كشفت البروفسور باية الطاهر بوشات مختصة في الطب الداخلي بالمؤسسة الصحية الجوارية لبولوغين بالعاصمة، أن الأدوية الحديثة لم يتم استعمالها حتى الآن لعلاج بعض الأمراض الثقيلة مثل السرطان والتهاب الكبد الفيروسي كما لازالت قليلة الاستعمال لعلاج الأمراض الأخرى، كما دعت المختصين إلى ضرورة التكفل الجيد بمرضى السكري ومرضى ارتفاع ضغط الدم الشرياني، والعمل على الوقاية منها بتشجيع الجزائريين على ممارسة الرياضة في الساحات العمومية. أرجعت المختصة عدم توسيع استعمال هذه الأدوية المعروفة بعلاجها البيولوجي المستهدف في علاج الأمراض النادرة التي توصف ب''اليتيمة'' إلى جانب أمراض أخرى، إلى تكلفتها الباهظة. وأكدت الطاهر بوشات بمناسبة الأيام الوطنية للطب الداخلي المنعقدة بالمكتبة الوطنية بالحامة، أنه لم يتم استعمال الأدوية الحديثة إلا على مستوى 4 مستشفيات بالعاصمة والمتمثلة في بولوغين ومصطفى باشا والمستشفى العسكري للجيش وباب الوادي، حيث تم وصفها لحوالي 22 مريضا فقط، وترى الطاهر بوشات أن الأدوية الحديثة معروفة بفعاليتها وقلة آثارها الجانبية على المدى القصير،، مؤكدة بأن الآثار الجانبية على المدى الطويل لم تعرف بعد حتى بالدول المتقدمة، وتستعمل هذه الأدوية في علاج عدة أمراض في مقدمتها أمراض المفاصل والعظام والتهاب الكبد الفيروسي والتصلب الشرياني، وقالت إن هذه الأدوية غير متوفرة بشكل كافٍ بالجزائر نظرا لتكلفتها الباهظة من جهة، ولكونها لازالت في مراحل التجربة والتقييم حتى بالدول التي تصنعها. ومن جهته أكد الدكتور لطفي مخلوف أستاذ مساعد بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لعين طاية وعضو بالجمعية الجزائرية للطب الداخلي المنظمة للأيام العلمية، على ضرورة التكفل بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم الشرياني والسكري، لحماية المريض من تعقيدات هذه الأمراض التي وصفها بالخطيرة جدا، حيث إن هذه الأمراض الثلاثة أصبحت تشكل عبئا على الصحة العمومية. وأوضح الدكتور مخلوف أن أمراض القلب يتسبب فيها ارتفاع نسبة الكوليستيرول بالدم الذي يؤدي بدوره إلى انسداد شرايين القلب وبالتالي الإصابة بالسكتة القلبية. وبخصوص داء السكري الذي يصيب نسبة 10 بالمائة من السكان، قال المختص اإن تعقيداته تتمثل في الإصابة بأزمة شرايين الدماغ والسكتة القلبية وإصابة الأعضاء السفلى وتعرضها إلى البتر، بالإضافة إلى تعقيدات أخرى مثل أمراض العيون والكلى. الأخصائيون يدعون لفتح الساحات العمومية لممارسة الرياضة دعا المختصون بالمناسبة مع تزامن الأيام العلمية والاحتفال باليوم العالمي لمرض السكري إلى ضرورة وصف مادة الأنسولين لحماية المصابين بداء السكري من تعقيدات المرض المذكورة، وفيما يتعلق بارتفاع ضغط الدم الشرياني الذي يصيب نسبة 35 بالمائة من السكان، حسب الدراسات التي قامت بها وزارة الصحة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، أكد الدكتور مخلوف أن تعقيداتها تتمثل في الإصابة بأزمة شرايين الدماغ التي تؤدي إلى شلل المريض. وللوقاية من هذه الأمراض الخطيرة دعا المختص إلى اتباع نمط غذائي سليم وممارسة الرياضة أو المشي بصفة منتظمة ساعة في اليوم وتفادي الاستهلاك المفرط للملح والسكر والمواد الدسمة ومكافحة السمنة وهذا قبل الإصابة بهذه الأمراض، أما عند الإصابة بها ينصح المختص بالوقاية من تعقيداتها بتوازن ارتفاع ضغط الدم واحترام النظام الغذائي بالإضافة إلى المتابعة الجيدة للعلاج بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، ودعا السلطات العمومية إلى فتح ساحات لممارسة الرياضة بالأحياء لتشجيع السكان على ذلك وتوسيع استعمال بطاقة ''الشفاء'' لصندوق الضمان الاجتماعي ونظام الدفع من أجل الغير. وبشأن الجمعيات التي تنشط في الميدان أشار إلى أن العديد من هذه الجمعيات تبذل مجهودات جبارة لتشجيع العلاج الجماعي.