وجه قياديون في حركة النهضة أصابع الاتهام مباشرة إلى عبد الله جاب الله بالوقوف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في فشل مساعي الوحدة ورجوعه إلى قيادة النهضة من جديد، من خلال التمسك بشروطه التي وصفوها بالمبالغ فيها في إشارة إلى الصلاحيات التي طالب بها جاب الله كشرط رئيسي من أجل رجوعه والتي تجاوزت حسبهم صلاحيات المجلس الشورى. وتحدث بعض هؤلاء القياديين الذين كانوا على صلة مباشرة بهذا الموضوع من خلال حضورهم جميع جولات المفاوضات التي ضمت ممثلين عن جاب والله وآخرين عن قيادة النهضة، عن الأسباب التي كانت وراء فشل عودة جاب الله إلى حركة النهضة والتي لخصوها في فيما وصفوه بتعنت جاب لله ومبالغته في المطالبة بصلاحيات واسعة على غرار ما كان يتمتع به في حركة الإصلاح وبسط يده على كل مخالب الحركة، حيث أكدوا في هذا الصدد أن جاب الله لا يزال يتمسك بمسالة الصلاحيات مع أنها كانت السبب في خروجه من النهضة ومن الإصلاح لاحقا -على حد زعمهم-. وقد تحفظت هذه المصادر على الإسهاب في تفاصيل موطن الخلاف بينهم وبين جاب الله بعد أن كانوا يراهنون عليه من أجل بث الروح من جديد في هذا الحزب الذي تراجع أداؤه وتواجده بشكل رهيب، وكانت تتحدث بطريقة توحي أنها كلامها بمثابة رد فقط عن الندوة الصحفية التي نظمها جاب الله وأعلن فيها فشل مسعى الوحدة مع النهضة بشكل رسمي، بحيث تحدثت فقط عن مشكل الصلاحيات في حين أن مصادر أخرى من النهضة والإصلاح تحدثت عن دخول جهات أخرى على الخط ولعبها دور ما في بعثرة أوراق الجهتين، خصوما من الوجوه القديمة في النهضة التي كانت السبب في خروج جاب الله منها على غرار لحبيب آدمي سفير الجزائر الحالي في العربية السعودية والوزير الأسبق عبد الوهاب دربال وعلى بوغازي المستشار برئاسة الجمهورية. للتذكير فإن جاب الله نشط أول أمس ندوة صحفية بمقر الإصلاح في بئر مراد رايس أعلن فيها فشل مسعى الوحدة مع حركة النهضة وانه يبحث مع جماعته الإعلان عن إطار جديد خلال الأيام المقبلة يضم ما تبقى من أنصار الذين تنقلوا من النهضة إلى الإصلاح ثم حاليا إلى هذا الحزب الجديد.