توجت المفاوضات الرسمية لربط فرنساواسبانيا بالغاز الطبيعي عبر أنبوب ''ميدغاز'' بخطة عمل مرحلية تنطلق اعتبارا من العام ,2013 حيث سيتم الاستعانة بكميات معتبرة من الغاز الجزائري الذي سيصل إلى اسبانيا نهاية العام الجاري عبر أنبوب ''ميدغاز'' لتغطية احتياجات المشروع. وأفادت مصادر مقربة من اللجنة الاسبانية للطاقة صاحبة فكرة ربط البلدين الأوروبيين بالغاز الطبيعي في تصريحات تناقلتها أمس مصادر محلية إسبانية، أن الغلاف المالي للمشروع قدر بنحو 13ر3 مليون أورو إلى غاية 2015 وهو التاريخ المحدد لانطلاق المرحلة الثانية من عملية الربط بالغاز الطبيعي، منها 33ر1 مليون أورو قيمة الاستثمارات الاسبانية و80ر1 مليون أورو مخصصة للطرف الفرنسي، فيما تتولى شركات الطاقة المساهمة في المشروع على غرار ''تي. إي. أف. جي'' الفرنسية، و''غاز ناتورال'' الإسبانية، إلى جانب ''إيناغاز'' و''جي. أر .تي. غاز'' الجزء المتبقي من الغلاف المالي. ومن المنتظر أن يتم تزويد التراب الفرنسي بالغاز الطبيعي في المرحلة الأولى التي تنطلق آفاق 2013 عبر ''إيرون'' في إقليم الباسك، فيما يتم إطلاق الإمدادات من أنبوب ''ميدغاز'' ابتداء من العام 2015 ضمن المرحلة الثانية، بعد ضمان إشباع السوق المحلية الإسبانية من احتياجات الغاز الطبيعي. وسترتفع قدرة اسبانيا التصديرية نحو فرنسا بفضل هذا المشروع بنسبة 4400 بالمائة مقارنة بالمستويات الحالية، في حين يشكل هذا المشروع زيادة في الطاقة الإنتاجية الفرنسية إلى 125 بالمائة، حيث سيضمن نقل 7 ملايير متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا. وأكدت المصادر التي أوردت الخبر أن حجم الاستهلاك السنوي من الغاز الطبيعي في اسبانيا ارتفع بنسبة 35 مليار متر مكعب في الآونة الأخيرة، في حين زادت نفس القدرات الاستهلاكية في فرنسا بنحو 43 مليار متر مكعب، وسيسمح دخول أنبوب ''ميدغاز'' بتغطية الاحتياجات المحلية خاصة وأنه يتكفل بنقل 8 ملايير متر مكعب من الغاز سنويا. وتشير الدراسات الاستقصائية الأولية إلى أن لجوء البلدين إلى تمديد مسار أنبوب ''ميدغاز'' يرجع إلى الحاجة الأوروبية لتنويع مصادر الطاقة، على خلفية أزمة الإمدادات الروسية- الأوكرانية التي تسببت في قطع الغاز عن القارة لمدة أشهر، إضافة إلى تنامي الطلب على المحروقات اعتبارا من العام المقبل نتيجة لتحسن الاقتصاد العالمي وبروز بوادر الانتعاش الاقتصادي.