أعلن النائبان البرلمانيان محمد صالح بوشارب ومحمد مرزوقي عن جماعة عبد الله جاب الله، أن استئناف رزنامة المفاوضات مع قياديي حركة النهضة في إطار مساعي الصلح ولم الشمل، قد برمج مباشرة بعد عيد الفطر المبارك لترسيم عودة وشيكة لرئيس الحركة الأسبق و جماعته إلى الحزب الإسلامي. خطفت مجموعة الشيخ جاب الله بولاية عنابة، مساء الخميس الأخير، الأضواء بتنظيمها حفل إفطار جماعي بفندق "التيليفيريك" وسط المدينة، على شرف إطارات وطنية ومحلية من حركة النهضة، يتقدمهم فريق المكتب الولائي للحركة في خطوة تعد سابقة في طريق مساعي لم الشمل على صعيد القواعد النضالية للفريقين. واستغل الرئيس السابق لحركة الإصلاح الوطني، التئام جماعته بإطارات النهضة، ليبعث إليهم برسالة مكتوبة من العاصمة بعدما تعذر عليه المشاركة لأسباب قيل إنها تقنية بحتة حثهم فيها على ضرورة تكثيف الجهود لرص الصفوف وتحقيق الوحدة تمهيدا لخوض مرحلة جديدة في العمل السياسي تكون محطة أساسية لجمع شتات التيار الإسلامي بشكل عام. وأوضح النائب صالح محمد بوشارب في تصريحات أدلى بها ل "الأمة العربية"، أن "مساعي لم الشمل بلغت مرحلتها الحاسمة لترسيم عودة جماعة الشيخ جاب الله إلى حضن النهضة التاريخية"، مشددا أن الاتصالات بين الطرفين لم تنقطع البتة وإنما تم تعليقها بصفة مؤقتة قبيل حلول الشهر الفضيل تحسبا لإعادة بعثها بنفس جديد مباشرة بعد عيد الفطر الأبرك، وهي الفترة التي استغلها الطرفان لتذليل الصعوبات وتبديد الخلافات حول مسائل جوهرية تتعلق أساسا بقاطرة القيادة وتموقع الشيخ عبد الله جاب الله والصلاحيات التي من المنتظر أن تخول له، وكذا إعادة تسمية الحزب بشكل يدل على المسار الجديد الذي ستؤول إليه تعديلات هذا الكيان السياسي ليصبح أكبر فضاء يستقطب مناضلي الإسلاميين المشتتين. وحسب النائب بوشارب دائما، فإن الأمور سائرة إلى الاستقرار، على أن تكون قيادة النهضة الجديدة ثنائية تجمع منصبيين أساسيين كل منهما بصلاحيات تحددها التشريعات التنظيمية الداخلية، وهما الأمين العام ورئيس مجلس الشورى أو رئيس الحركة ورئيس مجلس الشورى. وفي كل الأحوال، رجحت مصادر مطلعة أن يعتلي سعد جاب الله إما منصب الأمين العام أو رئيس الحركة. إلى ذلك هوّن عضو المجلس الشعبي الوطني صالح بوشارب، من خرجة فريق المعارضين داخل النهضة الذين يقودهم البرلماني السابق عز الدين جرافة بخصوص اندثار الحركة من المشهد السياسي بفعل الطريقة التي تدار بها مساعي الصلح، قائلا "إن هذا التصلب لن يغير في الأحداث شيئا على خلفية أن رواده يمثلون أقلية في صفوف الحزب".