اتصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإدانة موقفه ''السلبي جدا'' حيال واشنطن، مستخدمة لهجة قاسية جدا حيال الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأبلغت كلينتون التي تشعر ''باستياء كبير'' من الضربة الجديدة التي وجهت إلى عملية السلام، محادثها بان قرار بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية يشكل ''إشارة سلبية جدا في مقاربة إسرائيل للعلاقات الثنائية''. وكانت وزارة الداخلية الإسرائيلية أعلنت خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن قرارها السماح ببناء 1600 وحدة سكنية في حي استيطاني لليهود المتشددين في القدسالشرقية، ما أثار استنكارا واسعا بما في ذلك داخل إسرائيل، وقال فيليب كراولي الناطق باسم كلينتون أن وزيرة الخارجية ''قالت إنها لم تفهم كيف حدث ذلك خصوصا مع معرفتها باهتمام الولاياتالمتحدة الكبير بأمن إسرائيل''. وكان جيمس بيكر وزير الخارجية في عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الأب شعر بالاستياء من تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك اسحق شامير في ,1990 قال للاسرائيليين ''عندما تأخذون السلام ''مع الفلسطينيين'' على محمل الجد اتصلوا بنا''، والتوتر مرتبط بعملية السلام التي تسعى الولاياتالمتحدة جاهدة لتحريكها، لكن خبيرا في واشنطن ان الوضع مختلف جدا اليوم، وقال ''خلافا لبوش وبيكر، كلينتون وبايدن صديقان مقربان جدا من إسرائيل''. وتخشى واشنطن بالخصوص من أن يؤدي الإعلان الإسرائيلي إلى إجهاض المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين والتي جهدت الولاياتالمتحدة بشدة منذ أشهر من اجل استئنافها، وبينما استبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مواصلة الحوار عن طريق الولاياتالمتحدة، قالت كلينتون لنتانياهو أن مبادرته ''تضعف الثقة في عملية السلام''. وأكد كراولي أن كلينتون ''قالت بوضوح انه على الحكومة الإسرائيلية ان تثبت ليس بالقول فقط بل بأفعال محددة أيضا، أنها ملتزمة بالعلاقة ''مع الولاياتالمتحدة'' وبعملية السلام''. وقال الناطق الأمريكي أن نتانياهو بصفته رئيسا للحكومة ''مسؤول في نهاية الأمر عن أعمال حكومته''، من جهتها، دانت اللجنة الرباعية الدولية قرار إسرائيل الموافقة على بناء وحدات استيطانية في القدسالشرقية ودعت مختلف الأطراف المعنيين إلى دعم استئناف سريع للحوار، وفي بيان نشرته الأممالمتحدة، نبهت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى أن ''أي عمل أحادي الجانب يتخذه احد الأطراف ينبغي ألا يؤثر في نتائج المفاوضات ولن يعترف به المجتمع الدولي''. وأضاف البيان ''تدين اللجنة الرباعية قرار إسرائيل السماح ببناء وحدات سكنية جديدة في القدسالشرقية''، وأخيرا، بحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهيلاري كلينتون في مقر الأممالمتحدة في نيويورك الإعلان الإسرائيلي عن بناء وحدات استيطانية جديدة. وقال إن للوزيرة الأمريكية التي كانت تحضر الدورة السنوية للجنة المتعلقة بوضع المرأة ''اشعر بالامتنان لتعبئتكم من اجل استئناف عملية السلام عبر مفاوضات غير مباشرة''.