وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية يشدد على نوعية الخدمات المقدمة وتعزيز استعمال الدفع الإلكتروني    نعمل على تعزيز العلاقات مع الجزائر    حريصون على احترافية الصحافة الوطنية    حزب العمال يسجل العديد من النقاط الايجابية في مشروعي قانوني البلدية والولاية    الرئيس يستقبل ثلاثة سفراء جدد    قافلة تكوينية جنوبية    تراجع صادرات الجزائر من الغاز المسال    فرنسا تتخبط    الجزائر تطالب بإعادة إعمار غزّة    هل يُعاد إعمار غزّة؟    المولودية على بُعد نقطة من ربع النهائي    مرموش في السيتي    أمطار وثلوج في 26 ولاية    إحياء الذكرى ال70 لاستشهاد البطل ديدوش مراد    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    بسكرة : تعاونية "أوسكار" الثقافية تحيي الذكرى ال 21 لوفاة الموسيقار الراحل معطي بشير    كرة القدم/ رابطة أبطال افريقيا /المجموعة 1- الجولة 6/ : مولودية الجزائر تتعادل مع يونغ أفريكانز(0-0) و تتأهل للدور ربع النهائي    كرة القدم: اختتام ورشة "الكاف" حول الحوكمة بالجزائر (فاف)    تجارة : وضع برنامج استباقي لتجنب أي تذبذب في الأسواق    تطهير المياه المستعملة: تصفية قرابة 600 مليون متر مكعب من المياه سنويا    حوادث المرور: وفاة 13 شخصا وإصابة 290 آخرين خلال ال48 ساعة الأخيرة    ري: نسبة امتلاء السدود تقارب ال 35 بالمائة على المستوى الوطني و هي مرشحة للارتفاع    خدمات الحالة المدنية لوازرة الخارجية كل يوم سبت تهدف إلى تخفيف الضغط وتحسين الخدمة الموجهة للمواطن    الذكرى ال70 لاستشهاد ديدوش مراد: ندوة تاريخية تستذكر مسار البطل الرمز    مجلس الأمن الدولي : الدبلوماسية الجزائرية تنجح في حماية الأصول الليبية المجمدة    الجزائرتدين الهجمات المتعمدة لقوات الاحتلال الصهيوني على قوة اليونيفيل    كأس الكونفدرالية: شباب قسنطينة و اتحاد الجزائر من اجل إنهاء مرحلة المجموعات في الصدارة    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 46899 شهيدا و110725 جريحا    منظمة حقوقية صحراوية تستنكر بأشد العبارات اعتقال وتعذيب نشطاء حقوقيين صحراويين في مدينة الداخلة المحتلة    اتحاد الصحفيين العرب انزلق في "الدعاية المضلّلة"    التقلبات الجوية: تقديم يد المساعدة لأزيد من 200 شخص وإخراج 70 مركبة عالقة خلال 24 ساعة الأخيرة    الأونروا: 4 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة    دخول مركب "كتامة أغريفود" مرحلة الإنتاج قريبا    التنفيذ الشامل لاتفاق السلام لتحقيق المصالحة الوطنية في جنوب السودان    اقرار تدابير جبائية للصناعة السينماتوغرافية في الجزائر    وزير الاتصال يعزّي في وفاة محمد حاج حمو    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    بشعار "لا استسلام للخضر" في مباراة الحظ الأخير    الجزائر تستضيف طبعة 2027 من المنافسة القارية    مسابقة لاختيار أحسن لباس تقليدي    تعيين حكم موزمبيقي لإدارة اللقاء    قتيل وستة جرحى في حادثي مرور خلال يومين    توقيف 3 أشخاص بحوزتهم 692 قرص مهلوس    بلعريبي… وزارة السكن تطلق حملة لمكافحة التغييرات العشوائية في السكنات    الأرصاد الجوية: أمطار وثلوج وبرد شديد في المناطق الشمالية اليوم الجمعة    وزير العدل يشرف على تخرج الدفعة ال27 من الطلبة القضاة في القليعة    بلمهدي يزور المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء بالبقاع المقدّسة    جائزة لجنة التحكيم ل''فرانز فانون" زحزاح    فكر وفنون وعرفان بمن سبقوا، وحضور قارٌّ لغزة    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    بلمهدي يوقع على اتفاقية الحج    تسليط الضوء على عمق التراث الجزائري وثراء مكوناته    وزير الثقافة يُعاينُ ترميم القصور التاريخية    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الكوبي بالجزائر ايميليو كابليرو رودريغاز ل ''الحوار'': ''مواقفنا ثابتة وعلاقاتنا مع الجزائر
نشر في الحوار يوم 17 - 01 - 2010

كما يكشف الرجل في هذه المقابلة عن قرب تسليم المستشفيات الكوبية والمختصة في طب العيون المتبقية بالجزائر، والتي تم افتتاح واحد منها في ولاية الجلفة، كما يعرج السفير للتحدث عن سبل التعاون مع أكبر بلد مصدر لقصب السكر في العالم، وهي المادة التي تستوردها الجزائر بكثرة، مؤكدا استعداد بلده لنقل تجربة إخضاع الزراعة والفلاحة لخاصية '' بيو'' وهي التجربة التي نجحت وأعطت ثمارها في الميدان.
وفيما يخص الحراك في العلاقات الدولية، يشدد الرجل في حديثه ل ''الحوار'' على مواصلة دعم بلاده للقضية الصحراوية معتبرا إياها قضية تنسجم مع مبادئ السياسة الخارجية الكوبية، مطالبا الأمم المتحدة التسريع بتصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في إفريقيا، كما سألته ''الحوار'' حول علاقات بلاده مع واشنطن وإن كان ثمة تفاؤل بوصول أوباما إلى الحكم لفتح صفحة جديدة ورفع الحصار الاقتصادي عن بلاده بعدما كادت أن تصل العلاقات بينهما إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب أزمة صواريخ ال أس أس 20 السوفياتية في العام ,1961 كما يدعو واشنطن لإطلاق سراح المعتقلين ال 5 الكوبيين من السجون الأمريكية، بالإضافة إلى حديثه عن أجواء الزيارة التي قادت ابنة القائد التاريخي أرنيستوتشي غيفارا -دليدا- إلى الجزائر، ولم ينس محدثنا تشبث بلاده بغوانتنامو التي أقامت عليها واشنطن السجن الشهير، وفي الأخير سألته ''الحوار'' عن آمال الشعب الكوبي بعد تنازل الزعيم كاستروعن الحكم واعتكافه مع الكتابة... وفيما يلي نص المقابلة.
الحوار: الجزائر وهافانا علاقات تاريخية تعود ل 51 سنة من انتصار الثورة الكوبية ماذا تقولون بهذه المناسبة سعادة السفير؟
سعادة سفير كوبا بالجزائر السيد إيميليو كابلييرو رودريغاز: أنا جد سعيد لما وصلت إليه علاقات بلدينا بعد عقود من إقامة العلاقات السياسية والدبلوماسية وحتى من قبل إعلان الدولة الجزائرية، فهي علاقات ضاربة في جذور التاريخ ومرتبطة باندلاع الثورة الجزائرية ضد الاستعمار. وبالمناسبة فأنا أذكر جيدا في أيام الصغر كيف كنت أشاهد المجاهدين الجزائريين الجرحى الذين تم استقدامهم لكوبا من أجل علاجهم في المستشفيات الكوبية، حيث ما تزال هذه الصور تشكل أحد ملامح ذلك التلاحم بين الشعبين.
كما أنني أود أن أسجل استجابة القيادة والشعب الكوبي إيجابيا وسريعا مع الطلب الجزائري بعد محاولة الاعتداء التي قام بها الجيش المغربي ضد الأراضي الجزائرية في العام 1963 -بعد سنة فقط- من استقلال الجزائر، حيث وصلت باخرة حربية إلى وهران وعلى متنها فرقة دبابات ومشاة ميكانيكية، وقد أبلت هذه القوات وأعطت أكبر صور التلاحم بين رفاق الكفاح ضد الاضطهاد والتوسع الاستعماري، وقد نجحت الجزائر في صد هذا الهجوم والمحافظة على جزء هام من ترابها.
كما أن صور التلاحم تستوجب علينا التذكير بوقفة القيادة الكوبية وعلى رأسها القائد فيدال كاسترو بإرساله مجموعة من الأطباء الكوبيين للجزائر بالرغم من قلة إمكانيات كوبا في ذلك الوقت، وهذا دلالة على مكانة الجزائر التي كانت ولاتزال راسخة عند الكوبيين كمركز متقدم لمحاربة الاستعمار.
وعليك أن تعلم أن مجرد ذكر بأنك جزائري في كوبا فهذا محل للافتخار والابتهاج فأنتم أصدقاؤنا الأوائل ورفاقنا في السلاح والمقاومة.
واليوم بودي القول بعد 50 سنة من بداية علاقات الصداقة والتعاون أننا قد استقبلنا في الجزائر رئيسنا السيد رؤول كاسترو مرتين في العام الماضي 2009 وقد استقبلنا الرئيس بوتفليقة في هافانا وقد رافق كليهما وفد رفيع المستوى تمثل في وزراء القطاعات الحساسة في البلدين، وباعتقادي أن الفرصة قد سمحت باستعراض العديد من المسائل المشتركة وقد جرى فحص كل العلاقات والمواضيع المهمة، وقد سمحت المناسبة بتحديد مواعيد مستقبلية للسنة الجارية التي ستكون سنة التبادلات واللقاءات الوزارية وعلى المستوى البرلماني والتشريعي وغيرها من الميادين.
استعرضتم الشق السياسي في العلاقات الجزائرية - الكوبية، وماذا عن حركة التبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين؟
-- أعتقد بأننا في الطريق السليم ربما كان ثمة تأخر في السنوات الماضية، لكن الملاحظ اليوم وجود إرادة سياسية قوية في البلدين للنهوض بالعلاقات التجارية والاقتصادية، وكما ترى فهذه اللقاءات بين الرئيسين أعتقد أنها ستفضي إلى شيء ملموس قريبا في مجال التعاون التجاري.
وبلغة الأرقام لدينا رقم أعمال يقدر ب 300 مليون دولار وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع نظرا لحجم الفرص التي سنغتنمها بدءا من هذا العام الجاري ,2012 فالفرص كبيرة للغاية بين الجزائر وهافانا لتقوية القطاعات وفتح قطاعات أخرى، وفي هذا المجال يمكن القول إن أهم قطاع يمكن الحديث عنه هوالقطاع الصحي، فلدينا برنامجان هامان في مجال طب العيون من أجل إنشاء 7 مستشفيات ولاسيما مع الطلب الجزائري في ولايات محتاجة لمثل هذه الاختصاصات الطبية، وهي مناطق الوسط والهضاب العليا والجنوب، ولهذا قمنا بإنشاء مستشفى في ولاية الجلفة وهو يعمل منذ سنة ونصف ونحن بصدد إنهاء إنجاز مستشفى في ذات الاختصاص بولاية ورقلة وقد زرته قبل أسبوعين، حيث وقفت على الأشغال، وبالقرب من ورقلة نحن نقوم بإنجاز مستشفى آخر في ولاية الوادي أعتقد أنه سيتم إنهاء الأشغال به قبل نهاية هذه السنة، كما ثمة آخر سينجز في ولاية بشار.
وفي المشاريع المبرمجة أيضا هناك مشروع لإنجاز مستشفى في ولاية تمنراست وآخر في ولاية سطيف، وبهذا سيكون لدينا 7 مستشفيات ستكون مسيرة من طرف طواقم طبية كوبية ومجهزة بأحدث التقنيات النوعية، وهذا يدخل ضمن برنامج السيد عبد العزيز بوتفليقة لتطوير القطاع الصحي والاجتماعي.
وبالتوازي مع هذا يوجد برنامج آخر يخص رعاية الأمومة والطفولة حيث يتواجد 130 طبيب كوبي مختص في مجال رعاية الأم والطفل هنا في الجزائر، وعبر 14 ولاية جزائرية، والنتائج المحققة جراء عملهم يجب التنويه بها فيما يخص الأم والطفل في هذه المناطق وهناك طلب نوعي على الأطباء والمختصين ونحن سنعمل على مضاعفة هؤلاء على حسب الطلب الجزائري حتى في القطاعات الأخرى في مجال الصحة والمساعدة الطبية.
من جانب آخر من المنتظر أن نبدأ التحرك في مجال صناعة الأدوية ونقل التكنولوجيا العلمية، فقد تم التوقيع على اتفاقية بين الجانبين من أجل تصنيع بعض اللقاحات والأدوية الخاصة بأدوية التهاب الكبد الفيروسي من النوع ''B''، ووقعنا أيضا اتفاقية من أجل نقل التكنولوجيا الخاصة بصناعة بعض الأدوية الجنيسة.
في هذا الإطار هل هناك زيارات لوفود تجارية أو طبية قريبا إلى الجزائر ومع من ستلتقي؟
-- نعم نحن نعمل في هذا الإطار، ففي هذه السنة ستلتئم في هافانا اللجنة المشتركة، وسيكون ثمة لقاء على مستوى وزيري خارجية البلدين، حيث سنتبادل التشاور حول المسائل الدولية.
أضف إلى ذلك سيكون لقاء بين المجالس الوطنية المنتخبة في البلدين، فنحن في انتظار قدوم السيد عبد العزيز زياري في زيارة إلى هافانا في الثلاثي الثاني من العام الجاري، كما سيحل بالجزائر قريبا رئيس لجنة الصداقة الكوبية - الجزائرية، كما أننا دعونا أعضاء من التحالف الرئاسي في الجزائر لزيارة كوبا ويبقى فقط تحديد تواريخ هذه الزيارات.
الرياضة تصنع الحدث في الجزائر هذه الأيام، ومعروف على كوبا أنها وجهة للقيام بالتدريبات ولها خبرة كبيرة في مجال ألعاب القوى هل من إمكانية للتعاون في هذا المجال؟
-- نعم هذا قطاع مهم جدا ويمكن أن نتعاون فيه كثيرا، ويستوجب علي التذكير أن الجزائر التي عانت كثيرا من ويلات الإرهاب والمشاكل الناجمة عنه قد أهدرت الكثير من الوقت، لكن اليوم أعتقد أن ثمة رغبة كبيرة لاستعادة هذا الوقت الذي ضاع من أجل عودة الجزائر كقوة في القارة الإفريقية والعالم، وأغتنم هذه المناسبة لأهنئ كل الشعب الجزائري وفريقه الوطني لكرة القدم الذي تقاسمنا معه فرحة التأهل لكأس العالم.
وبالنسبة إلينا فنحن نمتلك مدربين من الطراز العالمي معترف بهم في المجال الرياضي، وباعتقادي أنه من الضروري القيام بعمل قاعدي يبدأ مع الأطفال في الطور الإعدادي والأساسي، أي من الأقسام الخاصة بالصغار وهذه هي الطريقة المنتهجة في أغلب الدول المحورية اليوم.
بالرغم من انتهاج بلدكم التسيير الاشتراكي للمؤسسات، تبقى شبه الجزيرة الكوبية واحدة من أجمل الوجهات السياحية في العالم والتي تطل على البحر الكاريبي، كيف نجحت كوبا في ذلك وهل هناك إمكانية لنقل الخبرة الكوبية في مجال السياحة للجزائر؟
-- هذا جانب مهم للغاية وقد جرى تبادل وجهات النظر حول هذه النقطة مع المسؤولين الجزائريين، فنحن من جانبنا نرى أن اقتصاد الخدمات والسياحة مهم جدا لأن كوبا أصبحت تعتمد كثيرا عليه.
بالتوازي مع ذلك نجد الجزائر هذا البلد الرائع والذي يزخر بالكثير من الإمكانيات السياحية التي يمكن أن تشكل دعامة أساسية للاقتصاد الجزائري من خلال المداخيل التي يمكن أن تجنى من هذا القطاع، فقد عاينت الكثير من المناطق الجميلة والرائعة، وأعيد التأكيد بأن الجزائر ستكون من أكبر الوجهات السياحية في العالم لو تم الاعتناء بهذا الميدان، فنحن نجد لديكم الصحراء والشمس والواحات، فقد زرت جانت وغرداية ووادي سوف حيث الحضارة العريقة والقبب التي تذكرك بعصر ألف ليلة وليلة، ولديكم شمال البلاد حيث الغابات والثلوج والأنهار.
وأعتقد أننا يمكن أن نعمل كثيرا في هذا الإطار، وكوبا مستعدة لدعم الجزائر ونقل خبرتها في هذا المجال، وفي حقيقة الأمر كان الاهتمام منصبا على تطوير الجانب الصناعي قبل سنوات، لكن أثر الأزمة الاقتصادية كان شديدا وقد أعاد الكل الحسابات من أجل رفع التحدي والاهتمام بالجانب السياحي.
وبالنسبة لنا فكوبا يزورها سنويا 5,2 مليون سائح في العام، دون احتساب ما سيأتي مستقبلا في حال رفع الحصار الأمريكي، وكما تعلم فقد أعادت كوبا إستراتيجيتها بعد انهيار المعسكر الشرقي في هذا المجال وقد عرفنا أنه من الواجب أن نطور هذا الجانب.
والسياح الذين يأتون إلى كوبا هم من أوروبا وأمريكا اللاتينية ونعول على هذه الصناعة لفتح مناصب عمل للشباب، وكوبا تتطور في هذا الجانب، فقد كانت لدينا مشاكل وعقبات تعترضنا في السابق كما لديكم أنتم اليوم، حيث يرفض بعض الشباب الاندماج في العمل في مجال السياحة وفي المراكز السياحية، وأعتقد أنه يجب تأهيل الإطارات في هذا المجال، ونحن كما سبق وأن قلت، مستعدون لدعم الجزائر في هذا المجال وسترى أن نفس الشيء سيحدث مستقبلا مثلما حدث مع المستشفيات الكوبية الخاصة بطب العيون، كما أننا سنبقى نتشاور من أجل بدء العمل في هذا الجانب في إطار اللجنة المشتركة.
في نفس الإطار كيف ترى إمكانية أن تصبح هافانا وكافة شبه الجزيرة الكوبية وجهة سياحية للجزائريين الذين أصبحوا يبحثون عن أماكن خارج المغرب العربي؟
- نعم هذا بدأ حقيقة، فعدد السياح الجزائريين في ارتفاع مستمر، لكن عدم وجود خط مباشر بين الجزائر وهافانا يصعب من المهمة ونحن نعمل من أجل تدارك هذا العائق، فعليك أن تعلم أن الأمور تتعقد يوما بعد يوم بسبب الإجراءات الأوروبية المعتمدة في منح تأشيرة العبور، ولهذا أعتقد أنه بات من الضروري فتح خط جوي مباشر بين البلدين اللذين يزخران بإمكانيات هائلة، ولدينا مجتمع يتمتع باستقرار أمني خارق للعادة وهناك حسن الضيافة، وهناك شواطئ جد رائعة وهناك ثقافة سياحة جد رائعة، والأهم من هذا هو حسن الاستقبال خصوصا إذا قلت بأنك جزائري.
فيما يخص الجانب الفلاحي نعلم أن بلدكم يعد أهم مصدر لقصب السكر في العالم، في مقابل هذا تعد الجزائر واحدة من بين أهم مستورديه نظرا لكثرة الطلب على هذه المادة، هل هناك جديد للتعاون في هذا الميدان؟
-- في الميدان الفلاحي، هناك إمكانية التعاون وهذا أيضا يدخل في إطار عمل اللجنة المشتركة، ويمكن القول بأن المستقبل واعد في هذا الإطار، هناك قدرات وإمكانيات يجب استغلالها، من جانبنا قمنا بتطوير ما يسمى الفلاحة (BIO) وهي نتيجة للبحوث والدراسات التقنية والعلمية وقد حصدنا نتائج باهرة في هذا المجال، ولاسيما أنتم قريبون من أوروبا ويمكنكم تطوير هذه الفلاحة ويمكن أن تصدروا منتوجاتكم إلى السوق الأوروبية إذا توفرت الشروط.
؟ تحتفل هافانا هذه الأيام بالذكرى ال 51 لانتصار الثورة الكوبية، وتأتي هذه الاحتفالات في أجواء انتكاسة النظام الرأسمالي الذي انهارت أسواقه المالية جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، هل تشعرون بصواب خياراتكم السياسية والاقتصادية؟
-- أعتقد أن كوبا لم تخطئ أبدا في خياراتها التي تبنتها، وأوافقكم الرأي أن هذه الأزمة المالية العالمية قد عرت النظام الاقتصادي الرأسمالي أكثر فأكثر، وهذا بعد النكسة التي تعرضت لها أقوى المؤسسات التجارية في بلاد الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على الخصوص، ويأتي هذا في ظل استمرار الحصار المفروض من طرف واشنطن على دولة صغيرة في العالم تقع بالقرب من أكبر دولة عظمى عسكريا واقتصاديا، لكن قوة كوبا بمبادئها سمح لها الثبات على هذه المبادئ وحماية الثورة بعد قرابة ال 5 عقود من الزمن، وهذا يرجع لتشبث الشعب الكوبي بثورته وقيادته وفي نفس الوقت نحن بدأنا تطوير كل مناحي الحياة بالسماح بفتح الطريق أمام المبادرات الجادة لكل الأشخاص وأصحاب الأفكار من أجل خلق نظام أكثر انفتاحا على الآخر، وحقيقة يمكن القول إننا رغم المعاناة التي واجهتنا وما تزال تواجهنا جراء الحصار الاقتصادي، وبالرغم من زوال القطبية الثنائية بعد أزيد من 20 سنة إلا أننا صمدنا، بل بالعكس أثبتنا أننا نستطيع النجاح وتحدي الصعاب بتطوير أهم القطاعات ولاسيما فيما تعلق بالجانب الصحي الفلاحي وهما أهم قطاعين في حياة الإنسان.
هافانا كانت ولاتزال في طلائع الدول المساندة للقضية الصحراء الغربية، بعد 35 سنة من الصراع، هل أنتم مستمرون في دعمكم لهذه القضية ومساعدة الشعب الصحراوي؟
-- سياستنا الخارجية شفافة واضحة وصريحة في هذه النقطة، وبالنسبة إلينا قضية الصحراء الغربية قضية مبدأ لا محيد عنه، فالشعب الصحراوي، شعب مثل غيره من الشعوب يحق له أن يقرر مصيره، فبعد تاريخ طويل من المقاومة والمعاناة، يجب أن يكون هناك حل لهذا الشعب لكي يكون بلدا مستقلا وأجزم هنا أن لا خيار لحل هذه القضية غير إعطاء الحق الشرعي للشعب الصحراوي من أجل أن يختار مصيره بكل ما يقتضيه ميثاق الأمم المتحدة وقوانين ولوائح الشرعية الدولية، فهذه القضية قضية تصفية استعمار ولا غبار عليها، وكل المواثيق وأغلب دول العالم تقف إلى جانب هذا الحق ومن بينها كوبا.
أنا أؤكد من هنا من الجزائر مواصلة دعم هافانا لهذه القضية رغم مساعداتنا البسيطة، وبالرغم من كل الظروف الصعبة التي مرت على كوبا إلا أننا بقينا نسهم في مساعدة هذا الشعب، فقد فتحنا أبواب الجامعات الكوبية أمام الآلاف من الطلبة الصحراويين لتأهيلهم وتكوينهم في العديد من المجالات ونرسل دوما فرقة من الأطباء إلى الأراضي الصحراوية المحررة ومخيمات اللاجئين بتندوف لمساعدة رفاقنا هناك، وقد زرتهم قبل أيام في تلك المخيمات، وأعيد وأجدد تمسك بلدي بدعم هذه القضية التي ماتزال آخر نقطة في إفريقيا لتصفية الاستعمار.
سعادة السفير السيد كابليرو، هل أنتم وقيادة بلدكم متفائلون بنجاح أوباما في الوصول إلى البيت الأبيض من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين التي كادت في يوم من الأيام أن تشعل الحرب العالمية الثالثة بعد أزمة صواريخ ال SS20 السوفياتية؟
-- في الحقيقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعد في إطار حملته الانتخابية بتغيير الكثير من الأشياء وقد أطلق شعار ''نعم نستطيع'' ''yes we can'' ومعناه المقدرة على تغيير الأشياء إلى الأحسن، نحن متفائلون بإعادة النظر في سياستهم تجاه كوبا، لكن دعني أقول لك أنه وحتى هذه اللحظات لا يوجد أي تغيير في هذا النظرة الخاصة بإلغاء الحصار المفروض على بلدنا، اقتصاديا وماليا، فالحصار ما يزال مفروضا، وأعتقد أنه بودنا النظر إلى المستقبل، لكن ما يؤسفنا أن الأقوال تسير في اتجاه عكس الأفعال التي لا تصب فيما نأمل إليه من أجل نزع فتيل التوتر بين بلدينا.
بالنسبة للمحتجزين الكوبيين ال 5 في السجون الأمريكية، هل تطمحون لوساطات دولية من أجل تحريرهم؟
-- هؤلاء الشباب يعانون منذ 11 سنة في السجون الأمريكية وقد حوكموا بطريقة غير شرعية، وقد طبق عليهم قانون مكافحة الإرهاب، وهم لم يقوموا بأي عمل من هذا القبيل ولم يعتدوا أبدا على القانون الأمريكي، بل بالعكس فهناك الكثير من الأحداث التي تقوم بها المافيا الأمريكية في ميامي ضد الكوبيين وحتى ضد المواطنين الأمريكيين أنفسهم، وأعتقد أن الكثير من الضحايا أدينوا بغير حق في مسألة تطبيق وإصدار الأحكام بحجة مكافحة الإرهاب.
ولهذا نحن ندعو كل أصدقائنا ومن بينهم أصدقاؤنا الجزائريون لمساعدتنا فيما يخص إطلاق سراح ال 5 مساجين المحبوسين في السجون الأمريكية واليوم المعركة ليست قضائية ولكنها سياسية نأمل النصر فيها.
بنظركم ما الفرق بين الإرهاب والمقاومة؟
لا يوجد إرهاب جيد وإرهاب سيئ، والإرهاب ليس لديه لون سياسي، فهو نشاط إجرامي يودي بحياة الأبرياء بشكل أعمى وقاسٍ، ويجب أن يدان ويعاقب بحزم وبلا هوادة على أساس التعاون الدولي الذي يجب أن يقف صفا واحدا.
لكن ما يسجل في هذا الإطار وللأسف أن المعركة ضد الإرهاب يجري التلاعب بها من طرف بعض الدول لأغراض سياسية، حيث تطبق سياسة الكيل بمكيالين، ولذا فإنه من المستحيل كسب المعركة ضد الإرهاب بهذه الخطة.
وفي هذا السياق يمكن الاستشهاد بمثالين ففي الولايات المتحدة ثمة 5 شبان كوبيين لم يتخذوا أي إجراء ضد أمن ذلك البلد وهم يقضون اليوم عقوبة فاقت ال 11 سنة بغير عدل، بما في ذلك عقوبة مزدوجة بالمؤبد -مدى الحياة- في سبيل مكافحة الإرهاب كما تقول واشنطن، في محاولة لمنع الأنشطة الإجرامية للجماعات الإرهابية وعصابات تعمل انطلاقا من أراضي الولايات المتحدة ضد كوبا.
ومع ذلك، اعترف إرهابيون مثل بوسادا كاريليس ، والمطلوب من طرف العدالة في مختلف البلدان، باقترافه للعديد من الجرائم الكثيرة من بينها تفجير الطائرة الكوبية في 1976 التي قتل فيها 73 شخصا بريئا، والمؤسف أن نجد هذه الإرهابي الخطير يسير بحرية في شوارع ميامي الأمريكية اليوم. وزيادة على ذلك فحكومة الولايات المتحدة، لها دوافع سياسية وغير مبررة بالمرة، حيث تشمل كوبا في قائمة الدول الداعمة للإرهاب رغم أن هافانا كانت واحدة من البلدان التي عانت من الأعمال الإرهابية، وكوبا تشعر أنها مثلها مثل أي دولة أخرى تشارك في المعركة ضد هذه الآفة الجنائية.
وأجزم أن إدراجنا في تلك القائمة، هو انحراف فاحش، والمستفيد الثاني من ذلك هي المنظمات الإرهابية التي تعمل من أراضي الولايات المتحدة وأؤكد لك أن هذا تعبير عن النفاق والكيل بمكيالين في مكافحة ما يسمى بالإرهاب وفق السياسة الإرهابية للإدارة الأمريكية. هذه السياسة يجب أن تتوقف، وكوبا يجب أن تستبعد بصورة نهاشية من تلك القائمة التعسفية، والعكس صحيح فكوبا يمكن الاعتماد عليها لتنفيذ معركة حقيقية وفعالة لمكافحة الإرهاب.
بعد تفرغ الزعيم الكوبي فيدال كاسترو للكتابة ورحيله عن السلطة، ما هي آمال الشعب الكوبي اليوم؟
-- نحن عازمون على المواصلة في نفس النهج، فمواجهتنا للأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على كل الدول ليس التحدي الوحيد لكوبا، لكن هناك تحديات أخرى نواجهها وعلى رأسها الأزمة المناخية أو التغييرات المناخية، فنحن مهتمون جدا بهذا الأمر، فنحن جزيرة صغيرة تتأثر وستتأثر إذا لم يتم اتخاذ إجراءات من طرف الدول العظمى، واهتمامنا انصب كثيرا على ما نتج وما دار في قمة الدنمرك بين الدول المتطورة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي حاولت تغيير الأهداف المتفق حولها والمبادئ التي تم الاتفاق عليها، والدول النامية تعمل من أجل هذا ونحن من بين هذه الدول التي ستقاوم من أجل المحافظة على العنصر البشري.
نحن لدينا ثقة في شعبنا لتطوير كافة مناحي الحياة وتطبيق العدالة الاجتماعية، هناك تحديات ومن بينها محاربة الحصار الاقتصادي، ففي الجمعية العامة تحركنا مع 87 دولة لكسر هذا الحصار، ونحن لدينا ثقة كبيرة ونأمل ونتطلع لمستقبل واعد وتحقيق طموحات كثيرة لشعبنا، وآمالنا أن تتحقق روابط جديدة مع الشعوب التي تقاسمنا نفس المبادئ والآمال ومن بينها الشقيقة الجزائر.
حلت بالجزائر قبل أيام السيدة داليدا تشي غيفارا بالجزائر، حيث زارت عددا من مدن الجزائر، برأيكم وأنتم ضمن من رافقها في هذه الزيارة كيف بدت لها الجزائر بعد عقود من زيارة والدها إلى هنا؟
-- لقد كانت في قمة السعادة وقد لاحظت درجة الحب الشديد الذي يكنه الشعب الجزائري لوالدها، فقد انبهرت بمدى تأثر الشباب الجزائري بهذا القائد الفذ، فهي كانت تعلم تأثر ووفاء الجزائريين لتشي، وقد تأكدت أن تشي ما يزال في قلوب الجزائريين وأنا أعلم مدى تعلق الجزائريين بهذا القائد، لأن الجزائريين لا ينظرون له كقائد كان يحارب في أمريكا اللاتينية لكن كقائد عالمي حارب في كل أماكن العالم ومن بينها القارة الإفريقية.
ما تزال القوات الأمريكية تقبع على جزء من شبه الجزيرة الكوبية في ناحية غوانتنامو التي ارتبط اسمها بالسجن الرهيب الذي غلقه الرئيس أوباما، هل ما تزالون تطالبون بهذه الأرض وبرحيل القوات الأمريكية من هناك؟
-- غوانتنامو بالنسبة لنا قضية وطنية، فهي مستعمرة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا تعد على الشرعية الدولية، ومناف لها وللقوانين الدولية، وأريد أن أقول بأننا لن نسلم أبدا في حقنا المشروع في هذا الجزء من تراب الجزيرة الكوبية المحتل من طرف القوات الأمريكية التي استغلته للتعذيب واضطهاد حقوق الإنسان، وأنا بدوري أؤكد بأن بلادي ستواصل معركتها من أجل استرجاع هذا الجزء من بلدنا.
وفي الأخير أود تهنئة الشعب الجزائري مرة أخرى على التأهل إلى كأس العالم، كما أنني أتوجه بالشكر لكل الشعب الجزائري من خلال جريدتكم ''الحوار'' التي أشكرها على إتاحة هذه الفرصة لي لنقل أفكار الكوبيين لأشقائهم الجزائريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.