رغم تدهور الحالة الصحية للأساتذة المتعاقدين، من السيئ إلى الأسوء وتسجيل أكثر من 20 حالة تدهور خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة، تم نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى زميرلي، إلا أن هذا لم يثنيهم عن مواصلة مسيرة إضرابهم عن الطعام، بل إرادتهم كانت أقوى نحو استكمال الحركة الاحتجاجية إلى غاية تجسيد مطالبهم ولو كلفهم ذلك حياتهم. لايزال الأساتذة المتعاقدون رافعين شعاراتهم المترجمة لحجم معاناتهم المهنية والاجتماعية، متمسكين بعد مرور 21 يوما أكثر بخيار الإضراب عن الطعام الذي فضلوه وسيلة من شأنها تخرجهم لبر الأمان وتحقق مطلبهم الوحيد وهو إدماجهم في مناصبهم الشاغرة منذ سنوات. ويتساءل المتعاقدون عن الأسباب المباشرة والمقنعة التي حالت دون موافقة الوصاية النزول عند مطلبهم، وإدماجهم في مناصبهم، معيبين الإجراءات الأخيرة التي اتخذها وزير التربية بن بوزيد، المتعلقة بإضافة نقاط للمتعاقدين الذين شاركوا في المسابقة الأخيرة، مؤكدين أنها لن تجدي نفعا ولن تحل المسألة على الإطلاق. وأكدت مريم معروف ل ''الحوار''، تمسكهم بخيار الإضراب عن الطعام ورفضهم الرجوع لنقطة الصفر مهما كلفهم ذلك من خسارة، معتبرة هذا النوع من الاحتجاج الوسيلة المجدية لتحقيق مطلبهم الشرعي. وعاودت المتحدثة ذاتها وصف بيان وزارة التربية الصادر الأسبوع الفارط عن احتساب الخبرة المهنية في مسابقة التوظيف باللاحدث، بالنظر مثلما ذكرت المتحدثة ''للتلاعب والغموض الذي يكتنف مثل هذه المسابقات، والذي يحرم العديد من المتعاقدين من فرصة التوظيف''، لتضيف أن المشكل لم يحل أيضا على اعتبار أن المسابقة خصصت للتعليم المتوسط وأغلق الباب أمام المتعاقدين مع المؤسسات التربوية للتعليم الابتدائي والثانوي. وفي هذا السياق دعت المكلفة بالإعلام الوزير بن بوزيد إلى إلزامية الالتفاف حول مطلبهم واتخاذ التدابير اللازمة إذا ما أراد تهدئة الوضع داخل قطاع التربية، متسائلة عن الأسباب المقنعة التي حالت دون تمكنهم من لقائه لتوضيح الغموض وطي الملف نهائيا. من جهتها اعتبرت نصيرة غزلان عضو بالنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية، في اتصال هاتفي ب ''الحوار'' قرار وزير التربية الوطنية بتسديد كل المستحقات المالية المتأخرة للمتعاقدين ''هزيمة''، على اعتبار القرارات التي اتخذها حركتها الإضراب عن الطعام، ملفتة إلى أن النقابات ستكمل مشوار مساندتها للمتعاقدين إلى غاية تجسيد مطلب إدماجهم في مناصبهم، كاشفة أن اللجنة الوطنية المساندة لإضراب المتعاقدين التي تضم الأحزاب السياسية والنقابات المستقلة ستبعث هذه الأيام برسالة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لأجل حمله على التعجيل بالتدخل وإنصاف هؤلاء المتعاقدين. كما كشفت عن اعتصام يوم ال 5 من الشهر الجاري، المصادف للثلاثاء المقبل، بمساندة النقابات المستقلة والأحزاب السياسية، وذلك أمام أحد المقرات الحكومية لم يتحدد بعد، كمحاولة ثانية بعد تلك التي نظمت الأربعاء المنصرم أمام مقر وزارة التربية، للضغط على السلطات العمومية وحملها على ضرورة فتح قنوات حوار جادة مع الأساتذة المتعاقدين والعمل على تلبية مطلبهم المتعلق بإدماجهم في مناصبهم الشاغرة.