الفنون تداخلت.. القصة الطويلة على سبيل المثال والرواية القصيرة "الميني رواية"، فأحيانا أعتبر التسميات في رأيي تسلّطا على الأدب وأجناسه، حقيقةً كل مبدع يطمح أن يصل ما وصل إليه يوسف السباعي على سبيل المثال وغيره الذين حُوِّلت أعمالهم إلى مسلسلات.. وهذا، كما قد أشرتِ، لا تطمح إليه الميني قصة مثلا، التي ظلت تتطور على هامش الرواية. أما القصة القصيرة الطويلة - ورغم أنتقل من القصة إلى الرواية - أريد أن أفعل ما فعله أبو القصة الجزائرية حوحو الذي أطلق على أول رواية جزائرية "قصة" واستراح، فقصّتنا القصيرة قد سافرت بعيداً وقطعت شوطاً يتوجّب الوقوف عنده لأنها استطاعت أن تنافس أكثر الفنون وأعني بنات الخليل بن أحمد. ومن خلال اطّلاعنا على الكتابات اكتشفنا عيبنا، وأعني الخلط بين القصة والقصة القصيرة، والحقيقة أنها تحمل برحمها كل الألوان السردية والحكائية، وهي ذات جذور في الأدب العربي، ومنها قصص القرآن، وأنها من الفنون الحديثة التي عرفها الأدب العربي. وستبقى على حد قول الدكتور عز الدين إسماعيل: "أكثر الأنواع الأدبية رواجاً لأنها تناسبت مع عصر السرعة كما استطاعت أن تنال نصيبها بسرعة من الصحف اليومية والمجلات وكذا الإذاعة أيضاً" .. وآراء المتكلمين تؤكّد أنه لا خوف على القصة من الرواية أو حتى من الفنون الأخرى لأنها، لا محالة، تستهوي الناس الذين أخذتهم السرعة وأنها تلائم عصر الحاسوب.. وعلى هذا الأخير تنافسها. سعدي صبّاح