عبرت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أول أمس عن رفضها إقحام الدولة في سجالات لا تعنيها، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بمناقشة أفكار وأطروحات نقدية، وكشفت من جهة أخرى عن مشروع مؤسسة عمومية للإنتاج السينمائي، ستعمل على ضمان حقوق ومصالح وملكية الدولة في الإنتاج السينمائي الممول من قبلها. وعرضت الوزيرة في ردها عن الأسئلة الشفوية لنواب المجلس الشعبي الوطني، مختلف المراحل التي تتبعها عملية تصوير الفيلم السينمائي التاريخي حول حياة البطل الجزائري الأمير عبد القادر، مشيرة إلى أن إنجاز هذا الفيلم الذي يريده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "رائعة سينمائية" يتطلب كل الوقت اللازم لضمان نجاحه على كل المستويات. وأوضحت في السياق أن الوزارة قامت مؤخرا في إطار إنتاج هذا الفيلم بالاتصال بالمؤرخين ومن بينهم رئيس المجلس الدستوري السيد بوعلام بسايح الذي أعد نصا للفيلم فيما تم الشروع في مرحلة اقتباس النص، التي ستتبعها مرحلة البحث عن أحسن مخرج ضمن قائمة تضم أسماء لأكبر وأشهر المخرجين السينمائيين على المستوى العالمي، وذلك بإشراف من الخبير أحمد بجاوي. واعتبرت ممثلة الحكومة أن انجاز هذه الرائعة السينمائية وضمان نجاحها يستدعي وجود مؤسسة عمومية متخصصة في إنتاج الأفلام الكبيرة ذات الطابع الوطني، وتضمن للدولة كافة حقوقها الأدبية والمالية، معلنة بالمناسبة أن الوزارة تعمل حاليا على تجسيد مشروع هذه المؤسسة، وذلك في إطار مشروع قانون السينما الذي سيتم عرضه على المجلس الشعبي الوطني خلال السنة المقبلة. وأكدت السيدة تومي أن قطاع السينما في الجزائر عرف انتعاشا خلال السنوات الاخيرة، تجلى في إنجاز 66 مشروعا سينمائيا خلال السنوات الخمس الاخيرة. وفي ردها على سؤال آخر حول مضمون المحاضرة التي ألقاها الشاعر السوري أدونيس بالمكتبة الوطنية الجزائرية والتي رأت فيها بعض الأطراف مساسا بثوابت الدولة، اعتبرت الوزيرة أن كل ما يقال حول الأعمال الفكرية لا يمكن أن يخرج عن نطاق التعبير عن "وجهة نظر"، مشددة على أنها ترفض إقحام الدولة أو أية هيئة رسمية في انتقادات وسجالات لا تعنيها، وذلك انطلاقا من أن الدولة أو مؤسساتها لا يمكن أن تلعب دور الرقيب على الأفكار والأطروحات النقدية. كما أشارت المتحدثة في الصدد إلى أنه يبقى لكل واحد الحق في مناقشة هذه الأفكار والأطروحات في أطرها المفتوحة من منطلق إثراء النقاش المعرفي، موضحة بأن مهمتها كمسؤولة على قطاع الثقافة لا تسمح لها بتقليص فرص الحوار المفتوح بقدر ما تدفعها لفتح الفضاءات من اجل خلق جسور التواصل بين النخب مهما كانت اتجاهاتها الفكرية.