قالت وزيرة الثقافة خليدة تومي إن حضور الشاعر أدونيس إلى الجزائر كان من أجل محاربة سياسة الإرهاب والترهيب والأطروحات التكفيرية، مشيرة بالقول ''إن مضمون المحاضرة التي ألقاها أدونيس في الجزائر في وقت مضى بدعوة من المكتبة الوطنية كانت مجرد مقاربة لأسئلة تتعلق بالحركات الفكرية والسياسية التي تحاول أن تضع الدين الإسلامي في بوتقة المؤسسة السياسية الضيقة، وانحصرت في موضوع التخلف في الوطن العربي ولم يتم التطرق من خلالها إلى الدين الإسلامي كعقيدة سامية''. وأضافت الوزيرة في إجابتها على سؤال شفوي طرح عليها في البرلمان مفاده أن المحاضرة مست بثوابت الدولة وأساءت للإسلام ''ليس هناك مساس بثوابت الأمة بل المحاضرة احتوت فقط على أفكار قابلة للنقاش والحوار''. وأكدت تومي أن مهمتها كمسؤولة على قطاع الثقافة لا تسمح لها بتقليص فرص الحوار المفتوح بقدر ما تدفعها لفتح الفضاءات الكافية لوضع جسور للتواصل الفكري بين النخب بكل اتجاهاتها الفكرية. واعتبرت خليدة تومي أن ''أفكار الشاعر أدونيس أو غيره من ضيوف الجزائر لا تلزم إلا أصاحبها وأن الدولة ومؤسساتها لا تلعب دور الرقيب على الأفكار والأطروحات النقدية والفكرية بل لكل واحد الحق في مناقشتها في أطرها المفتوحة''. جاء كلم الوزيرة في رد سؤال شفوي في المجلس الشعبي الوطني حول مضمون محاضرة الشاعر السوري أدونيس التي ألقاها سابقا بالمكتبة الوطنية الجزائرية والتي - على حد قول النائب - ''مست بثوابت الدولة وأساءت للإسلام''. للإشارة فإن محاضرة أدونيس التي ألقاها في الجزائر العام الفارط أثارت الكثير من الجدل، حيث عبر العديد من المثقفين عن استيائهم من مضمون المحاضرة فيما أكد آخرون أن هناك نوعا من المبالغة في الحكم على المحاضرة باعتبار أن أدونيس لم يسئ إلى الدين الإسلامي كعقيدة وإنما تحدث عن أنظمة الحكم في الدول الإسلامية. من جهة أخرى أعلنت عن مشروع إنشاء مؤسسة عمومية للإنتاج السينمائي من شأنها ضمان حقوق ومصالح وملكية الدولة عندما تخصص أموالا لإنتاج الأفلام السينمائية لاسيما تلك التي تكتسي طابعا وطنيا وتاريخيا. وفي ردها على سؤال شفوي لأحد نواب المجلس الشعبي الوطني حول تاريخ الشروع في تصوير الفيلم التاريخي حول شخصية الأمير عبد القادر أوضحت الوزيرة أن إنجاز -ذات الفيلم يتطلب اتخاذ الوقت اللازم لإعداد كل ما يضمن نجاحه على جميع الأصعدة مؤكدة أن ذلك يتطلب وجود مؤسسة عمومية تشرف على إنتاجه تضمن للدولة ''كافة حقوقها الأدبية والمالية وملكيتها''. وعن الفيلم الذي سيتطرق إلى حياة الأمير عبد القادر في جميع أبعادها الروحية والفكرية والثقافية والعسكرية والسياسية اعترفت الوزيرة بأنه ''لا يمكن إعداد فيلم متميز ومتألق في مستوى سمعة هذا الرجل الرمز دون اتخاذ الوقت اللازم لضمان نجاحه الكلي''. وشددت الوزيرة أن فيلم الأمير عبد القادر ''لا يمكن أن يكون متواضعا أو بسيطا ودون الأفلام العالمية التي تناولت مسيرة وحياة الشخصيات التاريخية'' مؤكدة أن هذا الفيلم ''أضحى من بين المواضيع التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة شخصيا أهمية قصوى حتى يكون هذا الإنتاج السينمائي بمثابة رائعة''.