الهجوم أنه رأى اشخاصا ملثمين ومدججين بالأسلحة عندما نزلوا من سيارة وتوجهوا مشيا على الأقدام بإتجاه مقر السفارة، قبل أن يسمع صوتاً جهوريا يناديهم "هيا ابدأوا" ثم تبعتها صيحات "الله أكبر" وفتحوا نيران أسلحتهم· وقال والي ولاية العاصمة الموريتانية لمين ولد مولاي زين مباشرة بعد الهجوم أن مصالح الأمن شرعت في عملية بحث مكثفة للعثور على المهاجمين الثلاثة، مؤكدا أن وضع إمكانيات كبيرة سخرت لهذا الغرض·وقال المسؤول الموريتاني إن عدد المهاجمين يكون ستة مسلحين وقد تركوا أسلحتهم المستعملة وقنبلتين يدويتين· وأرجعت مصادر أمنية موريتانية عدم سقوط قتلى في مقر السفارة كون الهجوم وقع فجراً، كما أنه تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع في موريتانيا·ويعد هذا أول استهداف بالأسلحة الحربية لمقر السفارة الاسرائيلية في موريتانيا وفي كل الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الاسرائيلي· وفي أول رد فعل لها على هذه العملية، استنكرت الحكومة الموريتانية "بقوة" الهجوم وأكدت أنها ستبذل قصارى جهودها من أجل إلقاء القبض على منفذيه والاقتصاص منهم·وقال محمد فال ولد شيخ وزير الاعلام الموريتاني إن بلاده تندد بقوة بهذه العملية وستعمل من أجل اعتقال منفذيها وإحالتهم على العدالة· واعتبرت إدارة الاحتلال الاسرائيلي أن الهجوم "يعد عملا ارهابيا ويدخل ضمن سلسلة الهجمات التي استهدفت ممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج منذ عدة سنوات"·يذكر أن الهجوم وبغض النظر عن الجهة التي نفذته فإنه يعد رسالة واضحة للرئيس الموريتاني الخاضع هذه الأيام لضغوط داخلية متزايدة لدفعه الى قطع علاقات بلاده مع ادارة الاحتلال· وكان رئيس البرلمان الموريتاني طالب الأسبوع الماضي ولأول مرة منذ إقامة نواقشط لعلاقات دبلوماسية مع اسرائيل سنة 1999، بقطع هذه العلاقات·يذكر أن الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيد أحمد الطابع أقام علاقات دبلوماسية لبلاده مع الكيان الصهيوني سنة 1999 لتضاف موريتانيا بذلك الى مصر والأردن اللتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع إدارة الاحتلال· للإشارة أيضا فإن هذه العملية نفذت أسابيع فقط بعد عملية قتل اربعة سياح فرنسيين جنوب العاصمة نواقشوط وتنفيذ مسلحين لهجوم آخر على ثكنة عسكرية شمال شرق وخلف مقتل عسكريين اثنين بالاضافة الى تهديدات وجهت لمنظمي لحاق باريس داكار للسيارات مما أرغمهم على الغاء دورة هذا العام· وقد اعترف الرئيس الموريتاني الشيخ ولد سيدي عبد الله في حديث صحفي قبل أيام بوجود تحركات لعناصر إرهابية فوق أراضي بلاده ولكنه نفى وجود تنظيم مسلح ينشط في موريتانيا·