جزائريات تتسببن في وفاة أبنائهن بإهمال مواعيد الدواء ومضاعفة الجرعات تغفل الكثير من الأمهات عن إعطاء الدواء للطفل في موعده المحدد، وبعضهن يلجأ لإعطاء الطفل جرعتين لتعويض الجرعة التي فاتتها، متجاهلات بأن مثل هذه التصرفات قد تضر بالطفل وتؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه. وحالات النساء اللاتي وجدن أنفسهن مفرطات في حق فلذات أكبادهن كثيرة بالجزائر. وكشفت الدراسات الحديثة أن ظروف التخزين السيئة للدواء أو الفيتامينات خاصة تلك التي تحتوي على الحديد، مسؤولة عن30 بالمائة من وفيات الأطفال في العالم. أكد الدكتور بن علي أخصائي في أمراض الأطفال في اتصال ل ''الحوار'' أن إعطاء الأدوية للأطفال في الأوقات المحددة لها وبالجرعات الموصوفة من قبل الطبيب، أمر ينبغي على كل أم أن تحرص عليه، فتأخير موعد الدواء وخاصة المضادات الحيوية يؤخر من سرعة الشفاء وإعطاء جرعة زائدة قد يؤدي لحدوث بعض المضاعفات. وأمثلة النساء اللواتي كن سببا في إعاقة أو حتى وفاة أبنائهن بسبب خطأ في تقديم الدواء، كثيرة، كان مصيرهن الطلاق الحتمي لعدم تقبل الزوج هذا الخطأ غير المغتفر. نسيت تقديم مخفضات الحرارة لابنتها فتسببت في إعاقتها ترتكب بعض النساء أخطاء غير مقصودة تجاه أبنائهن، فكم من الأمهات اللواتي كن سببا في الإعاقات والعاهات المستديمة لفلذات أكبادهن، وترتبط غالبية تلك الأخطاء بغلطات في تقديم جرعات الدواء المناسبة أو حتى في تقديم الدواء المناسب في الوقت المناسب وفقا لم تنص عليه الوصفة الطبية. وإن كانت أخطاء تغتفر من الناحية العلمية، إلا أنها تعتبر جرائم في نظر المجتمع والقانون. طلاق السيدة نورة وإن كانت تراه تعسفيا وظلما لها من قبل زوجها، تراه والدتها التي كلما تنظر إلى وجه حفيدتها الصغيرة المعاقة، العقاب والدرس الحقيقي الذي جعل ابنتها تتحمل مسؤولياتها كاملة وغير نمط حياتها السابق، حيث كانت جد متسيبة ولا تتحمل أبدا المسؤولية مثل باقي النساء، إلى أن وقع ما أيقظها من إهمالها ذاك منذ 6 سنوات تقريبا، حيث كانت نورة، تقول والدتها الحاجة ظريفة، منذ صغرها لا تأخذ الأمور على محمل الجد، وحتى بعد زواجها وإنجابها لطفلتها الوحيدة بقيت تتصرف بإهمال، فكانت تحمم طفلتها وتتأخر في تغيير ملابسها والنوافذ جميعها مفتوحة، فأصيبت الصغيرة بالتهاب تنفسي حاد على مستوى الرئتين وحمى مرتفعة تجاوزت الأربعين، ولم تتحرك نورة لأخذ ابنتها على جناح السرعة إلى الطبيب، فقام الطبيب بوصف أدوية مخفضة للحرارة وشدد على نورة أن تقدمها لها كل ساعة، لمدة شهر كامل وإلا كانت النتائج وخيمة على صحة الطفلة. وجدت نورة صعوبة في التقيد بتعليمات الطبيب نظرا لتزامن فترة مرض ابنتها مع تحضيرات عرس شقيق زوجها، ما تسبب في ارتفاع حمى ابنتها أكثر مما كانت تتوقعه وإصابتها بالشلل. ولدى تأكيد الطبيب لنورة وزوجها أن شلل الطفلة كان بسبب إهمال والدتها مواعيد الأدوية المخفضة للحرارة، قام الزوج بتطليقها دون أي تفكير عقابا لها على ما تسببت فيه من خطأ غير مغتفر، وتعيش نورة اليوم مؤنبة الضمير منذ ذلك اليوم. اتبعي إرشادات الدكتور بن علي لوقاية طفلك من تسمم الدواء وقدم الدكتور بعض النصائح للأمهات تمكنهن من تجنب إيقاع أبنائهن في مشاكل صحية وتعقيدات خطيرة قد تؤدي بالبعض منهم إلى حد الوفاة، إذا ما اتبعتها كل أم ضمنت عناية صحية جيدة لأبنائها لاسيما حديثي الولادة منهم والرضع. وينصحك أن تمنحي طفلك دواءه في وقته الموصوف من قبل الطبيب وفي حال تفطنك بعد بضع دقائق أنك أخطأت بالنسبة لحجم الجرعة قدمي له جرعة كافية لتعويض النقص في الجرعة التي قدمتها له، ونظرا لأن الدواء الذي يوصف لطفلك يعتمد على وزن جسمه فإن تقديم كمية ضئيلة جدا يمكن أن يتسبب في تغير مهم بالنسبة لفعالية الدواء. يظهر طفح على بشرة طفلك بعد تقديم الدواء له ويوضح الدكتور للأمهات، في حال تقديم الدواء للطفل قبل أن يأوي إلى الفراش في حين تنص المعلومات على علبة الدواء وتنبه إلى إعطاء الدواء مع الطعام، فالأمر ليس مهما كثيرا، ولكن يجب التذكر بمنح الطفل القليل من الطعام بعد الجرعة الدوائية، لأن تناول الطفل جرعات دون تناول طعام يتسبب في حدوث اضطرابات في المعدة وإلحاق أضرار في أنسجتها. تنسى الكثير من الأمهات إعطاء الطفل جرعة الدواء المقررة، إلا أن الدكتور بن علي يطمئنهن، ويقول إن كل ما عليهن القيام به في مثل هذا الوضع هو تقديم له جرعة الدواء في أقرب وقت ممكن. ومن ثم تواصل تقديم الدواء بانتظام، ولكن عليها تجنب تقديم جرعتين معا لطفلها في وقت واحد، ظنا أنها تقوم بتعويض طفلها عن الجرعة المنسية، وقبل القيام بذلك عليها استشارة الصيدلي في أسلوب التعامل مع الجرعة المنسية.