وقالت تومي، في افتتاح الملتقى الذي جاء تحت عنوان "الترجمة وحوار الثقافات" والذي حضره عدد كبير من المبدعين المصريين والعرب والأجانب من روسيا وإيطاليا والصين، قالت.. "أجد نفسي ملزمة في حضرة هذه الوجوه التي أحترمها حد الإجلال على شرح لماذا أقيل أمين الزاوي من منصبه" مضيفة،"أريد أن أقول لكم إني لم أُقل الأديب أمين الزاوي من منصبه لأنه أديب أولاعتراضي على شيء كتبه، القضية إدارية محضة تتعلق بمن يكون على رأس أهم مؤسسة ثقافية بالجزائر وهي المكتبة الوطنية". واسترسلت وزيرة الثقافة "تبريرها العالمي" لإقالة الزاوي قائلة:" لايمكن أن تُنهى مهام الزاوي لأنه دعا الشاعر الكبير أدونيس إلى الجزائر، ففي عام 2007 كانت الجزائر عاصمة الثقافة العربية ووجهت وزارة الثقافة دعوة للشاعر أدونيس ولكنه اعتذر عن الحضور للجزائر بسبب مرضه"، مضيفة "دعوني فقط أعلمكم أننا أًُجلنا إنهاء مهام المدير العام للمكتبة إلى ما بعد زيارة أدونيس للجزائر، لكي لا يكون هذا الإنهاء في وقت وجود الشاعر الكبير في البلاد".. وبذلك تكون تومي قد اختارت منبر القاهرة، للإجابة عن التساؤلات المحيطة بقضية أدونيس وما حفّها من مقالات وتصريحات في الصحافة العربية، التي اعتبرت إقالة الزاوي مساسا بحرية التعبير وطمسا للكلمة الحرّة. في الوقت الذي تكفّلت فيه، هنا بالجزائر، رئيسة ديوان وزارة الثقافة زهيرة ياحي، بالردّ على خرجة أدونيس، مؤكّدة أنه "لابد من الردّ على افتراءات كادت أن تصبح حقائق"، مضيفة أن"أدونيس لم يكن أبدا محل منع من طرف الحكومة الجزائرية، فقد سبق له خلال سنة 2007، بمناسبة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، أن وجهت له وزيرة الثقافة ومن ثمة الدولة الجزائرية دعوة إلا أنه تعذر عليه الحضور آنذاك". كما أدرجت ياحي، في سياق ردّها المُنيب عن وزيرة الثقافة أن" وزيرة الثقافة لم تكن على علم بدعوة أدونيس إلى الجزائر... وبأن حضوره تزامن مع تواجد وزيرة الثقافة ضمن الوفد الرئاسي خلال زيارة رئيس الجمهورية إلى ولاية تلمسان"، مؤكّدة أن تومي "وجهت لأدونيس دعوة لمأدبة الغداء أوالعشاء حسب رغبته، وكان ردّ المدير العام السابق للمكتبة الوطنية أن برنامج أودنيس لا يسمح له بتلبية هذه الدعوة، مقترحا لقاء على مائدة الفطور صبيحة يوم مغادرته أرض الوطن... ورغم قبول الوزيرة بمقترح الزاوي، غاب أدونيس عن الموعد" كما اعتبرت رئيسة ديوان الوزيرة حقيقة إقالة الزاوي تكمن في "خطورة عدم كفاءته الظاهرة في تسيير المكتبة الوطنية" مضيفة في بيانها الصحفي، الذي يمثّل لسان حال الوزيرة ذاتها أن"أطرافا غير نزيهة كانت تقف وراء استغلال أدونيس، حيث أقحمته في حسابات شخصية ضيّقة لا علاقة له بها". من جهته، وبعيدا عن المنابر الدولية أوالبيانات الصحفية المحليّة، لم يجد مدير المكتبة الوطنيّة المقال سبيلا لمباركة تصريحات أدونيس الأخيرة، غير نافذة إلكترونيّة جاءت في شكل مدوّنة في الأنترنت، حملت عنوان "مدوّنة مساندة الزاوي" تصدّرت صفحتها الأولى لائحة توقيعات لمساندة الزاوي وترشيحه وزيرا للثقافة بدلا من خليدة تومي، التي أفرغت جعبة تصريحاتها في القاهرة وعادت محمّلة بدرع التكريم الذي مُنح لها من طرف اتحاد الأدباء العرب في الملتقى الدولي الذي كانت الوزيرة ضيفة شرف فيه.