10 آلاف جزائري طلبوا التأشيرة الصينية في 2006 في حوار خاص مع "الشروق اليومي"، أمس، بمقر سفارة بلاده، طمأن سفير جمهورية الصين بالجزائر، وانغ وانغ شينغ، الجزائريين بعدم إستقدام يد عاملة إضافية من الصين لإنجاز مشروع الطريق السيار شرق- غرب، وقال السفير، بأن بكين مستعدة حاليا، لإدارة مدارس لتكوين الفنيين والعمال من الجزائريين، في إطار تأهيل اليد العاملة المحلية، لتغطية حاجيات الورشات الصينية المكلفة بإنجاز عدد من المشاريع الكبرى. السفير الصيني، قال بهذا الصدد، بأن للصين برنامجا لجعل كوادر وعمال الشركات الصينية، مستقبلا، من الجزائريين بقدر المستطاع، وذلك بغية إمتصاص اليد العاملة الجزائرية، ولم يخف السفير، بأن هذا التوجه راجع بالدرجة الأولى إلى أن تكلفة إستقطاب الأيدي العاملة من الصين باهظة، إلى جانب ما يفرزه إستقدام العاملين الصينيين، من مشاكل على مستوى الإسكان والنقل على سبيل المثال، وبالمقابل -يقول وانغ شينغ- بأن تشغيل الأيادي العاملة الجزائرية سيبدّد تلك المتاعب والمصاريف. وبخصوص فوز المجمع الصيني "سيتيك"، إلى جانب، مجمع ياباني بالمناقصة الدولية لإنجاز مشروع الطريق السيار شرق - غرب، أكد سفير الصين، بأن التواجد الصيني بالجزائر معروف، لكنه ليس معروفا بالنسبة لأطراف أخرى، ترى أن المنطقة ينبغي أن تبقى منطقة نفوذ لهم، وهذا في إشارة إلى الطرفين الأمريكي والأوروبي، وقال شينغ، بأن فوز "سيتيك" بالمناقصة، تم في إطار تنافسي شرعي وقانوني، وهو عبارة عن ثقة الجزائر في الصينيين الذين يخدمون -برأيه- الجزائر، بعيدا عن أيّ مصلحة ذاتية، وإنما في إطار "الأخذ والعطاء" والمصلحة المتبادلة بين البلدين، وأوضح السفير، بأن بلاده مستعدة للتنافس مع أيّ دولة أجنبية في الجزائر، شريطة أن تقبل شروط المنافسة النزيهة. وعن ملف تكفل الصينيين بإنجاز مشاريع الإسكان بما أسماه الجزائرالجديدة، خاصة المشروع التابع للوكالة الوطنية لترقية وتطوير السكن، أبرز السفير الصيني بالجزائر، بأن هذه الأخيرة في حاجة إلى إستقدام الشركات الصينية أو شركات من جنسيات أخرى، بغرض التخفيف من أزمة السكن، مشيرا إلى أن أصحاب الشركات الصينية العاملة في مجال البناء ومشاريع السكن، أكدوا بأن الأرباح قليلة وغير مغرية، وإن كان هذا لا يعني بأنها تعمل بالمجان أو الخسارة، وهذه الشركات حسب وانغ شينغ، ستواصل رغم نسبة الأرباح الضئيلة قبول الطلبات الجزائرية المتعلقة بالإسكان، معتبرا ذلك تعاونا من الجانب الصيني مع الحكومة الجزائرية وتلبية لحاجيات السكن بالجزائر. في نفس السياق، أوضح سفير الصين بالجزائر، بأن واجب الشركات الصينية في مجال البناء والمشاريع السكنية، أصبح قضية ومسؤولية إنسانية، وأن الصين لا تجري وراء الأرباح فقط، وبالمقابل فإن الصينيين يحصدون -حسب شينغ- أرباحا معتبرة، خاصة في مجال إنجاز الفنادق والمطارات، ورفع السفير التحدّي في وجه الشركات الأجنبية التي بوسعها أن تشتغل في الجزائر بنفس الوتيرة والأسعار التي تعرضها الصين، متوقعا إنسحاب هؤلاء المتنافسين الإفتراضيين من منافسة الشركات الصينية بالجزائر. وعن التواجد الصيني بالجزائر، أكد السفير الصيني، بأنه قديم قدم العلاقات والتقارب التاريخي بين الجزائروبكين، مبرزا بأنه لا توجد جالية صينية في الجزائر، بإستثناء ما لا يزيد عن 10 عائلات تعيش بالتراب الجزائري بصفة دائمة، منها ثلاث عائلات فقط لها أولاد، وبلغة الأرقام ذكر وانغ شينغ، بأن عدد الصينيين العاملين بالجزائر يقارب ال 10 آلاف صيني، نسبة 97 بالمائة منهم يشكلون فئة العمال، متواجدون بالجزائر بشكل مؤقت، وتربطهم عقود عمل مع مختلف الشركات العالمية، تترواح ما بين سنة وسنتين قابلة للتجديد، وأوضح السفير بأن التواجد الصيني بالجزائر، يمتد ما بين التجارة الحرة والعمل في ورشات البناء، معلنا وجود 120 طبيبا صينيا يشتغلون عبر مختلف ولايات الجمهورية، وتمنىّ السفير الصيني إنشاء مدرسة صينية بالجزائر، لكن ذلك مثلما أضاف ليس مشكلة ملحة في الوقت الراهن. وحول ملف تنقل الأشخاص بين الجزائر والصين، أكد شينغ، بأن سفارة بلاده تدرس طلبات حصول الجزائريين على التأشيرة خلال أسبوع واحد فقط، مشيرا إلى أن هذه الطلبات الجزائرية تعرف خلال السنوات الأخيرة تزايدا كبيرا، بنسبة 50 بالمائة، وكشف السفير الصيني بهذا الشأن، عن 10 آلاف طلب تأشيرة، خلال السنة الجارية، تقدم بها جزائريون لأغراض أغلبها تجارية وسياحية، موضحا بأن زيارة العاصمة التجارية للصين، هوكونغ، يتم منذ 6 سنوات بدون تأشيرة، شرط أن لا تتجاوز فترة الإقامة هناك 15 يوما على الأكثر، وهذا بهدف تسهيل عمليات التبادل التجاري والنشاطات المتصلة بعالم المال والأعمال. حاوره: جمال لعلامي: [email protected]