أعلن سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر ليو هيو عن قدوم وزير الخارجية الصيني يانغ جييشي لبلادنا أيام 10 و11 من الشهر الجاري، من جانب آخر أكد السفير الصيني ل ''الحوار'' أن بلاده مستعدة لدعم الجزائر فيما يخص إنشاء مصنع للسيارات، وكشف أيضا عن وجود مشاريع ضخمة ستنجز في العام الجاري 2010 من بينها تطوير الفلاحة في الجزائر عن طريق نقل الخبرة الصينية في مجال الري ونوعية الحصاد والمنتوجات الفلاحية، كما دعا الرجل الجزائر إلى مساعدة رجال الأعمال الصينيين والمهتمين بتطوير الشراكة عبر تسهيل إجراءات منح التأشيرة الجزائرية. وكان سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية ليو هيو قد عقد مؤتمرا صحفيا أمس الأول الخميس بمقر السفارة الصينية بالجزائر حضرته ''الحوار''، حيث أعلن الرجل عن قدوم وزير الخارجية الصيني يانغ جييشي إلى الجزائر بدءا من يوم غد الأحد بدعوة من نظيره مراد مدلسي، حيث أوضح أن هذه الزيارة ستتوج بالتوقيع على بروتوكول اتفاق تعاون في المجال الاقتصادي واتفاق حول المساعدة القضائية في المجالين المدني والتجاري، مشيرا أن وزير الخارجية الصيني قد بدأ زيارة لعدد من الدول الإفريقية هي كينيا، سيراليون، نيجيريا، الجزائر والمغرب منذ يوم 5 جانفي الماضي وتأتي استكمالا لما تقرر في قمة الصين وإفريقيا في شرم الشيخ. وكان السفير ليو هيو قد دافع على متانة العلاقات الجزائرية-الصينية، موضحا أن ما يسوق من طرف بعض الجهات حول مسلسل الفضائح الذي مس قطاع الأشغال العمومية لاسيما إنجاز أجزاء من الطريق السيار شرق ليس صحيحا، حيث وصل إلى حد اتهام أطراف لم يسمها بالاسم، قال إنها ما تزال تحن إلى زمن الحرب الباردة وأيام الاستعمار، مشددا على أن بلاده تفرض على الشركات الصينية المسجلة في البورصة العالمية الالتزام بالشفافية في التعامل عبر نشر كل التفاصيل في شبكة الأنترنت وتقديم تقارير وكشوف الحسابات المدققة، وقال ''نحن نعلم أن البعض غير مرتاح للنتائج التي وصلت إليها الشراكة الجزائرية-الصينية''، مثنيا على المواصفات العالية لإنجاز الطريق السريع شرق غرب الذي أكد أنه تفوق حتى على المعايير الأوروبية. لكنه استدرك بالقول ''أعتقد أن للجزائر العديد من المشاريع الضخمة التي يمكن أن يتنافس عليها الجميع عبر المناقصات المطروحة، ونحن لا نستهدف الوقوف كحاجز في وجه آيا كان''. على صعيد ثاني، كشف السفير الصيني أن بلاده قد منحت 16000 تأشيرة للجزائريين في العام المنصرم، وقال إن 2500 رجل أعمال جزائري قد شاركوا في منتديات ومعارض اقتصادية في جمهورية الصين، لكنه دعا ''الأصدقاء الجزائريين للعمل أكثر من أجل تسهيل مهمة الوفود الصينية من خلال استصدار التأشيرات في أقل مدة زمنية ممكنة، موضحا أن المشكل واقع في العدد القليل لأعضاء القنصلية الجزائرية في بكين مقابل أعباء العمل الكبيرة التي تعترضهم يوميا''، موضحا أن مشكل تطوير العلاقات الجزائرية-الصينية يمر عبر هذه المسائل، مفيدا أن البلدين استطاعا التغلب على أهم حاجز وعائق وهو بعد المسافة. ولم ينس الرجل التطرق إلى عدد من المشاريع التي سترى النور مع العام الجاري 2010 لاسيما مع ما خصصته الجزائر من 150 مليار دولار لبرامج التنمية، حيث أشار إلى برامج صينية في الجزائر ستمس الفلاحة والطاقات المتجددة والبرامج الخاصة بمكافحة التغيرات المناخية وأثرها على الطبيعة، حيث استرسل في نتائج قمة كوبنهاغن، إضافة إلى ذلك فقد أعلن الرجل عن قمة قادمة ستجمع في شهر جوان القادم الصين وكافة الدول العربية من أجل استشراف التعاون الاقتصادي، مؤكدا أن الجزائر يمكن أن تعود لسابق عهدها كمصدر للحبوب بجميع أنواعها. من جانب آخر قال السفير ليو هيو إن بلاده قد منحت 40 منحة دراسية لطلبة جزائريين، وكشف أن الصين ستعمل على تدريس اللغة الصينية في المراكز الجامعية الجزائرية نظرا لأن الصينيين يحتاجون للمترجمين أثناء أداء مهامهم. جدير ذكره أن الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الصيني يانغ جييشي تندرج في إطار ''تعزيز علاقات الصداقة والتعاون'' التي تربط بين البلدين بالإضافة إلى استشراف سبل التعاون الثنائي على وجه الخصوص''.