واصل وباء أنفلونزا الخنازير طريقه نحو الانتشار أكثر فأكثر في مختلف مناطق العالم، حيث توسعت رقعة الإصابة بالفيروس وأُعلن عن تسجيل حالات إصابة في 11 بلدا الى غاية الآن، وقدر عدد الإصابات المؤكدة ب 196 حالة و2955 حالة أخرى مشتبه فيها. وذكرت منظمة الصحة العالمية في آخر إحصائيات لها ليوم أمس الجمعة أن عدد حالات الإصابة بفيروس "اتش 1 ان 1" التي أكدتها المخابر بلغت 196 حالة، فيما تبقى حالات الوفاة بسبب هذا الفيروس غير مؤكدة الى حد الآن حيث كان الحديث عن قرابة 160 حالة وفاة مشتبه أن تكون بسبب إصابتها بأنفلونزا الخنازير، في وقت كشفت فيه وزارة الصحة بالمكسيك عن تسجيل 15 حالة وفاة بالفيروس. ودخلت الحكومات ومنظمة الصحة العالمية في سباق مع الزمن لاحتواء هذا الفيروس الجديد الذي ارتأت المنظمة العالمية الى تغيير اسمه من أنفلونزا الخنازير الى فيروس"اتش 1 ان 1" بسبب ضغط العديد من الدول والشركات المعروفة باختصاصها في تربية هذا الحيوان. وكشفت منظمة الصحة العالمية بأن تسع دول أبلغتها رسميا أمس عن وجود حالات مؤكدة منها النمسا وكندا وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وهونغ كونغ وأخيرا سويسرا، ولا تستبعد تسجيل المزيد من الحالات في الأيام القادمة وفي مناطق جديدة من العالم، بسبب بروز مؤشرات تحوله الى وباء. وحسب التحاليل التي تشرف عليها مخابر المنظمة في مختلف مناطق العالم فإن فيروس أنفلونزا الخنازير "يتطور بصورة شديدة"، وأنه شرع في تحديد أنماطه الإكلينيكية وكيفية تأثير الفيروس على البشر. واستنفر هذا الوضع جميع دول العالم والتجمعات الإقليمية، وبدأ التفكير في كيفية التعاطي مع هذا الوضع الجديد من خلال البحث عن حلول مشتركة بعيدا عن اللجوء الى خيار غلق الحركة الجوية خاصة مع دول أمريكا الوسطى. وينتظر ان يعقد وزراء الصحة لدول الخليج اليوم اجتماعا لتنسيق الجهود لمكافحة انتشار الفيروس. وتشير منظمة الصحة العالمية الى غياب لقاح خاص بأنفلونزا الخنازير، وأشارت الى انه لم يتم التأكد الى غاية اليوم من فعالية لقاحات الأنفلونزا الموسمية في علاج الإصابة بهذا الفيروس، كونه يتغير بسرعة هائلة. وشددت منظمة الصحة على ضرورة تصنيع لقاحات مضادة لذرية الفيروس الجديد للحصول على الحماية القصوى للأشخاص الذين يتم تطعيمهم. ومن جهة أخرى استجابت منظمة الصحة العالمية لضغوط بعض الدول قصد عدم المبالغة بخطورة أنفلونزا الخنازير حتى لا يؤثر ذلك على الكثير من القطاعات الاقتصادية، ورفض مكتب الطوارئ التابع لها عقد اجتماع طارئ لبحث تطورات الفيروس وأخطاره.