أجمع مجموعة من الخبراء على أن اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير لا يشكل أي خطر على المواطنين عدا الفئات التي يتم تحديدها من طرف المختصين، مؤكدين أن الضجة التي أثيرت حوله مردها إلى أن تسيير هذه الملف تم بطريقة إدارية ولم يعط لأهل القطاع، وذلك خلال تدخلهم في برنامج ''المنتدى'' للقناة الإذاعية الأولى. وأكد كل من عضو مديرية الوقاية بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات كمال آيت أوبلي، ورئيس الفورام مصطفي خياطي، ورئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني أن التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير أحسن من عدمه، مؤكدين أن اللقاح لا يشكل أي خطر حتى وإن كان بمواد داعمة التي قد تسبب مضاعفات للمرأة الحامل وبعض الشرائح بسبب كمية اللبيد الموجودة فيه، وهي أمور يعرفها الأطباء. وأبدى بقاط عدم رضاه عن حملة التلقيح التي تقوم بها الوزارة ضد فيروس ''أ/أش1أن,''1 نظرا لأنها لم تستطع إقناع وإرضاء المواطنين بوجهة نظرها المتمثلة في ترغيبهم في التطعيم، ما فتح المجال أمام انتشار الإشاعة وجعل الصحافة المكتوبة تقوم بأداء رسالة التوعية، إلا أنها هي بحد ذاتها ''لم تستطع فهم طبيعة هذا اللقاح ''لأن الوزارة لم تعلمها بكل ما يجب. وأضاف بقاط أن حملة الوزارة بعيدة عن المستوى مادمت لم تستطع حتى إقناع عمال القطاع، مشيرا إلى أنه كطبيب يملك عيادة خاصة لم يتلق أي دعوة للاستفادة من التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، متسائلا في هذا الإطار كيف سيكون الأمر بالنسبة للإنسان العادي. ومن جهته حمل البروفيسور الوزارة فشل هذه الحملة لأنها منذ البداية عالجت هذه القضية من منطلق إداري، كما بيّن أن الإقالات التي حدثت خلال هذه الحملة ساهمت في إحداث مزيد من البلبلة. وقال خياطي إن إقبال عمال قطاع الصحة على التلقيح لم يصل إلى نسبة واحد في المائة بسبب الطريقة التي سيرت بها الوزارة هذه الحملة، وكذا لأن الأطباء يعتبرون أن خطر هذه الأنفلونزا ليس كبيرا مقارنة بالأنفلونزا العادية التي تحصد أرواح المئات كل عام في الجزائر على عكس أنفلونزا الخنازير التي بلغ ضحاياها لحد اليوم 54 فقط. ومن جانبه، يرى آيت أوبلي أن هذه الضجة المثارة مبنية على قواعد غير واضحة، نظرا لأن رأي حول أنفلونزا الخنازير يجب أن يكون من عند أربع جهات، وهي معهد باستور ومنظمة الصحة العالمية ومواقع وزارات الصحة لدول كأمريكا وكندا وفرنسا، إضافة إلى مواقع المعاهد المختصة.