قال تقرير نشر نهاية الأسبوع الماضي بواشنطن، حول ''التهديد المتنامي للإرهاب'' في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل أن نسبة العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم ''قاعدة المغرب'' ارتفعت ب 550 في المائة منذ 11 سبتمبر .2001 وأكد التقرير، الذي أنجزه المركز الدولي للأبحاث حول الإرهاب التابع لمعهد البحث الأمريكي (بوتوماك)، أنه ''منذ 11 سبتمبر سجلت العمليات الإرهابية التي نفذتها عناصر قاعدة المغرب بكل من شمال إفريقيا والساحل ارتفاعا كبيرا بنسبة 55 بالمائة. وحذر التقرير من أن عمليات خطف الرهائن والاغتيال بمنطقة الساحل التي تقوم بها هذه المنظمة التي كانت معروفة باسم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' تبين أن تهديد هذه الجماعة الإرهابية سيمتد ليشمل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إذا لم يتم اتخاذ تدابير فعالة لمحاربة الإرهاب''. وكانت الولاياتالمتحدة قد صنفت مؤخرا هذا التنظيم ك''منظمة إرهابية أجنبية'' وذلك طبقا للمادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي. وكشف تقرير لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية التطور الكبير في الاستغلال الإرهابي للطائرات، ويحذر من وجود حركة طيران نشطة خارج نظام الطيران الرسمي الدولي عبر المحيط الأطلسي ذهابا وإيابا بشكل منتظم، إلى مناطق تواجد إرهابيين من قاعدة المغرب منذ عام .2006 ويكشف التقرير المذكور عن عملية نشطة لتهريب المخدرات والأسلحة إلى مناطق في إفريقيا، تتواجد فيها جماعات تابعة للقاعدة والتي تقوم بدورها بتسهيل تهريب المخدرات إلى أوروبا. وكان تقرير سابق للأمم المتحدة قد تحدث أن طائرة تهريب تحمل علامة زائفة للصليب الأحمر هبطت دون إذن بمطار لونجي الدولي في سيراليون عام 2008 وفي أواخر العام الماضي هبطت طائرة بوينغ 727 على ممر تسلكه القوافل في مالي، حيث قال مسؤولون إن المهربين أفرغوا شحنة تتراوح بين طنين وعشرة أطنان من الكوكايين قبل أن ينثروا الوقود على الطائرة ويشعلوا فيها النار بعد أن فشلت محاولات الإقلاع بها مرة أخرى. ويحذر محللون من أن فوائد الكوكايين عبر الصحراء قد تحول تنظيم قاعدة المغرب إلى تهديد أكبر في المنطقة الممتدة من موريتانيا إلى النيجر، وهي منطقة بها استثمارات أجنبية ضخمة في النفط والمناجم وربما خط لأنابيب الغاز عبر الصحراء الرابط بين نيجيريا، الجزائر باتجاه أوروبا. وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق بأن تنظيم قاعدة المغرب قد وسع من نطاق عملياته من خلال تكثيف هجماته على شمال مالي والنيجر وموريتانيا. وفي نظر عدد من المتتبعين فإن هذا التقرير لا يخلو من مغالطات من حيث توقيت نشره، والأهداف المبتغاة من ورائه، لاسيما من خلال تضخيم وتيرة نشاط هذا التنظيم الإرهابي الذي تمكنت الجزائر من خلال مصالحها الأمنية المختلفة من تضييق الخناق على نشاط الجماعات الإرهابية في الجزائر، إلى درجة تسجيل محدودية كبيرة في نشاط هذه الجماعة الإرهابية مؤخرا، فضلا عن إسقاط عدد معتبر من رؤوسها خلال مدة زمنية يسيرة، وهو ما يفتح باب التساؤل المشروع حول جدوى هذا التقرير وتوقيته والأهداف المبتغاة من نشره وترويجه بعد إدراج الجزائر في قائمة الدول 14 الخطرة والإرهابية دون معايير واضحة ومقبولة وهو ما أثار استياء الجزائر حكومة ومجتمعا مدنيا وشعبا.