أكد سعيد علي المعشني، ممثل وزارة الإعلام لسلطنة عمان، اهتمام السلطنة بالمشاركة الدورية لفعاليات الصالون الدولي للكتاب في الجزائر، التظاهرة التي اعتبرها نموذجا يحتذى به، ولاسيما ما تعلق بتحقيق التواصل بين الإعلام الناشر و القارئ بوصفه حجر الزاوية لهكذا تظاهرات من شانها المساهمة في تنمية الثقافة العربية .عن هذه المشاركة وعن أهمية ودور الكتاب في تطوير القطاع الثقافي في مختلف الدول العربية يحدثنا المعشني في هذا الحوار. حدثنا عن مشاركة سلطة عمان ضمن فعاليات الطبعة ال14 للصالون الدولي للكتاب؟ ** مشاركة سلطنة عمان ضمن فعاليات الطبعة الرابعة عشرة للصالون الدولي للكتاب تندرج في إطار التعريف بالسلطنة بالدرجة الأولى وليس بهدف التجارة. اقتصرت مشاركتنا على عدد من الكتيبات الصادرة عن وزارة الإعلام تشمل التعريف بتاريخ وجغرافية وسياحة سلطنة عمان. كما شاركنا بمكتبتين من عمان هما مكتبة الظاهري للنشر والتوزيع ومكتبة الجيل الواعد ولدينا جناح خاص بوزارة التراث والثقافة. كتبنا مخصصة للعرض والإهداء وليس للبيع. فنحن نهدف من مشاركتنا إلى التعرف والتواصل مع دور النشر الموجودة في الصالون وكذا التعرف على ثقافة الشعوب والاحتكاك بهم خاصة ثقافة الشعب الجزائري الشقيق الذي يعتبر شعبا مثقفا شغوفا بالكتاب ومهتما بكل ما هو جديد في عالم الإصدارات. كيف تقيمون التغطية الإعلامية الجزائرية لفعاليات الصالون؟ ** صدقا جد مميزة لا يمر يوم إلا و يمتلئ جناح السلطنة بالإعلاميين سواء العاملين بقطاع التلفزيون أو الإذاعة أو حتى أولئك الذين يشتغلون بالجرائد اليومية، وهو ما يؤكد مدى الاهتمام الذي يوليه الإعلام الجزائري لتنمية قطاع الكتاب إعلاميا. وحقيقة اعتبرها إستراتيجية جد ذكية من قبل الجهات المعنية للترويج للكتاب وبعث ثقافة المطالعة لدى كل فئات المجتمع. باعتباركم ممثلا لوزارة الإعلام بسلطنة عمان، ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في دعم الكتاب عربيا؟ الإعلام العربي سجل مؤخرا اهتماما كبيرا بالقطاع الثقافي بصفة عامة بما في ذلك اهتمامه بالترويج لكل ما هو جديد في عالم الإصدارات العربية، الأمر الذي ساهم في التشهير بعدد كبير من الكتاب والأدباء والمبدعين وذلك من خلال تخصيص برامج تلفزيونية أو إذاعية وحتى صفحات ثقافية بأكملها تعنى بالتعريف بالكاتب وكتابه، وهو ما كنا نفتقده في السنوات الماضية. وأعتقد أن هذا الأمر مشجع من شانه دفع حركة النشر في الوطن العربي بصورة عامة. فالإعلام العربي له دور كبير في توعية الجمهور بأهمية الكتاب، وما صالون الجزائر إلا نموذج عن هذا التواصل المهم بين الإعلام والناشر والقارئ. عرف قطاع الكتاب دعما كبيرا من قبل الدولة في الجزائر في السنوات الأخيرة هل شهدت السلطنة مثل هذه المبادرة؟ ** طبعا هناك دعم كبير للكتاب من قبل السلطنة التي تحرص دائما على تنمية القطاع من خلال رصد ميزانيات كبيرة للكتاب وتنظيم معارض وطنية داخل الجامعات والمدارس والمراكز التربوية. كما لدينا معرض مسقط الدولي للكتاب والذي ترصد له الدولة ميزانية معتبرة كل عام وهو من المعارض الكبرى في الوطن العربي. وكثير من دور النشر العربية تحرص على المشاركة ضمن فعالياته لما تحمله التظاهرة من أهمية على مستوى العرض والبيع والتوزيع والتواصل بين الناشرين العرب. وكيف تقيمون مستوى إقبال القارئ الجزائري على اقتناء الكتب؟ ** من خلال ملاحظاتي اليومية لمستوى إقبال القارئ الجزائري لاحظت تلهف القارئ الجزائري وشغفه باقتناء الكتاب، وهو يقتطع من لقمة عيشه لشراء الكتاب، وهو ما ينم بكل صراحة على رقي الشعب الجزائري ووعيه الكبير بالثقافة.