أوضح خلاف ريغي، مدير الثقافة لولاية خنشلة، لجريدة ''الشعب'' أن قافلة خنشلة الثقافية ستكون سفيرا حقيقيا لتراث وخصوصيات المنطقة وسنعرف بموروثنا الثقافي الذي يعتبر من أهم الثقافات في الجزائر. مذكرا أن القافلة الثقافية انطلقت العام الماضي لتستمر حتى نهاية مهمتها، حيث كانت أولى وجهاتها هذه السنة ولاية وهران، حيث حطت فيها لمدة أسبوع قدمت فيه شتى العروض الغنائية والفنية لتنتقل بعدها الى مدينة الزيانيين تلمسان ثم النعامة على أن تنهي جولتها بزيارة مدينة الاهقار تمنراست. ومن شأن هذه القوافل الثقافية، حسب السيد المدير تعزيز، التبادل الثقافي بين الولايات بناء على برنامج سطرته وزارة الثقافة بغية ابراز خصوصيات الولايات الداخلية واعادة الاعتبار للنشاط الثقافي المحلي وكذا ترقية النشاطات، خاصة في ولايات الغرب والجنوب البعيدة عن الشرق الجزائري، كما ترمي هذه المبادرة، حسب محافظ هذه المهرجانات المحلية السيد »النميلي محمد« الى ربط العلاقات الأخوية بين أبناء البلد الواحد والتعريف بالموروث الثقافي المحلي الذي يكاد يغمره النسيان. وحسب ذات المصدر، فإن ولاية خنشلة تزخر بمخزون ثقافي ثري يميزها عن باقي ولايات الوطن من الآثار الرومانية والحمامات المعدنية والمناظر الطبيعية التي أضفت سحرا وجمالا على المنطقة دون أن ننسى، يضيف ريغي، الخيمة التي تعبق بأصالة أهل الاوراس الذين يعتبرونها رمزا من رموز الثقافة الشاوية، إضافة الى الكلمات الموزونة المتمثلة في روائع القصائد الشعرية التي تزهو بألوان الجمال والزخرف اللفظي التي قيلت بألسنة أبناء المنطقة. كما تعرف الولاية، على حد تعبيره، بفلكلور شاوي متجذر في المجتمع الاوراسي وهي الفروسية والرحابة اللذان مازالا يحظيان بمكانة مرموقة في حفلات الافراح التي يقيمها قاطنو الولاية، موضحا أن الهدف من تسطير هذا البرنامج إتاحة الفرصة للتبادل الثقافي بين أبناء الجزائر للتعبير عن طاقاتهم الفنية وقدراتهم الثقافية، وأشار الى أن دوره على رأس مديرية الثقافة بهذه الولاية يتمثل في اعطاء الدفع الحقيقي لعجلة التنمية الثقافية في هذه الولاية، وفتح المجال لتفجير الطاقات الابداعية المبثوثة في أذهان شباب المنطقة ومد جسور التواصل بين مسؤولي القطاع والعقول المبدعة التي تحتويها المنطقة، داعيا الى ضرورة الحفاظ والاعتناء بموروثنا الحضاري باعتباره يشكل نسيج الشخصية الجزائرية وصورة لهويتنا الوطنية.. وقد استفادت ولاية التراث الأصيل ماسكولا، كما يحلو للبعض تسميتها، حسب ذات المصدر، من عدة منشآت ثقافية جديدة من بينها 23 مكتبة محلية موزعة على تراب الولاية ومتحف ضخم للزربية ببابار ومسرحا للهواء الطلق وقاعة سينماتيك ستفتح أبوابها قريبا بالاضافة الى مشاريع أخرى والتي بدون شك ستدعم وتيرة الثقافة بالمنطقة والتي عرفت انتعاشا كبيرا بفضل هذا الأخير الذي خلق فرصا جديدة لشباب المنطقة، وعن آفاق الولاية ثقافيا، قال خلاف، وهو أحد أبرز الباحثين في علم الآثار في إفريقيا بأن مصالحه سطرت برنامجا على المدى القريب والبعيد يطمح من خلاله لطبع انتاج ثقافي جديد وهي عبارة عن مطويات، الهدف منها وهو التعريف بتراث وعادات المنطقة لتدوينها والحفاظ عليها كتراث مادي للجيل الجديد، بالاضافة الى تنظيم مهرجان الأغنية الشاوية في طبعته الثانية شهر أكتوبر القادم والذي خصص له مبلغ 800 مليون سنتيم. وفي ختام حديثه ل''الشعب''، أشاد السيد المدير بالمجهودات المبذولة من طرف جميع الشركاء في الولاية وعلى رأسهم السيد والي الولاية الذي لم يدخر أي جهد لتقديم الدعم المادي والمعنوي لكل مصالحه. كما لن ينسى الراعي الرسمي والوحيد لهذه المهرجانات الثقافية لوزارة الثقافة الممثلة في شخص السيدة معالي الوزيرة خليدة تومي التي أعطت كل الدعم لهذه المديريات، مشيرا الى حتمية تظافر جهود كل أبناء خنشلة للرقي بولايتهم الى مستوى يليق بها. وقد سطر في هذا الشأن برنامجا ثريا من أجل تنشيط المحيط محليا ووطنيا، وذلك من أجل تنظيم العديد من التظاهرات الفنية والنشاطات الثقافية التي تجمع كل الفاعلين في الحقل الثقافي بالولاية.