وقعت حركتا النهضة والإصلاح الوطني، أمس الجمعة بفندق السفير بالجزائر العاصمة، على وثيقة تنسيق بينهما، بحضور عدد قليل من الشخصيات الإسلامية والوطنية عكس ما أعلن عنه سابقا، حيث اقتصر الحضور على عدد من مناضلي الحزبين وبعض أعضاء جمعية العلماء المسلمين دون رئيسها، ورئيس كتلة حزب جبهة التحرير العياشي دعدوعة، وقد كان رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أكبر الغائبين، كونه يمثل إلى جانب النهضة والإصلاح التيار الإسلامي في الساحة السياسية الجزائرية، فيما لم يحضر كذلك عبد الله جاب الله. ومما جاء في وثيقة التنسيق التي تحصلت ''الحوار '' على نسخة منها، أن الهدف من هذه المبادرة، هو توحيد الجهود لتكريس الحريات والتعددية النقابية والسياسية في الجزائر ومواجهة كل ما يمس بثوابت الشعب الجزائري من إسلام وعروبة وأمازيغية، وكذا المحافظة على قيم المجتمع، من خلال التصدي للمؤامرات ومخططات الحركات الهدامة من تنصير وماسونية، والنضال من أجل افتكاك الحقوق التاريخية للشعب الجزائري من فرنسا أثناء الحقبة الاستعمارية، بالإضافة إلى الدعم المطلق لقضية فلسطين واعتبارها القضية الرئيسية والمركزية لهذا التنسيق، وكذا السعي لتجسيد الوحدة المغاربية والعربية والإسلامية، فضلا عن الوقوف إلى جانب قضايا الأمة في العراق وأفغانستان والشيشان والصومال والسودان. وأكد البيانّ، أن التنسيق المعلن عنه مفتوح أمام كل التيارات السياسية والشخصيات التي تشترك وتتقاسم التوجه والرؤى والقضايا المعلن عنها في الوثيقة. كما أضافت الوثيقة أن بيان التنسيق جاء ''إحياء للأمل في نفوس أبناء الجزائر في وطنهم الذي قتلته السياسات الفاشلة، والإخفاقات المتكررة والوعود التي لم تتحقق'' ، وكذا أمام الهجمة الشرسة التي يتعرض لها ديننا، وطمس متواصل لمقومات هويتنا الوطنية، وأمام التضييق المتواصل لمساحات الحريات ومجالات التعبير والرأي الآخر وتراجع الممارسات السياسية والإعلامية والنقابية إلى عهد الأحادية بامتياز.. وقال الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي في ندوة صحفية عقب التوقيع على وثيقة التنسيق بين الحزبين، إن قيادات الحزبين ستبحث لاحقا، آليات تجسيد هذه المبادرة، من خلال تسطير برنامج عمل ميداني والنزول إلى المستوى المحلي وتنظيم لقاءات مع القاعدة الشعبية، لأجل بلورة رؤية مشتركة وموقف موحد بخصوص ما أعلن عنه. وفي رده على سؤال من أن التنسيق لم يشمل كل الفاعلين في الساحة السياسية من أحزاب إسلامية وشخصيات لها وزن ثقيل، في هذا الشأن أوضح بقوله '' جهدنا إننا استطعنا توقيع هذه الوثيقة بين حركة الإصلاح والنهضة لا أكثر '' مضيفا '' إعلان النية من جهتنا موجود لمن يريد التنسيق معنا، والذي لا يريد التنسيق معنا فعليه أن يكف لسانه ويده عنا ". من جهته الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني محمد جهيد يونسي صرح بأن العمل بخصوص ما شمله بيان التنسيق سيكون على جميع الأصعدة سواء على المستوى المحلي أو داخل الوطن أو خارجه. وفي رده على سؤال بخصوص أن هذا التحالف لم يشمل الحزب الإسلامي حركة مجتمع السلم، وإن كان ذلك مجرد تحالف أم مجرد تنسيق بين الحزبين، قال يونسي إن التحالف عادة ما يخص استحقاقات سياسية والتحالف له عادة- مثلما أشار- هدف انتخابي، إلا أن ما قام به الحزبان حسبه هو مجرد تنسيق خارج بخصوص القضايا سالفة الذكر، كما أن الحزبين حسبه سيشتغلان خارج الأطماع الريعية الانتخابية، ليضيف بقوله في هذا الصدد '' أردنا أن نعطي مثالا، إننا حاملين لمشروع مجتمع، كما نريد أن تقف الأحزاب الإسلامية موقفا موحدا من مختلف القضايا المطروحة وتهمنا وطنيا ودوليا ".