أكد سعيد بركات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير المتوفر بالجزائر لا يشكل أي خطورة على صحة المواطنين لأن المصالح المعنية استوردت لقاح مصادق عليه ومعتمد من طرف المنظمة العالمية للصحة، كما أن الحصول على هذا اللقاح لم يكن بالأمر السهل على حد قول بركات لأن الجزائر ضغطت كثيرا على المخابر الدولية من اجل استيراد 20 مليون جرعة. أوضح بركات في رده على استفسار أحد أعضاء مجلس الأمة حول انتشار فيروس »أش 1 أن 1« بالجزائر وكيفية التصدي له أن وزارة الصحة اتخذت جملة من الإجراءات وعلى رأسها استيراد اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير، بالإضافة إلى تجنيد 156 مستشفى مرجعي للتكفل بالمصابين واستقبال مختلف الحالات، كما تم تنصيب قاعات خاصة بإنعاش الحالات المستعصيةّ، حيث تم توفير 1400 سرير على مستوى هذه المصالح. وفيما يتعلق بمدى فعالية اللقاح المستورد من طرف الجزائر للوقاية من أنفلونزا الخنازير قال الوزير إنه من الطبيعي أن يكون لكل لقاح تأثيراته الجانبية إلا أن اللقاح الذي اشترته الجزائر يحظى بموافقة منظمة الصحة العالمية و لا يمكن له إذن أن يشكل خطورة على الصحة العمومية. وفي هذا السياق أكد بركات أن الجزائر مارست تهديدات وضغوطات كبيرة على المخبر البريطاني الذي يملك فرعا بكندا باعتبار انه شركة متعددة الجنسيات للحصول على الكمية المطلوبة من اللقاح، علما أن الجزائر كانت قد تقدمت بطلب أكثر من 65 مليون جرعة ولم تحصل إلا على 20 مليون بالنظر إلى الطلب العالمي على اللقاح في الوقت لا توجد فيه إلا أربعة مخابر تنتجه عبر العالم. وأضاف الوزير قائلا إن أول دفعة من اللقاح والمقدرة ب 450 ألف جرعة قد وصلت فعلا إلى الجزائر من ضمن 20 مليون جرعة مبرمجة، حيث يوجد حاليا بمعهد باستور حتى يخضع للتحليل قبل الشروع في إعطائه للسكان حسب الأولويات الصحية التي ستشمل عمال قطاع الصحة والأسلاك الحساسة في الدولة كمرحلة أولى. وبعد أن أكد الوزير بأن الجزائر تتحكم في الأمور كما ينبغي بشأن تفشي الفيروس مقارنة بالدول المتقدمة، حث على ضرورة إتباع الإجراءات الوقاية والصحية بدءا باحترام قواعد النظافة من ذلك غسل اليدين للعديد من المرات في اليوم. ولدى تطرقه إلى الجهود التي تبذلها السلطات الصحية لمواجهة هذا المرض ذكر بركات بأن صيدال تصنع حاليا لقاحا خاصا بالأنفلونزا الموسمية وهو باسم »سايفلو« وهو فعال جدا بدليل أن جل المصابين بفيروس »أش1 أن1« قد عولجوا به. وأعلن بالمناسبة أن الجزائر بإمكانها في الوقت الراهن معالجة 7 ملايين و500 ألف مواطن بهذا الدواء وقد تم توزيعه عبر كل ولايات الوطن، مضيفا أن 156 مستشفى مرجعي جاهز حاليا لاستقبال المصابين. أما الوسائل الأخرى كالأقنعة فقد أوضح بركات بأنه إضافة إلى 200 مليون قناع متوفرة ينتظر وصول 300 مليون أخرى، مشددا في هذا السياق على أن الدولة لم تبخل إطلاقا في توفير كل ما من شأنه ضمان صحة الشعب الجزائري التي هي -كما قال- أهم من كل شيء. وعن ظروف إقالة مدير معهد باستور اكتفى الوزير بالقول إنه قرار الإقالة ليس له أي علاقة بحدوث مشاكل على مستوى المعهد، في الوقت الذي أشاد فيه بكفاءة المدير المقال الذي هو في الأصل أستاذ جامعي واعتبر أن كل ما في الأمر هو إجراءات إدارية عادية.