كشف تقرير صادر مؤخراً عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي أن الضربات التي تتعرض لها الجماعات الإرهابية في العراق وأفغانستان أدت إلى فرار عديد من العناصر الإرهابية وتوجهها إلى مناطق جديدة تمثلت بصورة رئيسة في شمال إفريقيا على غرار ما أصبحت تقوم به القاعدة في المغرب العربي هناك، إلى جانب جنوب آسيا وإن كانت الساحة اليمنية هي الساحة الأبرز في هذا السياق. حد تعبير التقرير. وأوضح التقرير الذي جاء تحت عنوان ''القاعدة في اليمن والصومال.. قنبلة موقوتة'' إن عناصر القاعدة بحثت عقب العمليات العسكرية الأمريكية والغربية في العراق وأفغانستان عن موطئ قدم لها في المنطقة القبلية على الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان، وهو ما تنبهت له الولاياتالمتحدة وباكستان ودفعهما للقيام بعمليات عسكرية واستخباراتية مشتركة ضد معاقل التنظيم. وينتقل التقرير إلى تناول قدرات تنظيم القاعدة في اللحظة الراهنة، فعلى الرغم مما يمثله من تهديد للمصالح الأمريكية فإنه قد تلقى التنظيم حسب التقرير العديد من الضربات خلال السنوات الأخيرة كان أبرز ملامحها انخفاض قدرة القاعدة على تنفيذ ''عملية واسعة النطاق'' وفقاً لمدير المخابرات الوطنية الأمريكية الذي قال ''إن القاعدة اليوم أضحت أقل قدرة وفاعلية مما كانت عليه منذ عام 2008''. ويلاحظ أيضاً طبقاً للتقرير انخفاض الدعم والمساندة الشعبية لتنظيم القاعدة ، حيث أطلق قائد تنظيم القاعدة رسالة صوتية يطالب فيها بمزيد من الأموال ''لأن عناصر التنظيم تُعاني من نقص ملحوظ في الغذاء والأسلحة وغيرها من الإمدادات. وأكد التقرير، الذي أنجزه المركز الدولي للأبحاث حول الإرهاب التابع لمعهد البحث الأمريكي (بوتوماك)، أنه ''منذ 11 سبتمبر سجلت العمليات الإرهابية التي نفذتها عناصر القاعدة في بلاد المغرب بكل من شمال إفريقيا والساحل ارتفاعا بنسبة 55 بالمائة. وكانت الولاياتالمتحدة قد صنفت مؤخرا هذا التنظيم ك''منظمة إرهابية أجنبية'' وذلك طبقا للمادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي. وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب قد وسع من نطاق عملياته خارج التراب الجزائري من خلال تكثيف هجماته على شمال مالي والنيجر وموريتانيا. في حين وضع مؤشر عالمي أعدته المجموعة الاستشارية لتصنيف المخاطر التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها الجزائر في المرتبة السابعة من حيث التهديد الإرهابي. أقل من إسرائيل، ليبقى التساؤل مطروحا حول سر هذه التقارير وتحامل الغرب على منطقة المغرب العربي في ظل وجود تأكيدات من أعلى المستويات تشيد بجهود الجزائر وكل دول المنطقة في محاربة ظاهرة الإرهاب.