بدأت الأممالمتحدة، إجلاء القسم الأكبر من موظفيها الأجانب «غير الأساسيين» في أفغانستان بشكل مؤقت، بعد الهجوم العنيف الذي تعرض له الأسبوع الماضي منزل ضيافة كان يسكنه موظفون لديها في كابول، جاء ذلك في وقت دعت باريس إلى اعتبار الرئيس الأفغاني حامد كرزاي «شرعيا» رغم تورطه في «الفساد». وصرح المتحدث باسم الأممالمتحدة في كابول، دان ماكنورتن، بأنه «سيتم إجلاء نحو 600 موظف غير أفغاني مؤقتا، ولن يبقى سوى الذين يعتبرون موظفين أساسيين». وأوضح أن الموظفين ال600 سيغادرون جميعهم تقريبا البلاد، باستثناء أقلية قد تنتقل من كابول إلى مكان آخر في أفغانستان». وقال المتحدث إن «هذا يهدف إلى ضمان أمن جميع موظفينا في أفغانستان»، مشيرا إلى أنه ستجري مراجعة القرار بانتظام، وسوف يطبق «لعدد محدد من الأسابيع، فيما يتم اتخاذ إجراءات أمنية إضافية». وأكدت الأممالمتحدة في بيان إنها تبقى «ملتزمة بشكل تام بمساعدة الشعب الأفغاني بكامله، كما تفعل منذ أكثر من نصف قرن». وجاء في البيان «سنبذل كل الجهود، للحد قدر الإمكان من بلبلة نشاطاتنا، فيما يتم اتخاذ هذه الإجراءات الأمنية الإضافية». وتعد بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان نحو 5600 موظف معظمهم أفغان، وسيتم إجلاء نحو 12٪ منهم. ويأتي الإجراء بعد أن هاجم ثلاثة انتحاريين أواخر الشهر الماضي منزلا يقيم فيه موظفون في الأممالمتحدة في وسط كابول، فقُتل خمسة منهم وشرطيان أفغانيان، وقتل جميع المهاجمين. وتبنت حركة طالبان الهجوم، بينما اتهمت السلطات تنظيم القاعدة أيضا بالتورط فيه. وفي السياق ذاته اتهمت حركة طالبان جمعية الأممالمتحدة بقمع المسلمين في العالم ومساندة ''المحتلين'' في أفغانستان، غداة إعلان الأممالمتحدة إجلاء أكثر من نصف موظفيها الأجانب من هذا البلد إثر هجوم دام في كابول. وأعلنت طالبان في بيان لها «حين يتعلق الأمر بحماية حقوق الأمة، فإن الأممالمتحدة وعلى الأخص مجلس الأمن، تلزم فجأة الصمت. لقد قرروا قمع الأمة ومساندة المحتلين المستكبرين والوحشيين''. وتابع البيان ''إذا نظرنا في أفغانستان، فسوف نرى بوضوح أن مجلس الأمن تبنى كليا موقف الولاياتالمتحدة وقوات الائتلاف.. الأممالمتحدة تشارك في الجرائم واسعة النطاق التي ترتكب بحق الشعب الأفغاني''. وجاء في البيان ''لم يمض يوم خلال السنوات الثماني الماضية إلا وارتكب الأميركيون والقوات الغربية جرائم وعمليات قتل وتعذيب بحق شعبنا وتعديات على قيمنا الدينية''. وتشهد أفغانستان تمردا داميا تشنه حركة طالبان رغم انتشار أكثر من مئة ألف جندي أجنبي. والعام 2009 هو حتى الآن الأكثر دموية منذ إطاحة نظام طالبان عام ,2001 سواء على صعيد المدنيين أو في صفوف القوات الأفغانية.